
رقمنة
كرّمت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، الفائزين الثلاثة بجائزة “وايز” للتعليم للعام 2024-2025، وهم نخبة من صُنّاع التغيير الذين يسهمون في إعادة رسم ملامح التعلّم عالميًا، وذلك في ختام أعمال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم “وايز 12”.
وفي إطار هيكلها الجديد الهادف إلى توسيع أثر الحلول التعليمية، اختير ستة متأهلين للتصفيات النهائية للجائزة، وفازت ثلاثة حلول منها بالتكريم خلال حفل الختام. وبلغت القيمة الإجمالية للجائزة مليون دولار أمريكي، حيث حصل مسار “تومو” على 500 ألف دولار أمريكي عن المركز الأول، فيما فازت منصة “اقرأ لي” بجائزة قدرها 300 ألف دولار أمريكي عن المركز الثاني، بينما حصل مشروع “دَرسِل” على 200 ألف دولار أمريكي عن المركز الثالث.
يقدم مسار “تومو”، الذي يوجد مقره في أرمينيا، تصورًا جديدًا لإعادة تصميم التعلّم الإبداعي خارج الدوام المدرسي، فيما تقدّم منصة “اقرأ لي”، ومقرها في الأردن، نموذجًا تربويًا موجهًا للأهالي لدعم تنمية مهارات القراءة العربية لدى الأطفال. أما مشروع “دَرسِل”، الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، فيوفّر تدريبًا فرديًا في الرياضيات مدعومًا بالذكاء الاصطناعي في البيئات محدودة الاتصال.
وقال بيغور بابازيان، الرئيس التنفيذي للتطوير في مركز “تومو” للتقنيات الإبداعية، “لم يكن الابتكار يومًا بهذا القدر من الأهمية لمواجهة التحديات العالمية المتمثلة في توفير تعلّم عالي الجودة ومنصف للجميع. ألهمتنا رؤية “وايز” الهادفة إلى دعم حلول مؤثرة قابلة للتوسع لإعادة تخيّل ما هو ممكن. ويمثّل الفوز بجائزة “وايز” محطة فارقة في رحلتنا، ونافذة تفتح آفاقًا جديدة لتوسيع أثرنا عالميًا.
وخلال 12 شهرًا، أسهمت عملية الترشيح في صقل منهجيتنا وتسريع تطوير منصتنا القائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي تُحدث ثورة في طرق التعلّم، وتوسّع فرص الوصول، وتساعد الشباب على تجاوز عوائق القراءة والفجوة الرقمية. إننا نستخدم الذكاء الاصطناعي لتعليم الذكاء الاصطناعي، لنُعدّ جيلًا قادرًا على الازدهار في عالم المستقبل.”
من جهته، قال باسم سعد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملكة رانيا، الجهة التي طوّرت منصة “اقرأ لي”: “يمثّل هذا التكريم تتويجًا لرحلة ثرية مع “وايز”، رحلة قوامها التعلّم والتعاون والإيمان المشترك بقوة التعليم. فمن خلال “اقرأ لي”، نمكّن الأهالي من أن يكونوا شركاء فاعلين في رحلة أبنائهم التعليمية. وتعكس رحلتنا اليوم التزام مؤسسة قطر ومؤسسة الملكة رانيا بتوسيع هذا الأثر، وضمان حصول كل طفل على فرصة عادلة للازدهار.”
أما عبدالحميد حيدر، المؤسس والرئيس التنفيذي لمشروع “دَرسِل”، فقال، “تجربتنا في برنامج جائزة “وايز” كانت مذهلة، والدعم الذي تلقيناه مكّننا من تصميم وبناء وإطلاق وتقييم روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي لتحسين مهارات الحساب. وأظهرت دراستنا أن منصتنا فعّالة جدًا في تقوية مهارات الطلبة، لذلك نحن متحمسون جدًا لاستمرار دعم “وايز”، لأن ذلك سيسمح لنا بتوسيع أثر المنصة في الأردن وحول العالم، حيث نتوقع أن يستفيد منها أكثر من مليون طالب قبل قمة “وايز” المقبلة.”
