العاب الكترونيةتقنية واتصالات

الواقع الافتراضي يكسر العزلة عن كبار السن ويقربهم من تجارب الحياة الواقعية

رقمنة

في مجتمع The Terraces للتقاعد في لوس جاتوس بكاليفورنيا، يجد كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الثمانين والتسعين ملاذًا هادئًا، لكنهم لا يزالون قادرين على خوض مغامرات جديدة عبر الواقع الافتراضي.

باستخدام نظارات VR، يمكن للمقيمين السفر إلى أوروبا، الغوص في أعماق المحيط، أو التحليق في رحلات طيران شراعي مذهلة، دون مغادرة مقاعدهم.

التجربة تعتمد على برامج مختارة بعناية من شركة Rendever، التي تحول هذه التقنية أحيانًا المعزولة إلى وسيلة لتعزيز الإدراك والتواصل الاجتماعي في أكثر من 800 مجتمع تقاعدي في الولايات المتحدة وكندا.

بعض المقيمين وجدوا أنفسهم يسبحون مع الدلافين افتراضيًا، بينما آخرون شعروا بالإثارة أثناء رحلة منطاد هوائي، أو حتى أعادهم الواقع الافتراضي إلى أحياء طفولتهم، مثلما حدث مع سو ليفينغستون البالغة من العمر 84 عامًا التي زارت حيها القديم في كوينز بنيويورك، مسترجعة ذكرياتها الأولى.

ويقول مدير الحياة المجتمعية في The Terraces، أدريان مارشال إن الفضول ينتقل من مقيم إلى آخر، ليصبح VR “موضوعًا للحوار ومصدرًا للتواصل”، مشيرًا إلى أن التجربة تُحوّل العالم الاصطناعي إلى واقع مشترك، وتربط الأشخاص عبر اهتمامات وتجارب مشتركة، بحسب تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” واطلعت عليه “العربية Business”.

وتسعى “Rendever”، التي تأسست عام 2016، إلى توسيع منصتها لكبار السن بدعم من المعاهد الوطنية للصحة الأميركية، بما يقارب 4.5 مليون دولار لدراسة طرق تقليل العزلة الاجتماعية للمسنين ومقدمي الرعاية.

وقد أظهرت الدراسات أن جلسات الواقع الافتراضي يمكن أن تحافظ على الوظائف الإدراكية، وتعزز الذاكرة، وتقوي الروابط الاجتماعية، إذا ما استخدمت بحكمة وبشكل محدود.

كما يشير الباحثون إلى أن VR قد يكون وسيلة أسهل لكبار السن للتفاعل مع التكنولوجيا مقارنة بالهواتف الذكية المعقدة، مع إمكانية تعزيز الروابط بين الأجيال، إذ يدهش الأحفاد عند اكتشاف أن أجدادهم يستخدمون الواقع الافتراضي.

وقد أظهرت التجارب في مجتمعات مثل Forum Retirement Village أن VR يمكن أن يمنح مرضى الخرف فرصة لتجارب ممتعة، كما شهدها بوب روجالو البالغ من العمر 83 عامًا أثناء رحلة افتراضية إلى منتزه Glacier National Park، بينما استمتعت ألمت شولتز البالغة من العمر 93 عامًا بحفل موسيقي افتراضي وتفاعلت مع كلاب صغيرة في تجربة ترفيهية فريدة.

بهذه الطريقة، يثبت الواقع الافتراضي أنه ليس مجرد تقنية ترفيهية، بل أداة قوية لتعزيز الروابط الإنسانية وتحسين جودة حياة كبار السن.

العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى