امن المعلوماتتقنية واتصالات

أطفالنا في العصر الرقمي: كيف نوفر لهم بيئة رقمية آمنة ؟

ضرورة مرافقة الأبناء في استكشافهم للإنترنت وتقديم نموذج إيجابي للسلوك الرقمي

رقمنة – زياد المومني 

  • الدكتور سليط : الألعاب الإلكترونية غالبًا ما يُنظر إليها كشيء سلبي للأطفال، لكن في الحقيقة لها فوائد مهمة إذا استُخدمت باعتدال وتحت إشراف 
  •  الدكتور شديفات : على الجامعات طرح مساقات وبرامج أكاديمية متخصصة في “التربية الرقمية” و”أمن الطفل الإلكتروني ”   
  •  الدكتور زيتون : ضرورة اتخاذ جميع التدابير لحماية الشباب والاطفال من هذه التطبيقات، وتوفير بيئة آمنة لهم 
  •  الدكتورة المعايطة : المركز الوطني للأمن السيبراني يساهم في حملات توعوية وبرامج تدريبية لتطوير سياسات تحمي الأكثر عرضة للمخاطر الرقمية 
  •  الصفدي : توفير بيئة رقمية آمنة يتطلب نهجًا يجمع بين التوعية والرقابة الذكية وتفعيل القوانين من خلال مجموعة من الخطوات

ابدى عدد من اولياء الامور حيرتهم وعجزهم عن توفير بيئة رقمية آمنة لابنائهم في ظل ما يشهده العالم من طفرة كبيرة وغير مسبوقة في تطور قطاع تقنية الاتصالات والمعلومات .

واكدوا ل ” رقمنة ” ان التقنية ووسائل الاتصال تسللت الى قلب اسرهم ، وغدت ضيفا دائما في بيوتهم ، واداة سهلة بين يدي ابنائهم ، ومع ايجابياتها المتعددة ، الا انها عملت على تفريق تجمع الاسرة وبات التواصل بين أفرادها شبه معدوم، فكل منهم ينزوي في غرفته ويتواصل مع الآخرين من خلال الجهاز الإلكتروني الذي يحمله ،واحيانا وهم في نفس الغرفة ،  وهذا ولد خوفا وقلقا متزايدا لدى اولياء الامور سواء كانوا اباء او امهات من توفر هذه الوسائل في البيوت واستخدامها من قبل ابنائهم .

وقالوا ان البعض من الاهل يشغلون اطفالهم احيانا باستخدام الهواتف ، مما يجعل الاطفال فيما بعد يصرون ويعتادون على استخدام هذه الهواتف في الالعاب الالكترونية ، والدخول الى التطبيقات المختلفة ، مما يؤثر بشكل سلبي على العلاقة بين الأهل والأولاد ، وقد يؤدي عند البعض الى ضعف الصلة والرابطة بينهم نتيجة الإنشغال الدائم بالأجهزة الإلكترونية التي قد تحمل في محتواها ما هو ضار لهم واكبر من عمرهم .  

واكدوا انه في ظل انتشار الانترنت ووسائل التصفح، وظهور العديد من برامج التواصل المختلفة ، ومع تسارع التطورات التقنية والانتشار الواسع للتطبيقات الذكية التي جعلت الوصول إلى المحتوى الرقمي أسرع وأسهل ، ومع انتشار العديد من الظواهر غير ألاخلاقية عبر السوشيال ميديا ، والتي من الممكن ان تؤثر على ابنائنا وبالتالي مجتمعنا ، فان توفير بيئة رقمية آمنة لابنائنا باتت ضرورة قصوى لحماية اطفالنا وبالتالي مجتمعنا من مخاطر هذه التطبيقات .