وقال ستافروس يانوكا، الرئيس التنفيذي لـ”وايز”، “تؤكد جائزة “وايز” للتعليم، عامًا بعد عام، أن التغيير التعليمي الجذري يبدأ بأفراد ومؤسسات لديهم الجرأة على إعادة التفكير في ماهية التعليم وإمكاناته. وتبرهن الحلول الفائزة هذا العام على ما يمكن تحقيقه حين يستند الابتكار إلى الأدلة، ويوجَّه بإرادة راسخة لإحداث أثر واسع ومستدام في حياة الناس.”
كما أضاف أوريليو أمارال، مدير إدارة البرامج في “وايز”، “يمثّل هذا العام فصلًا تحوليًا في مسيرة الجائزة، إذ تطورت لتقدّم الدعم لجميع المتأهلين الستة، وليس الفائزين فقط.”
وقال أمارال، “تعمل الحلول الثلاثة الفائزة على هوامش أنظمة التعليم الرسمية، لكنها تتكامل معها في الأهداف، وتلبّي احتياجات التعلّم لدى الأطفال والشباب بطرق مبتكرة وخلّاقة.”
وفي إطار النموذج الجديد، يحصل كل متأهل للتصفيات النهائية على منحة قدرها 125 ألف دولار أمريكي لتطوير منتج أولي قابل للتطبيق لمعالجة تحديات تعليمية مُلحّة. وإلى جانب التمويل، يستفيد المتأهلون من إرشاد متخصص، وتوجيه تقني، ودورات لبناء القدرات يشرف عليها خبراء “وايز”، بما يضمن انتقال الحلول من مرحلة المفهوم إلى التنفيذ.
ويمثل المتأهلون الستة طيفًا واسعًا من الابتكارات التعليمية العالمية، إذ في قطر، تقود منصة “بونوكل”، التي طوّرتها شركة بونوكل، ابتكار أول منظومة ترفيه وتعلّم بطريقة برايل في العالم. كما يقدم برنامج “فاست تراك+” ومقرّه في نيجيريا، دعمًا لتسريع مهارات القراءة والكتابة لدى المتعلمين من الفئات الأكثر هشاشة، ولا سيما من اللاجئين. أما “أبرندو لاب”، التي يقع مقرها في تشيلي، فتقدم برامج تطوير مهني للمعلمين تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتخصيص التعليم وتحسين مخرجات التعلّم.
وقد عمل كل متأهل، على مدى عام كامل من البحث والتطوير وتقييم الأثر، بشكل وثيق مع فريق “وايز”، مما مكّن هذه الحلول من الوصول إلى متعلمين ومجتمعات على مدار العالم، الأمر الذي يعكس الأهمية العالمية لهذه الابتكارات.
وقد تم استعراض هذه المبادرات خلال قمة “وايز 12″، التي عُقدت في الفترة من 24 إلى 25 نوفمبر 2025 في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. وقالت نيف ويلان، مدير البرامج في “وايز”: “جائزة “وايز” هي أكثر من مجرد تكريم، إنها رحلة. نعمل يدًا بيد مع كل متأهل لتحويل الأفكار الواعدة إلى نماذج مجرّبة تُسهم في جعل التعليم أكثر شمولًا وإنصافًا وإنسانية.”
ومع تطلّع “وايز” للمستقبل، ستبدأ التحضيرات للدورة القادمة من الجائزة مطلع العام المقبل، وستواصل البناء على الزخم الذي أحدثه فائزو هذا العام، لضمان بقاء الجائزة منصة عالمية للابتكار التعليمي القابل للتوسع والقائم على القيم. وسيتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بالمواعيد وعمليات التقديم مع اقتراب موعد الدورة الجديدة.
المصدر : صحيفة الغد اليومية




