
رقمنة
توقف البنية التحتية نفسها للإنترنت
تعرّضت البنية التحتية للإنترنت خلال عام 2025 لأعطال كبرى شلّت أجزاء واسعة من حركة الشبكة. ففي 20 تشرين الأول 2025، توقفت مئات المواقع والتطبيقات حول العالم عن العمل كلياً أو جزئياً، نتيجة عطل تقني واسع النطاق أصاب خدمات “أمازون ويب سيرفسز”. وشملت قائمة المتضررين منصات كبرى مثل “سناب تشات” و”دولينغو” و”زووم” و”فورتنايت”، إضافة إلى مواقع “أمازون” نفسها.
وفي 29 تشرين الاول تعرّضت خدمات “أزور” السحابية التابعة لشركة مايكروسوفت لعطل عالمي حال دون وصول المستخدمين إلى مجموعة برامج الشركة المكتبية، كما أثّر على صفحة منصة الألعاب “إكس بوكس” وصفحات علاقات المستثمرين.
وفي 18 تشرين الثاني 2025، تسبّب عطل في خدمات شركة كلاودفلير بانقطاع جزء كبير من الإنترنت، ما منع المستخدمين من الوصول إلى مواقع وخدمات بارزة مثل “إكس” و”تشات جي بي تي” و”سبوتيفاي” و”يوتيوب” و”أوبر”. وتشكّل “كلاودفلير” و”أمازون ويب سيرفسز” و”أزور”، إلى جانب “غوغل كلاود”، ما يقارب ثلثي البنية التحتية للإنترنت عالمياً. ويعني ذلك أن عدداً محدوداً من الشركات بات يشكّل نقطة ارتكاز يعتمد عليها جزء كبير من الاقتصاد العالمي، وهو ما يحذّر منه الخبراء.
هجمات DDoS تضرب أنظمة الإنترنت
شهد عام 2025 أيضاً استمرار هجمات حجب الخدمة الموزّعة (DDoS) فائقة الحجم، وهي هجمات إلكترونية تقوم على إغراق الشبكات بفيضانات هائلة من الزيارات. ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن “كلاودفلير” حول هجمات DDoS، تصدّت الشركة خلال هذا العام لـ36.2 مليون هجوم من هذا النوع، أي ما يعادل 170% من إجمالي الهجمات التي صدّتها العام الماضي. وتجاوزت الهجمات التي شنّتها، على سبيل المثال، شبكة Aisuru، التي تضم جيشاً لا يقل عن مليون مضيف، سرعة تيرابت واحد في الثانية بشكل روتيني، ما يجعل هذه الهجمات ضخمة إلى حدّ يؤثر على جودة الاتصال بالإنترنت حتى لدى المستخدمين غير المستهدفين مباشرة.
في أيار 2023، كشفت شركة غوغل عن ميزة جديدة تقدّم للمستخدمين إجابات مباشرة عن أسئلتهم ضمن ملخصات تظهر في نتائج البحث، ما يغني عن النقر على الروابط للوصول إلى المواقع الأصلية. وبعد فترة قصيرة، بدأ الناشرون يشتكون من تراجع ملموس في عدد زيارات مواقعهم. وحذرت هيئة البث البريطانية “بي بي سي”، في يونيو/ حزيران 2025، من أن استمرار هذا التراجع قد يدمّر نموذج العمل الذي دعم المحتوى الرقمي لما يقرب من 30 عاماً، والقائم على النقر على رابط ثم قراءة مقال، وخلال ذلك مشاهدة الإعلانات المعروضة في الصفحة.
ويقوم هذا النموذج على معادلة تضمن للقارئ الوصول إلى مصادر موثوقة للمعلومة، وفي الوقت نفسه توفّر للناشرين عوائد إعلانية تتيح لهم الاستمرار في إنتاج المحتوى وخدمة الجمهور. وفي هذا السياق، نقلت الهيئة البريطانية عن ليلي راي، المسؤولة في مؤسسة التسويق “أمسيف”، قولها: “إذا جعلت غوغل وضع الذكاء الاصطناعي هو الوضع التلقائي بشكله الحالي، فسيكون له تأثير مدمّر على الإنترنت”، وأوضحت أن ذلك سيضرب المصدر الرئيسي لإيرادات معظم الناشرين، وسيُثبط عزيمة صنّاع المحتوى الذين يعتمدون على الزيارات القادمة من محرك البحث، والتي توجّه الجمهور إلى ملايين المواقع الإلكترونية حول العالم.
العربي الجديد