وقالوا ان العالم يشهد اليوم طفرة رقمية هائلة ، وإن تأمين بيئة رقمية آمنة لأبنائنا لا يعني منعهم من استخدام التكنولوجيا، بل يعني تمكينهم من استخدامها بطريقة آمنة ومسؤولة ، ولا بد من معرفة كيف يمكننا أن نساعد أبناءنا على الاستفادة من فوائد العالم الرقمي مع تجنّب مخاطره.

موقع ” رقمنة ” استطلع اراء العديد من المختصين في هذا الموضوع بهدف تسليط الضوء على الجوانب التي من الممكن على اولياء الامور والمجتمع والحكومة عملها للمحافظة على الاجيال من مخاطر استخدام هذه الوسائل .

الدكتور عزام سليط

 وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السابق الاستاذ في الجامعة الاردنية والاكاديمي خبير التكنولوجيا الدكتور عزام سليط ..  قال ان الألعاب الإلكترونية غالبًا ما يُنظر إليها كشيء سلبي للأطفال، لكن في الحقيقة لها فوائد مهمة إذا استُخدمت باعتدال وتحت إشراف ، لانها تعمل على تنمية القدرات العقلية والمعرفية  من خلال  تحسين التركيز والانتباه ، وتطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار وتعزيز الذاكرة وسرعة البديهة .

وبين انها تعمل على تنمية المهارات الحركية ، لان الألعاب تحتاج تفاعل سريع وتنمّي التناسق بين العين واليد ، وتعمل على تحسين ردود الأفعال وسرعة الاستجابة  ، كما انها وسيلة للتعلم بطريقة ممتعة خاصة وان بعض الألعاب التعليمية تساعد في تعلم الأرقام، الحروف، اللغات والعلوم ، وتعمل على تعزيز الإبداع والتفكير الابتكاري عبر ألعاب التصميم والبناء مثل Minecraft. كما تساهم في تنمية المهارات الاجتماعية خاصة الألعاب الجماعية عبر الإنترنت أو مع الأصدقاء والتي تساعد على التعاون، والعمل بروح الفريق والمشاركة ، وبناء صداقات وعلاقات مع أطفال لديهم اهتمامات مشابهة.

 واضاف ان الالعاب تعمل على التخفيف من التوتر والملل ، وهي وسيلة ترفيهية ممتعة تساعد الطفل على الاسترخاء بعد الدراسة أو النشاطات الأخرى ، كما انها تعمل على تحفيز الطموح والإنجاز لان وجود أهداف ومراحل داخل اللعبة يعلّم الطفل المثابرة والسعي لتحقيق الأهداف.

واكد الدكتور سليط على اهمية التنبيه الى ان الإفراط في اللعب قد يسبب مشاكل منها قلة الحركة، وضعف النوم، والإدمان، وضعف العلاقات الاجتماعية الواقعية)، مقدما عددا من النصائح للاهل منها تحديد وقت معتدل للاستخدام من 1–2 ساعة يوميًا حسب العمر ، واختيار ألعاب مناسبة لعمر الطفل ومحتوى هادف ، اضافة الى موازنة اللعب مع النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي الحقيقي. 

الدكتور نضال شديفات

 من جهته قال أستاذ التربية للطفولة المبكرة في جامعة الزرقاء الخاصة الدكتور نضال شديفات أن حماية أبنائنا في العالم الرقمي ليست رفاهية بل ضرورة ملحة في ظل الانتشار الكبير للمحتوى غير الأخلاقي والتهديدات الإلكترونية التي تستهدف قيمهم وسلامتهم النفسية، والتي قد تتراوح بين التنمر الإلكتروني والابتزاز وحتى الاستغلال.

وأضاف شديفات أن توفير بيئة رقمية آمنة تتطلب تبني استراتيجية متكاملة تقوم على التوعية والمصارحة من خلال تثقيف الأطفال حول المخاطر وكيفية التعامل معها بوعي، مشيراً إلى ضرورة بناء ثقة تمكنهم من إخبار الوالدين بأي موقف مزعج، إلى جانب أهمية المشاركة والإشراف بمراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال دون تجسس ومشاركتهم في استخدام بعض التطبيقات لفهم عالمهم، مع ضرورة استخدام الأدوات التقنية عبر تفعيل إعدادات الخصوصية والرقابة الأبوية المتاحة على الأجهزة والتطبيقات للتصفية والتحديد.

