جامعات ومدارس

الجامعة الأردنيّة تنظّم ورشة “دبلوماسية التطوع” لإعداد قادة مبادرات بيئيّة طلابيّة

رقمنة 

نظّمت كليّة الأمير الحسين بن عبد الله الثّاني للعلوم السياسيّة والدّراسات الدوليّة في الجامعة الأردنيّة ورشة تدريبيّة بعنوان “دبلوماسية التطوع: إعداد قادة مبادرات طلابيّة تخدم التّنمية المستدامة والبيئة”، برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات، وبحضور أكاديميين وطلبة وممثّلين عن مؤسسات مجتمع مدنيّ معنية بالشّأن البيئيّ، وهدفت الورشة إلى تمكين الطّلبة من تحويل الوعي البيئيّ من فكرة عامّة إلى مبادرات قابلة للتّنفيذ، وصياغتها في أوراق سياسات مبسّطة يمكن إيصالها لصنّاع القرار.
وافتتحت منسّقة الورشة، ومساعد العميد لشؤون خدمة المجتمع الدكتورة لبنى دابوق، اللقاء بالتّأكيد أنّ الدّبلوماسية البيئيّة لم تَعُد إطارًا نظريًّا، بل أصبحت لغة ضروريّة لفهم التّحديات المتسارعة وبناء شراكات أكثر تأثيرًا، وأضافت أنّ العمل التطوعيّ حين يُدار بعقلية تنموية يتحوّل إلى قوة تغيير ملموسة داخل الجامعة وفي المجتمع، مشيرة إلى أنّ الورشة تستهدف تحويل الأفكار إلى حلول واضحة قابلة للعرض على الجهات المعنيّة، بما يمنح الشّباب دورًا حقيقيًّا في دعم مسار التّنمية المستدامة في الأردنّ، وبيّنت أنّ البرنامج التدريبيّ عمليّ وتفاعليّ، إذ سيعمل الطلبة على تصميم مبادرات تطوعيّة بيئية نابعة من واقعهم، إلى جانب إعداد ورقة سياسات بيئيّة مبسّطة تربط المبادرات بالسّياق الوطنيّ وتساعد على تقديمها بصورة منهجيّة قابلة للتّطوير والتّنفيذ.
مِن جانبه، أكّد عميد الكلية الدكتور محمد خير عيادات أنّ الاستثمار في الطلبة لا يتحقّق بالمحاضرة وحدَها، بل بتوسيع خبراتهم عبر التّدريب والممارسة وإتاحة منصّات تنمي مهارات القيادة والتّواصل والعمل الجماعيّ والتّخطيط للمشروعات، وأضاف أنّ الجامعة تراهن على طلبة قادرين على تحويل المعرفة إلى أثر ملموس، وأنّ مثل هذه الورشات تسهم في صقل الحس العمليّ لديهم وتعزيز قدرتهم على العمل ضمن فرق وبناء مبادرات قابلة للقياس والاستدامة، وأوضح أنّ القضايا البيئيّة باتت جزءًا من التحديات الوطنيّة التي تتقاطع مع السّياسة العامّة والأمن الإنسانيّ والتنمية، ما يستدعي إعداد جيل يفهمها بعمق ويعرف كيف يصوغ لها حلولًا واقعية بالشّراكة مع مؤسّسات المجتمع المدنيّ والقطاعين العامّ والخاصّ، وبما يعزّز دور الجامعة مساحةً لإنتاج الأفكار وربطها باحتياجات المجتمع.
وقدّم المحاضر الرئيس للورشة الأستاذ عمر الشوشان، رئيس اتحاد الجمعيّات البيئيّة وعضو مجلس إدارة الجمعيّة الملكيّة لحماية الطبيعة، عرضًا حول الدبلوماسية البيئيّة باعتبارها أحد مسارات العمل الدوليّ في عالم تتسارع فيه الأزمات المناخيّة، وقال إنّ القضايا البيئيّة لم تعد ملفات محليّة أو تقنية فحسب، بل تحولت إلى ملفات سياسية وأمنية تمسّ الاستقرار والهجرة والأمن الغذائيّ والأمن المائيّ، ما يجعل الدبلوماسية البيئيّة أداة لربط حماية البيئة بالسّياسة الخارجية وبناء الشّراكات الدوليّة وتعزيز العدالة المناخيّة، خصوصًا للدول الأكثر تأثّرًا مثل الأردنّ.
وفي قراءة للحالة الأردنيّة، شدّد الشوشان على أنّ الدبلوماسية البيئية في الأردنّ ضرورة وطنية في ظلّ شحّ الموارد المائية وتزايد آثار التغيّر المناخيّ وما يرافقها من ضغوط اقتصاديّة واجتماعيّة، وأضاف أن الأردنّ عملَ على توظيف حضوره الدّولي للدّفاع عن حقّه في الدّعم المناخيّ وتعزيز مشاريع التكيّف، وربط البيئة بمسار التّنمية والاستقرار الإقليميّ، وفي هذا السّياق، وعدّ أنّ التطوّع البيئيّ يمثّل شكلًا من الدبلوماسية الشّعبية التي تعكس صورة الدّولة وقيم المجتمع، وتحوّل الوعي إلى ممارسة ميدانيّة عبر مبادرات يقودها الشّباب لحماية الطّبيعة ونشر الثّقافة البيئيّة وبناء جسور الثّقة بين المجتمع والمؤسّسات.
وشهدت الورشة جلسات تدريبيّة ركّزت على الانتقال من الفكرة إلى المشروع، إذ تناولت الجلسة الأولى مدخلًا إلى العمل التطوعيّ التنمويّ وربطه بأهداف التّنمية المستدامة ذات الصّلة بالبيئة، إلى جانب تدريب تطبيقيّ لتحليل قضايا بيئيّة محليّة وتحديد مشكلات قابلة للمعالجة عبر مبادرات طلابيّة، وركّزت الجلسة الثّانية على مهارات تصميم وكتابة المشاريع التطوعيّة البيئيّة، من تحديد المشكلة والهدف والفئة المستهدفة، إلى بناء الأنشطة والنّتائج المتوقّعة، ثمّ عرض أفكار المبادرات ومناقشتها وصقلها ضمن مجموعات عمل وفق معايير عملية قابلة للتّطبيق.
واختتمت الورشةُ بإعلان إنشاء “بنك أفكار المبادرات البيئيّة الطلابيّة” ليكون حاضنة للأفكار التي طُرحت خلال التّدريب ومساحة لتطويرها إلى مشاريع قابلة للتّنفيذ ضمن سياق جامعيّ ومجتمعيّ، بما يضمن استدامة الأثر وتحويل الورشة من فعالية إلى مسار عمل متواصل، وبذلك، أكّدت الكليّة أنّ البيئة ليست موضوعًا هامشيًّا في الحياة الأكاديميّة، بل ملفّ وطنيّ يستدعي قيادة شابّة قادرة على تحويل الأفكار إلى مبادرات وحلول قابلة للتّطبيق.
المصدر : الموقع الالكتروني للجامعة الاردنية
زايد الزيود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى