فنان أردني يحول قشور “البرتقال والكلمنتينا” إلى جلود تستخدم في الأزياء والعمارة
رقمنة
الغد – اسراء الردايدة
حول فنان أردني قشور الحمضيات، إلى جلود تستخدم في صناعة الأزياء والعمارة، بعد نجاحه في ابتكار مماثل مع “الباذنجان”.
التقنية التي استخدمها فنان الأطعمة الأردني عمر سرطاوي، في صنع جلد الباذنجان، هي نفسها التي طورها ليحول قشر البرتقال لجلد مسطع ومنه سيتحول لخط للأزياء ومشارك لمجموعة من المجموهرات وغيرها.
السرطاوي الذي يحرص في مواده على أن تكون مستدامة بيئيا ولا يضيع منها أي شيء عبثا، حيث سيستخدم كل شيء في البرتقال والكلمنتينا، حتى العصير سيصبح جزءا من الضيافة في حدث إطلاقه قريبا.
وقال لـ”الغد”: “هذا االمشروع جزء من تعاون كبير مع مصممين معماريين ومصممي مجوهرات وأزياء في دبي والأردن، وتعاون مع “بارادايم للعمارة” ويحمل اسم المشروع “كلمنتينا” ومصممي أزياء ومجوهرات أردنيين وعرب
وأكد أنه لا يستخدم موادا غير طبيعية بل كلها من الطبيعة وتعتمد على تفاعل المواد مع بعضها في المطبخ موضحا أنه “يمكن استخدامه في صناعة الأكسسوارات والألبسة، وياتي هذا في إطار توجه عالمي يندرج تحت ”الرفاهية المستدامة” التي تعرف بـ SUSTAINABLE LUXURY”.
وسبق لسرطاوي أن قدم ابتكارات من الطعام بينها “جلد الباذنجان” المصنع من قشره لكونه منتجا مستداما صديقا للبيئة يمكن استخدامه في صناعة الإكسسوارات والألبسة.
والغاية منهذا بحسب الفنان هو خلق منتج مستدام يعود بالنفع على صاحبه، وأيضا للتقليل من كميات الطعام التي تذهب سدى وتلقى في القمامة، ويمكن تدريب ذوي الدخل المحدود أو اللاجئين لإدارة أعمالهم وبيع منتجاتهم التي يصنعونها في مطابخهم ليوفر لهم عائدا من خلال “جلد الباذنجان”.
وهي ليست المرة الأولى التي يقوم بها سرطاوي بتطوير منتج من خلال تطويع الطعام للفن بنفس الوقت وتوظيفهما معا، فهو قدم قبل بضعة أشهر جميد كونكريت “جميد اسمنتي” حيث صنع منه تمثال “عين غزال” الشهير المتواجد وأيضا سبق وقدم مفهوما جديدا للجميد من خلال “جميد شوكولاته”.
والسر يكمن في إعادة ابتكار مواد غذائية ودمجها معا باختيار مواد مناسبة تصلح كخامة لتناولها وقادرة على تكوين مجسمات بنائية.
ويملك سرطاوي خبرة في الطهي والهندسة والبناء والتصميم الى جانب دراسته لمادتي الفيزياء والكيمياء والتي تعرف بـ”موليكولير جاسترونومي” أو فن حسن الأكل (GASTRONOMY MOLECULAR) أو المطبخ الجزيئي.
وهذا العلم، يتيح تحقيق وابتكار الطعام ومكوناته، بالاعتماد على التحولات الفيزيائية والكيميائية بين المكونات التي تحدث عند الطبخ.
والسر يكمن في إعادة ابتكار مواد غذائية ودمجها معا باختيار مواد مناسبة تصلح كخامة لتناولها وقادرة على تكوين مجسمات بنائية.
وقام بصنع تمثال “عين غزال” الشهير المتواجد في متحف اللوفر حاليا في أبو ظبي، ليعرضه في “أسبوع التصميم”، وهو التمثال الأقدم في تاريخ البشرية.
علما أن فكرة ومفهوم فالرفاهية المستدامة اليوم فكرة إيجابية وتظهر للوهلة الأولى متناقضة، لأن الترف غالبا ما يحمل معه دلالات من الفائض ويرتبط بالمتعة والفردية، فيما الإستدامة مرادفة لضبط الذات وتلبية احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة.
لكن اليوم تغير هذا المفهوم فأصبحت الرفاهية المستدامة تحمل نفس الصفات الأساسية للسلع الكمالية، إذ أنها تدعو إلى الإبداع والتصميم بطريقة غير عادية .
لذا تحتاج إلى ان تكون مصنوعة من مواد استثنائيه ، مع نوعيه جيدة ولذا باتت العلامات التجارية الفاخرة الرائدة تتخذ خطوات في هذا الاتجاه وتقوم بإدخال فكره “الرفاهية المستدامة” كجزء لا يتجزا من صورتها التجارية الخاصة.
في ظل ازدياد الضغوط الاجتماعية والبيئية وتزايد الضغط على الموارد العالمية ، التي توجب الصناعات الفاخرة تبني معايير بيئية وعمالية جديدة.
التعليقات مغلقة.