“كورن كورنر” فن الشواء يجمع شقيقات بمكان واحد
رقمنة
الغد – مجد جابر
الخروج عن المألوف والتفكير بمشروع عائلي نسائي يدر الدخل، ويقضي على وقت الفراغ، ويغيب فكرة الاستسلام للظروف الصعبة، هو ما جمع شقيقات معا للبدء بفكرة مشروع بسيطة تحمل اسم “كورن كورنر”.
لم يكن المشروع الذي تشترك به الشقيقات الخمس، بعيدا عن أعتاب المنزل، بل كان قريبا منه وعلى الشارع الموازي لبيتهن، ويتمثل بتحضير عدة الشواء كاملة والبدء بشيّ الذره والكستناء والبوشار وتجهيز أسياخ الكنافة.
الشقيقات أسيل، ديمة، لولو، لينا، تالا ولين، قررن البدء بعمل يدر الدخل عليهن، من دون أن يستسلمن لوقت الفراغ، أو جعل جائحة كورونا معوقة لهن، إذ شرعن نحو مشروع “كورن كورنر”، وبأبسط التكاليف.
وفي لقاء أجرته “الغد” مع إحدى الشقيقات، أسيل، قالت إن الفكرة لم تكن جديدة بل راودتهن من فترة طويلة، غير ما أوقفهن هو الخوف من ردة فعل الناس، وبعد تفكير طويل قررن القيام بعمل فيديو بسيط يشرح الفكرة، ويتم عرضه على “جروب” خاص بالفتيات عبر “فيسبوك”، ومعرفة ردات الفعل على المشروع.
وتتابع أسيل أن ردة الفعل كانت إيجابية، والتعليقات كلها تحمل عبارات التشجيع والتحفيز على الفكرة، ما شجعهن على البدء في المشروع في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والقيام بشيّ الذرة بخلطات خاصة، كذلك الكستناء والكنافة على السيخ والبوشار، مع تجهيز عدة الشواء من مناقل الفحم والمواد الغذائية اللازمة.
وتشير أسيل إلى أنهن في بداية الأمر، راقبن آلية عمل المشروع وحاولن حساب معدل البيع، والقيام نهاية كل أسبوع بعمل جرد كامل لمعرفة ما يحتاجونه فعلا من مواد ومستلزمات، وبناء عليه يقمن بالطلب والتحضير للأسبوع الذي بعده حتى اتضحت الأمور تماما.
بعد ذلك، عملن على تقسيم المهام فيما بينهن، مبينة أنها تقوم بأخذ الطلبات وترتيبها وتسليمها للزبائن، أما ديمة فهي التي تعمل على شيّ الكنافة، ولولو تقوم بشيّ الذرة، أما لينا فتعمل على شيّ الكستناء والبوشار، وتالا هي المسؤولة عن تقطيع الذرة ووضع النكهات عليها، أما لين فهي المسؤولة عن ترتيب الطلبيات وطريقة تقديمها، وأخيرا زوج إحدى الشقيقات أنس الشرع وهو الذي يعمل على صنع الكنافة، ووضعها على السيخ.
وتشير أسيل الى أن أكثر ما يميزهن هو تحضير الذرة بطريقة مختلفة وشيّها من دون سلقها ومن ثم إضافة النكهات الخاصة، مثل الثوم والجبنة والزبدة، أما البوشار فيقمن بتحضيره على الفحم بمذاق شهي وجديد.
وتضيف أسيل أنها وشقيقاتها يشعرن بالسعادة الكبيرة لنجاح المشروع الذي مر عليه ثلاثة أشهر والوضع جيد جدا، خصوصا بعد أن أحب الكثير من العائلات تلك الفكرة.
وبالرغم من أنهن في البداية واجهن بعض الصعوبات مثل استغراب الناس كثيرا لفكرة وجود فتيات يعملن بمشروع في الشارع، إلا أن البطالة وعدم وجود وظائف ووقت الفراغ والظروف الحالية في البلد كلها ظروف جعلتهن يتخذن هذه الخطوة في محاولة لمعالجة المشاكل التي تواجههن، وفق أسيل.
وتلفت الى أن “الشغل ليس عيبا” وهذه فكرة بسيطة وغير مكلفة حتى للزبائن، وتعطي نوعا من الطاقة الإيجابية في وسط هذه الظروف التي نعيشها.
وتتابع أسيل أنهن جميعا، يحاولن الآن تطوير مشروعهن؛ إذ كان البحث في البداية عن محال أو كرفانات، لكنها كانت مكلفة جدا، ما جعلهن يتجهن نحو فكرة “ترخيص المطبخ المنزلي”، بحيث يقمن بعمل كل هذه الأطعمة في المنزل وبيعها.
وتضيف أسيل أن هذه هي البداية وسيعملن مستقبلا على تطوير المشروع أكثر وتوسيعه، خصوصاً وأنهن يتلقين التشجيع والدعم من الأهل ومن الناس.
التعليقات مغلقة.