
رقمنة
بعد 12 يوماً، تحولت فيها إمارة الشارقة إلى وجهة لصناع المعرفة والكتاب في العالم كله، أسدل معرض الشارقة الدولي للكتاب الستار على فعاليات دورته الـ44، معلناً استضافة 01,400,73 زائرا من 206 جنسيات، ومشاركة أكثر من 2350 ناشراً وعارضاً من 118 دولة، ومستكملاً مشروع الإمارة الحضاري، بكونه للعام الخامس على التوالي أكبر معرض للكتاب في العالم على مستوى بيع وشراء حقوق النشر، حيث جمع خلال “مؤتمر الناشرين” 1599 ناشراً، من 116 دولة، عقدوا 3321 اجتماعاً، خلال 14 ساعة عمل على مدار يومين.
وفي مشهد يجسد رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تمكين المعرفة ودعم صناعة النشر العربي، وجه سموه بتخصيص 4.5 مليون درهم لتزويد مكتبات الشارقة العامة والحكومية بإصدارات المشاركين في المعرض، تعزيزاً لمحتواها وإثراءً لمصادرها بمطبوعات عربية وأجنبية حديثة ومتنوعة، إلى جانب دعم الناشرين في المنطقة ومختلف بلدان العالم.
وفي السياق ذاته، أعلنت هيئة الشارقة للكتاب، إعفاء دور النشر السودانية من رسوم المشاركة في الدورة الـ44، في خطوة تعكس التزام الشارقة بدعم الناشرين العرب في مواجهة التحديات، وتوسيع فرص وصول الأدب السوداني إلى القراء في المنطقة والعالم.
وفي تعليقه على ختام الدورة الـ44 من المعرض، قال أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: “قدم معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والأربعين تجربة ركزت على القارئ بوصفه المحور الأساسي للمعرفة؛ فمن خلال شعار (بينك وبين الكتاب) عاش الزوار تجربة شخصية مع القراءة، حيث وجد كل قارئ مساحة حية تفاعل معها بطريقته، واكتشف من خلالها ما يعبر عن ذاته ويغذي فضوله المعرفي”.
وشهد معرض الشارقة الدولي للكتاب تكريم الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي بلقب “شخصية العام الثقافية” للدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، في تقدير لمسيرته الطويلة وإسهاماته الواسعة في مجالات المسرح والرواية والعمل الثقافي العربي، ولحضوره المؤثر في المشهد الفكري خلال عقود من العطاء.
كما احتفى المعرض باليونان ضيفَ شرف دورته الـ44، مقدماً للزوار برنامجاً ثقافياً متنوعاً أضاء على إسهامات اليونان في مسيرة الحضارة الإنسانية؛ حيث شاركت اليونان بجناح وطني امتد على مساحة 200 متر مربع، صمم بروح العمارة الإغريقية الكلاسيكية، وضم 58 ناشراً ومؤسسة ثقافية حضر منهم 28 ناشراً، وعرض 600 عنوان باليونانية وبترجمات عالمية.
وشهدت الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب حضوراً لافتاً للعروض المسرحية والتفاعلية التي جمعت بين الترفيه والتعليم، حيث قدم عرض “مختبر العلوم 360°” بقيادة عبدالله عنان تجربة علمية حولت خشبة المسرح إلى مختبر حي، قدم خلاله سلسلة من التجارب الكيميائية الحية بأسلوب تفاعلي ومؤثرات بصرية جذابة، أثارت فضول الأطفال وقربتهم من مفاهيم العلوم.
وقدم معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ44، تجارب جديدة، من أبرزها “صيدلية الشعر” التي تتيح للزوار الحصول على “وصفات شعرية” مخصصة لحالاتهم المزاجية، في عبوات صغيرة تحاكي علب الدواء، يجد الزائر قصائد مختارة بالعربية والإنجليزية، تقدم بوصفها علاجاً أدبياً للروح، ضمن محاور مثل: الإنقاذ الذاتي، مساحة الأمان، شرارة الإبداع، وطاقة البهجة.
كما شهد المعرض، للمرة الأولى، إطلاق محطة الحديث الصوتي “البودكاست”، التي جمعت عدداً من أبرز البرامج الصوتية العربية، ووفرت مساحة جديدة للحوار والمحتوى المسموع، من بينها: “أسمار” و”جولان”.
وضمن جهود معرض الشارقة الدولي للكتاب في توسيع أثره الثقافي بأساليب مبتكرة، استحدثت الدورة الـ44 “أكاديمية التواصل الاجتماعي – بوب أب”، كمنصة تفاعلية تجمع بين التعلم والإلهام والترفيه، من خلال 24 جلسة يقودها مؤثرون وخبراء في مجالات الأدب والإعلام والفن والتكنولوجيا.
وشهدت الدورة حضوراً لافتاً لعدد من الكتاب والمفكرين، إلى جانب نخبة من نجوم الفن والأدب من الإمارات والعالم، الذين أثروا برنامج المعرض بحواراتهم وقراءاتهم وتجاربهم.
وسلط “مؤتمر الناشرين”، خلال دورة العام الحالي، الضوء على واقع النشر العربي ودوره الثقافي في المشهد العالمي، عبر ورش مثل نشر كتب الأطفال، وتخطيط وتنفيذ الحملات الصحفية للإصدارات الجديدة، ودور الناشرين العرب في دعم أهداف التنمية المستدامة، والتواصل الفعال في نشر وصناعة الكتاب، وإدارة أزمات النشر، وغيرها من الجلسات التي هدفت إلى خلق منظومة نشر قادرة على التكيّف مع التغيرات العالمية، بما يعزز مكانة الشارقة منصة جامعة لصناع الكتاب في العالم.
المصدر : صحيفة الغد