وأكد شديفات على أهمية وضع اتفاقية أسرية تحدد أوقات الاستخدام المسموح بها وأنواع التطبيقات المناسبة لأعمارهم، مشددا على أن هذه الاتفاقية يجب أن تكون نتاج حوار مبني على الشرح والإقناع وليس فرضاً أعمى ، مما يعزز لدى الطفل مفهوم المسؤولية الذاتية بدلاً من الخوف من العقاب.

كما أوضح الدكتور شديفات أن للجامعات دوراً محورياً في هذه المعادلة الوقائية مشيرا إلى أنه يتعين عليها أن تتبنى رسالتها المجتمعية في إعداد وتأهيل المعلمين والمعلمات للمستقبل ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرح مساقات وبرامج أكاديمية متخصصة في “التربية الرقمية” و”أمن الطفل الإلكتروني ، وتركز على تطوير كفاياتهم في كيفية دمج مفاهيم الأمان الرقمي وإكسابهم الاستراتيجيات العملية لإدارة الفصول الذكية والتعامل مع حوادث التنمر الإلكتروني .

كما دعا إلى دور مجتمعي أوسع، حيث أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني من خلال عقد ورش توعوية للأهالي وأخرى ترفيهية تثقيفية للأطفال أنفسهم لتعليمهم مبادئ المواطنة الرقمية والأخلاقيات على الإنترنت.

 واشار إلى أن التطور التكنولوجي سريع مما يستلزم أن يبادر الأهل أنفسهم إلى التعلم المستمر والاطلاع على آخر التطبيقات والاتجاهات الرقمية ليتمكنوا من مواكبة عالم أبنائهم وحمايتهم بفاعلية، لأن الحماية في العصر الرقمي لم تعد مجرد أمر تقني بحت بل هي علاقة ثقة مستمرة وتفاعل إيجابي مع التكنولوجيا .

الدكتور منذر زيتون

من جهته اكد الاخصائي الاجتماعي واستاذ الشريعة والدراسات الاسلامية الدكتور منذر زيتون على ضرورة اتخاذ جميع التدابير لحماية الشباب والاطفال من هذه التطبيقات، وتوفيربيئة آمنة لهم .

   واشار الى انه من غير المقبول أن تتمحور تلك التدابير حول المنع والإبعاد لأن ذلك سيكون امرا فاشلا، والأمر أصبح اكثر احاطة من امكانية منعه أو ابعاد الناس عنه ولو كانوا شبابا أو اطفالا.

ودعا الدكتور زيتون الى  التفكير والسعي لتوفير عدد من الامور التي يمكن ان تساهم في توفير هذه البيئة الآمنة منها التربية الشاملة للنشء منذ الصغر، وتبيان القبيح والحسن، والمعيب والمقبول، وما ينفع وما يضر ، ليكونوا قادرين فيما لو تعرضوا لأية مخاطر من التطبيقات الالكترونية  او غيرها على التفريق بين الغث والسمين.

كما دعا الى غرس القيم الفضلى لديهم  ، وإيجاد الضوابط للرقابة الذاتية في انفسهم، فمن أول أيام الأبناء لا بد من ربطهم  بالاخلاق الحسنة والقيم الايجابية ، وإرشادهم الى ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم ، وعواقب الحرام ومساراته، ومحاسن الالتزام والدين .

