
رقمنة
*حسام الطراونة
أعتقد أننا نعيش في أزمه تفكير أكثر من أننا نعيش أزمه موارد او إمكانيات ، نحن في أزمه : كيف نفكر ؟ ولماذ نفكر؟ بماذا نفكر؟ و أساساً هل نفكر او ان هناك من يفكر عنا ؟ و هل حقيقه ان الفرد منا يفكر ام ان المجتمع يفكر عنه؟ …
جميع الاسئلة السابقة ، أسئله تبدو أنها بسيطه لكنها هي جوهر تقدم الأمم او تخلفها.
كثيراً ما نردد ( التفكير خارج الصندوق ) لكننا في الواقع نخاف ذلك الصندوق ، التفكير خارج الصندوق يعني كسر القوالب التقليديه ،الجاهزه وان نطرح أسئله غير مألوفه و نقترح حلولاُ خلاقه غير مألوفه و غير تقليديه .
نحن بحاجه الى تحفيز الإبداع و بحاجه الى من يقدم رؤى جديده لأننا ببساطه لا يمكننا أن نبني حاضراً و مستقبلاً جديداً بأدوات قديمه…!!
تفكير القطيع يعرف على انه ” التفكير كما يفكر الجميع و نقول ما يقوله الآخرين “، لا لأننا نقتنع بما يقول الآخرين بل لأننا نخشى أن نتهم بالاختلاف حينها يكون التفكير مخاطره……
في المجتمعات التقليديه/المحافظه ليس المطلوب منك أن تكون واعياً و لا صادقاً و لا مخلصاً في عملك و لا حتى مبدعاً المطلوب فقط أن لا تزعج القطيع ، هذه المجتمعات لا تعاقب الجهل بل تعاقب الوعي و كأن التفكير الحر هو الخطيئه التي لا تغتفر .
قي المجتمعات المحافظه تعلو سلطه المجتمع المبنيه على العادات و على الفهم الموروث و على ( هذا ما وجدنا عليه أبناءنا ) و على معايير موحده و أحكام جاهزه، و ممانعة للتغيير و محاربه اي فكر جديد من فرد او مؤسسه.
عندما تفكر خارج الصندوق انت لا تهدد افكار ….. أنت تهدد المصالح .
يعاقبونك حتى لا يجرؤ الآخرين، لماذا…؟ لإن الرتابه، التقليد، عدم التفكير يريحهم و انت تزعجهم لذلك لا بد من عقابك.
و التفكير او حتى الحض على التفكير يربكههم و هم بحاجه الى راحه اكثر…..!!! .
المجتمع المحافظ ينتج ( مُسلمات) جاهزه ، المجتمع يعلم الناس إن قبول هذه المسلمات فضيله و أن رفضها سوء أدب.
ان المجتمع المحافظ مبني على التشابه في التفكير ، المعايير التقييم، الأحكام. التفكير المغاير يفضح أن الناس يستطيعون أن يكونوا أفضل لكنهم يخافون و عندما يجرؤ شخص على
الخروج يشعر الآخرون بأنه كشف ضعفهم و كأن وجوده يدلهم على ما لا يجرؤوا عليه … لذلك يكون الدفاع هنا عن النفس و ليس عن القيم و هل هي صحيحه ام لا و يصبح الهجوم على الشخص و ليس على الفكره او القيمه.
الشخص المختلف يقول للجماعة ( هناك طرق أخرى ) و هذا وحده يكفي لإثاره الرعب في القلوب التي إعتادت الطريق الواحد ، النمط الواحد و الاتجاه الواحد لذلك يتهم المختلف بأنه : فاسد ، ماذا يريد؟ منحرف….اي شيء سوى كلمه ( مفكر ).
الحريه الفكريه مسؤوليه و المسؤوليه مرهقه أما الطاعه فهي مريحه و عدم التفكير اكثر راحه….!!
اعتقد بان المشكله دائماً ليست في الفكره الجديده بل في أنها تفضح هشاشه الأفكار القديمه .
المختلف يحرج المتشابهين و يكشف أن الناس قادرون على التفكير لكنهم يخافون المجتمع لذلك يصبح كل من يغرد خارج السرب ( خطراً) و يجب عقابه.
( هذا المقال ليس نظرياً بل مبني على وقائع عشتها واقعاً على مدى ١٥ عاماً منذ أن فكرت في تأسيس نادي الإبداع-الكرك، مع كل عقاب كان يتعرض له النادي كنت اسأل
نفسي: لماذا يعاقب نادي الإبداع-الكرك؟؟؟؟ في البدايه لم اكن املك الاجابه ، بعد معاناه و بعد ان بلغ ذلك ذروته و بعد تجميع صور البزل في صوره شامله… كان هذا المقال ).
*مؤسس نادي اباداع الكرك




