“Arkidect” مبادرة تحفز مواهب الصغار لتصميم مجسمات هندسية
رقمنة
أطلقت المهندسة المعمارية سندس الكسواني مبادرة تعليمية للأطفال تحت عنوان “Arkidect”، تسعى لتعليم الهندسة والعمارة للأطفال واليافعين بطرق مبسطة وإبداعية.
وقالت الكسواني إن اسم المبادرة يعود لدمج كلمتي معماري Architect وطفل Kid بكلمة واحدة.
أوضحت الفكرة من تأسيس هذه المبادرة، بقولها “في البداية تم عقد عدد من الأنشطة وورش العمل المتخصصة، ولكن الانتشار الكبير للمبادرة جاء من خلال المنصة، وتم في فترة الحجر الكلي عند بداية جائحة كورونا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا “فيسبوك”، حيث تم نشر فيديوهات تعليمية بشكل دوري تحتوي على شرح مبسط، إضافة الى تحد معماري يتناسب مع أعمار الأطفال”.
وأضافت “سعت Arkidect لاستثمار وقت الصغار خلال فترة الحجر الصحي باستخدام مواد بسيطة ومعاد تدويرها متوفرة في كل المنازل، وتم من خلالها تعريفهم بأساسيات الرسم المعماري وأسس التصميم الهندسي، وكيفية التعامل مع الفراغات وتطبيقها بشكل عملي وممتع، وبما يتناسب مع مراحلهم العمرية المختلفة، إلى جانب العديد من الأنشطة المساندة التي تساعدهم على استثمار التكنولوجيا في إنجاز أعمالهم واستثمار مهاراتهم الشخصية لعرض وتقديم كل ما يتم إنجازه بشكل مناسب”.
وواصلت الشرح “خلال كل تحد يتم عرض المشاريع المشاركة، ومن ثم اختيار الفائزين بهدايا معمارية وعمل شهادات تقديرية إلكترونية لجميع الأطفال لتشجيعهم على الإبداع”.
وبينت الكسواني أن المبادرة تهدف من خلال المنصة إلى إنشاء جيل واع لأهدافه وشغفه ومواهبه، ولديه فهم لتفاصيل مدينته ومحيطه وبيئته، وقادر على استثمار الموارد المحيطة به بشكل إبداعي ومختلف، ما سيحدث فرقا واضحا فيما بعد باختيارهم لتخصصاتهم، الذي بدوره سيؤثر في كل من الجانبين الاجتماعي والاقتصادي.
كما تهدف المنصة لزيادة الوعي بضرورة الاهتمام بالبيئة واستثمار الموارد المحيطة وترسيخ مبادئ المسؤولية المجتمعية عند الأطفال، وأهمية ترك أثر إيجابي في مجتمعهم ووطنهم منذ الصغر.
شارك خلال فترة الحجر الشامل 391 طفلا بالتحديات والمسابقات عن بعد من خلال 20 تحديا، كما تم عقد 7 ورشات عمل داخل العاصمة عمان وفي المحافظات، استفاد منها ما يقارب 200 طفل من جميع أنحاء المملكة.
وبعد انتهاء فترة الحظر الشامل، تم توزيع الجوائز على الأطفال الذين تميزوا في فترة الحجر بمشاريعهم، وكانت الجوائز عبارة عن أدوات آمنة من صندوق الهندسة للأطفال، التي تم تصميمها من قبل الكسواني لتتناسب مع حاجاتهم وأعمارهم.
وتؤكد المهندسة أهمية الاهتمام بفئة الأطفال وتشجيع مواهبهم واكتشاف قدراتهم لما لذلك من أثر مستقبلي كبير ومهم، كما أن هناك العديد من المؤسسات والمبادرات والأفراد الذين يسعون للتطوير والتركيز على هذه الفئة العمرية بطرق وأساليب مختلفة، ومع اختلاف طرق التطبيق، إلا أنهم جميعا يسعون لتطوير بيئة التعليم وزيادة وعي كل من الأطفال وذويهم بأهمية الاهتمام بالجانبين النظري والعملي وعدم إهمال الأنشطة اللامنهجية داخل وخارج المدرسة، وبالتالي نستطيع استباق الأحداث في إنشاء جيل واعٍ للتحديات المختلفة.
تتميز فكرة “Arkidect” بالمرونة ويمكن إنجازها على أرض الواقع أو عن طريق الانترنت، وبالتالي فهي مناسبة لجميع الظروف، وقد تم انتشارها والتزام الأطفال بما فيها من أنشطة لجمعها بين المرح والفائدة، وبالتالي تحمس كل من الأهالي والأطفال على الاستمرار في الأنشطة، وقد تم تشجيع الفكرة من قبل العديد من الجهات والمؤسسات، ليكون للكسواني تأثير إيجابي وبصمة على الجانبين الاقتصادي والتنموي.
ولم تقتصر المبادرة على تطوير المهارات المعمارية للأطفال فحسب، بل عملت على تطوير المهارات الحياتية ومهارات التواصل أيضا، وذلك عن طريق تدريب الأطفال على كيفية عرض مشاريعهم أمام الجمهور بطرق فعالة وكسر حاجز الخوف والتوتر وتدريبهم على مهارات إدارة الوقت وإنهاء المشاريع خلال مدة زمنية معينة عن طريق العديد من التمارين والتدريبات التي تساعدهم على إدارة وقتهم داخل وخارج نطاق الورشات وفي حياتهم اليومية.
كما تم إعدادهم في فترة الحجر الشامل ليكونوا قادرين على عرض منتجاتهم ومشاريعهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لائق وفعال، لما لهذه المهارة من أهمية في تسويق ذاتهم ومنتجاتهم ومشاريعهم في المستقبل.
ويتم تقييم المشاريع المشاركة في كل مرة من مجموعة من المهندسين والتربويين المتخصصين في موضوع النشاط في كل مرة، ما يعطي الأطفال الثقة بأنفسهم وخبرات ومعلومات جديدة.
وتحلم المهندسة الكسواني بإنشاء مساحة خاصة بـ”Arkidect” على أن تكون مساحة بيئية من مواد معاد تدويرها ومهيأة لعمل ورشات المعماري الصغير في بيئة محفزة، وأن تشمل المساحة متجراً يوفر للأطفال الأدوات المعمارية الآمنة وصندوق Arkidect وعمل قسم خاص لعرض المنتجات من صنع الأطفال على أن يتم التبرع بأرباحها لدعم تعليم الأطفال الأقل حظا لزرع حس المسؤولية المجتمعية فيهم منذ الصغر، وأن يتم نشر المنصة وأنشطتها على نطاق أوسع لتصل إلى المزيد من الأطفال، وتشمل الأطفال في المناطق الأقل حظا والأطفال من ذوي الإعاقة، وبالتالي أن نرى ما سنزرعه في أطفال اليوم حصادا مثمرا في شباب المستقبل.
الغد
التعليقات مغلقة.