بعد اعلان نتائج الثانوية العامة الخميس الماضي ، وفي الوقت الذي يستعد فيه طلاب التوجيهي للبدء بمسار جديد في حياتهم سيشكل مستقبل وظائفهم، اكد رئيس مركز رواد الاعمال في نقابة المهندسين الاردنيين معتز العطين أهمية التعليم والتدريب المهني والتقني، داعيا طلاب التوجيهي الى التفكير واستكشاف هذا الخيار ضمن الخيارات التي يفكرون لدراستهم الجامعية.
وقال العطين ان هذا المسار يفتح أمامهم أبوابًا واسعة للعمل، والاعتماد على الذات، وامتلاك حرفة أو مهنة تعزز فرصهم في السوق.
وفي الوقت ذاته، أكد العطين على ان اختيار التخصص الجامعي يجب ان يبنى على قدرات وشغف الطالب، وليس بناءا على ضغوط العائلة والمجتمع، داعيا الشباب في الوقت نفسه الى تطوير المهارات الرقمية والحياتية لانها ستعزز وتدعم شهاداتهم الجامعية، وستزيد من فرصهم للحصول على الوظائف المستقبلية في وقت يتوسع فيه التحول الرقمي والرقمنة في كل القطاعات الاقتصادية.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم الخميس الماضي نتائج الثانوية العامة، حيث بلغت النسبة العامة للنجاح في الامتحان 62.5%، وبلغ عدد الطلبة الناجحين 118635 طالبًا ممن حضروا الامتحان و البالغ عددهم 189675 مشتركًا.
العطين في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك : ” نبارك لجميع الطلبة الناجحين في الثانوية العامة، ونشدّ على أيدي من لم يحققوا ما تمنوه، فالمستقبل لا تحدده علامة، بل تصنعه الخيارات الواعية والعمل المستمر، وهناك مسارات مهنية وتقنية والتدريب المهني وهي لا تقل قيمة عن الأكاديمية وتفتح آفاقًا واسعة للنجاح…….
رسائل على السريع للناجحين:
اختيار التخصص الجامعي قرار محوري، ينبغي أن ينبع من فهمك العميق لميولك وقدراتك، لا من نظرة المجتمع أو رغبات الآخرين. ركّز على ما يثير شغفك ويمنحك الدافع للاستمرار، فالمسار الذي يتوافق مع شخصيتك ومهاراتك هو الأقصر نحو التميز. ومنذ بداية مشوارك الجامعي، لا تنتظر التخرج لتبدأ التخطيط، بل بادر بتطوير مهاراتك الرقمية، وتنمية المهارات الناعمة (Soft Skills) كحل المشكلات، التفكير النقدي، القيادة، والعمل التعاوني. استثمر في الدورات المجانية المتوفرة عبر الإنترنت، وحدّث نفسك باستمرار بما يتطلبه سوق العمل من كفاءات. ولا تغفل عن المسار الفني والتقني، فإن كنت ممن يملكون الشغف بالتطبيق العملي والعمل اليدوي، فالتدريب المهني والتقني خيار واعد يحمل فرصًا واسعة، ومجالات عمل متنوعة، وقد يكون أقصر طريق لبناء مهنة مستدامة أو مشروع ريادي ناجح.
للأهالي:
في ظل التحولات المتسارعة في سوق العمل، أصبح من الضروري تمكين الأبناء من اختيار تخصصاتهم بناءً على شغفهم واستعداداتهم الشخصية، بعيدًا عن ضغط المعدل أو النظرة التقليدية لبعض التخصصات.
دعمكم لاختيارات أبنائكم يشكّل عنصرًا حاسمًا في بنائهم النفسي والمهني. فحين يدرسون ما يحبون، ويعملون في مجالات يتقنونها، يكون عطاؤهم أكبر وإنجازهم أعمق. دعونا ننتقل من ثقافة المفاضلة بين “تخصصات كبرى” و”تخصصات صغرى” إلى ثقافة التميز في المجال المناسب لكل طالب، لأن الإبداع لا يُقاس بمسمى التخصص بل بمدى الانسجام بين الشخص ومجاله، ومدى استعداده للتطور المستمر في مهاراته وقدراته.
على صعيد آخر ليس كل طالب بحاجة إلى مسار أكاديمي تقليدي ليحقق النجاح؛ فالمجالات التقنية والمهنية أصبحت اليوم من أكثر القطاعات نموًا وتطلبًا للكفاءات.
شجّعوا أبناءكم على استكشاف خيارات التدريب المهني والتقني، والتي تفتح أمامهم أبوابًا واسعة للعمل، والاعتماد على الذات، وامتلاك حرفة أو مهنة تعزز فرصهم في السوق. تمكينهم من اتخاذ قرارات واعية ومدروسة في هذا العمر هو الخطوة الأولى نحو مستقبل مستقر ومنتِج”.