“كورونا” تدفعنا نحو الاستهلاك الذكي
رقمنة
ثامر الشرايعة
فيروس كورونا.. هذا الفيروس لم يكتفي بالتأثير على الجانب الصحي للدول فقط، بل أنه أثر وسيؤثر على العديد من القطاعات والسلوك والانماط البشرية ومن ضمنها الثقافة الاستهلاكية. يعرف الاستهلاك بانه عملية استعمال سلعة أو خدمة بهدف إشباع حاجة عند الإنسان بشكل مباشر (استهلاك نهائي)، أو بغرض إنتاج سلعة أو خدمة أخرى (استهلاك وسيط)، وينتج عن الاستهلاك إفناء فوري وكلي للسلعة (تناول الأطعمة مثلا) أو تدريجي وجزئي (استعمال جهاز إلكتروني معين مثلا)، ويعرَّف أيضا بأنه الجزء من الدخل الذي ينفق في اقتناء السلع والخدمات من أجل إشباع حاجات معينة. إذ أن الدخل المكتسب إما أن ينفق في الاستهلاك أو يخصص من أجل الادخار.
بالعودة للحديث عن تأثير جائحة فيروس كورونا على الافراد واستهلاكهم، فقد فرضت الجائحة أنماطاً استهلاكية جديدة قادت الافراد والاسر إلى ترشيد الإنفاق، خصوصاً على السلع الكمالية وغير الضرورية وقننت من الاستهلاك التفاخري خصوصا لدى فئة الشباب، كون اغلب افرادها هم موظفين محدودي الدخل وعادة يكون الاقتراض ملجأهم لإشباع رغباتهم في اقتناء هذه السلع الكمالية، ومن أهم أسباب الضائقة المالية التي مر بها المجتمع المحلي هي غياب الوعي الاستهلاكي.
ان الخوف من المستقبل بات شعوراً ملازماً للكثيرين، في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا والظروف الاقتصادية العصيبة التي يعيشها العالم في الآونة الأخيرة مما أدى الى تحفيز تلبية الطلب المحلي من خلال الإنتاج المحلي لتجنب اية اغلاقات قد تحصل للدول. فشاهدنا المنتجات المحلية بكثرة في الأسواق خصوصا في فترة الحظر الشامل الكلي والاغلاقات في الربع الثاني من العام 2020. وعليه اختلفت اهتمامات الافراد وتوجهاتهم الشرائية، حيث احتلت مواد التعقيم والكمامات والمستلزمات الوقائية الأخرى سلم أولويات الافراد بالإضافة الى المواد الغذائية، وتسارعت نسب استخدام التجارة الالكترونية وتفعيل دور مواقع التواصل الاجتماعي وتهميش لقطاعات اقتصادية برمتها إذا كانت تعتمد على التواصل الوجاهي فقط. يعود نمو التجارة الإلكترونية بجزء منه إلى اعتماده من جانب زبائن جدد، خصوصا المستهلكون الأكبر سنا والأقل اعتيادا على الإنترنت، وفق مجموعة “بي سي جي”.
على الرغم من تراجع الجائحة والبدء بإنتاج اللقاح وانتشاره بين الدول الا أن الجائحة فرضت على الاسر إعادة التفكير في المستقبل وخصوصا الجانب المالي والصحي، بالإضافة الى ضرورة امتلاك العقارات التي تحتوي على المساحات الخارجية والمفتوحة لممارسة النشاطات المختلفة خصوصا في ظل فترة الحظر الشامل الطويلة والظروف المشابهة لها مستقبلا. من الأشياء الأخرى التي حازت على اهتمام الافراد هو أهمية تنويع مصادر الدخل حيث أن فترات التعطل الطويلة والمتكررة أدت الى تذبذب قيمة الدخل الشهري سواءً للموظفين أو حتى أصحاب المهن الحرة، فبات من الضروري عدم الاعتماد كلياً على مصدر دخل واحد واللجوء لأدوات الاستثمار المتاحة.
في نهاية المقال، ندرك تماما أن الانسان يسعى دائما لتعظيم منفعته وهذه من القواعد الرئيسية لعلم الاقتصاد، لكن دعونا نتبع مبدأ الاعتدال في الاستهلاك بدلا من الاسراف بداعي الخوف والتحوط من المستقبل او ما يدعى (الاستهلاك الجائر) كونه يشكل عبئاً على ميزانية الاسر وكذلك يحدث خللاً في قوى العرض والطلب وبالتالي خللاً في الأسعار. اخيراً، اتبع النصائح التالية للمساعدة في الترشيد الاستهلاكي المتوازن والضروري:
1- عمل ميزانية للمصروفات الاستهلاكية الضرورية.
2- التسوق وفقاً للأهمية وبكميات معقولة.
3- التفريق بين الرغبة والحاجة وبالتالي ضبط الاستهلاك.
4- ابحث عن البديل للسلع مرتفعة الثمن.
5- قلل من اتباع الشراء الالكتروني خصوصا الإعلانات الملفتة.
التعليقات مغلقة.