واكد على ضرورة ضبط تعامل الشباب ، وقبل ذلك الصغار منهم على الوسائل  التكنولوجية والالكترونية، فيحدد لهم الوقت المسموح والوقت غير المسموح، ومشاركتهم في ممارسة بعض الانشطة عليها، فلا ينبغي وضع الاجهزة الالكترونية في ايدي الاطفال كما يحدث الان باعتبارها وسائل لاسكاتهم والهائهم، ولا ينبغي أن يملك الطفل هاتفا خاصا في سنوات عمره الاولى .

واشار الدكتور زيتون الى اهمية الاهتمام بمواهب الاطفال والشباب وهواياتهم وتنميتها وربطهم بالاستفادة منها من خلال المراكز والمؤسسات ، حتى يوجد عندهم البديل المقنع الذي يتوجهون اليه ويهتمون به ويؤثرونه على مجرد تضييع الاوقات بتلك الاجهزة.

ودعا المؤسسات التربوية والدينية والحكومية  الى توجيه الاطفال والشباب إلى ما يفيدهم، ومخاطبة عقولهم وافكارهم وان تكون شريكا حقيقيا للاهالي في العملية التربوية بحيث تشتمل المناهج والنشاطات والبرامج على المفيد والبعد عن الاسفاف والسطحية والماديات التي تسيطر على عقول الجميع اليوم .

الدكتورة وعد المعايطة

من جهتها اكدت الناطق الإعلامي باسم المركز الوطني للأمن السيبراني الدكتورة وعد المعايطة على ضرورة حماية الشباب والأطفال من المخاطر التي قد ترافق بعض التطبيقات الذكية والمحتوى الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي .

  وقالت ..على الرغم من الفرص التي توفرها هذه التقنيات في مجال التعلم والتواصل، إلا أنها قد تعرضهم لمخاطر التنمّر الإلكتروني أو المحتوى غير المناسب أو محاولات الاحتيال الرقمي، مما يجعل التوعية والحماية الرقمية أولوية وطنية.

واوضحت الدكتورة المعايطة انه في سبيل بناء بيئة رقمية آمنة لأبنائنا، فإن الأمر يتطلب شراكة متكاملة بين الأهل والمؤسسات التعليمية والجهات الحكومية ،  فالأهل مطالبون بالمتابعة والتوجيه، والمدارس بدورها تسهم عبر إدماج مفاهيم الثقافة الرقمية في المناهج، فيما تعمل الحكومة على وضع السياسات والتشريعات التي تحمي المستخدمين .

وقالت في هذا الإطار، فان المركز الوطني للأمن السيبراني يضطلع  بدور رئيسي من خلال إطلاق حملات توعوية ، وتوفير برامج تدريبية، وتعزيز التعاون مع الشركاء محلياً ودولياً ،  لتطوير أدوات وسياسات تحمي الفئات الأكثر عرضة للمخاطر الرقمية .

واضافت ان الهدف النهائي هو تمكين أبنائنا من الاستفادة من العالم الرقمي بأمان ومسؤولية، وبناء جيل واعٍ قادر على حماية نفسه ومجتمعه .

وصفي الصفدي

من جهته قال الخبير في التقنية والذكاء الاصطناعي  وصفي الصفدي ان توفير بيئة رقمية آمنة يتطلب نهجًا متعدد الأوجه يجمع بين التوعية، والرقابة الذكية، وتفعيل القوانين ، ويمكن ذلك من خلال مجموعة من الخطوات هي :

التوعية والتعليم

واكد على ضرورة  تثقيف وتعليم الأطفال والمراهقون بكيفية التعامل مع الإنترنت بشكل مسؤول ، وتعليمهم أهمية عدم مشاركة المعلومات الشخصية، وخطورة التحدث مع الغرباء، وكيفية التعامل مع المحتوى غير اللائق أو رسائل التنمر ، اضافة الى الحوار المفتوح وتشجّيع أالابناء على التحدث مع اولياء امورهم بصراحة عن تجاربهم على الإنترنت، سواء كانت إيجابية أو سلبية ، وهذا يخلق مساحة آمنة لهم لطلب المساعدة عند الحاجة.

الرقابة الذكية والتحكم

واشار الصفدي الى ضرورة  استخدام أدوات الرقابة الأبوية مشيرا الى وجود العديد من التطبيقات والإعدادات التي تسمح للوالدين بمراقبة المحتوى الذي يصل إليه أبناؤهم، وتحديد مدة استخدامهم للإنترنت، وحظر المواقع غير المناسبة  ، وضرورة إنشاء قواعد منزلية منها الاتفاق مع أبنائك على قواعد واضحة لاستخدام الإنترنت، مثل الأوقات المحددة للاستخدام والأماكن المسموح بها في المنزل مثل عدم استخدام الأجهزة في غرف النوم ليلًا .

تعزيز التفكير النقدي

ودعا الى  تعليم مهارات التحقق من خلال تدرّيب ألابناء على التفكير النقدي والقدرة على التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة على الإنترنت ، وتعليمهم كيفية التحقق من مصادر الأخبار والمحتوى.

تجارب دولية ناجحة

واستعرض الصفدي بعض التجارب الدولية الرائدة في حماية أبنائها في الفضاء الرقمي، من أبرزها:

  • المملكة المتحدة: أطلقت برنامج “Internet Matters” ، وهو مبادرة غير ربحية توفر للوالدين أدوات وموارد لتعليم أبنائهم كيفية استخدام الإنترنت بأمان.
  • أستراليا: أسست مفوضية سلامة الإنترنت (eSafety Commissioner)، وهي هيئة حكومية تهدف إلى حماية الأستراليين من الأضرار عبر الإنترنت، وتقدم موارد تعليمية ودعمًا للمتضررين من التنمر أو التهديدات الإلكترونية.
  • سنغافورة: تركز على دمج التربية الرقمية في المناهج المدرسية، حيث يتعلم الطلاب من سن مبكرة مهارات المواطنة الرقمية المسؤولة وأهمية الحفاظ على الخصوصية والأمان.
  • النموذج الأردني

وفيما يخص الاردن بين الصفدي ان الأردن يبذل جهوداً متنامية لحماية أبنائه في الفضاء الرقمي، حيث يعمل المركز الوطني للأمن السيبراني على بناء القدرات ونشر الوعي حول مخاطر الإنترنت، بينما تتولى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية مهمة ملاحقة مرتكبي الجرائم الرقمية مثل التنمر والاستغلال .

 واضاف ان مؤسسات المجتمع المدني تلعب دوراً فاعلاً عبر تنظيم حملات توعية وتوفير موارد تعليمية حول الاستخدام الآمن للإنترنت ، كما تساهم شركات الاتصالات بتقديم خدمات الرقابة الأبوية ، مشيرا الى انه على الرغم من أن التجربة الأردنية في هذا المجال لا تزال في طور النضج، فإنها تعكس إرادة قوية لضمان سلامة الأجيال القادمة في عالم يزداد رقمنة .

دور كل شخص في هذه العملية

واشار الى ان حماية الأبناء في الفضاء الرقمي هي مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع بدءا من  الأسرة لان  الوالدان هما خط الدفاع الأول ، ودورهم يتمثل في التوعية، والمراقبة، وتقديم الدعم العاطفي ، كما ان للمدرسة دورا من خلال قيامها بدمج المناهج التعليمية بمهارات المواطنة الرقمية، وأن توفر بيئة آمنة للتعامل مع التكنولوجيا ، كما ان هناك دورا على  المجتمع والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المحلية حيث يمكنها تنظيم حملات توعية وورش عمل حول الأمان الرقمي ، كما ان على شركات التكنولوجيا مسؤولية أخلاقية في تصميم تطبيقات ومنصات آمنة، وتوفير أدوات رقابة فعالة، وسرعة الاستجابة للشكاوى اضافة الى دور الحكومات والجهات التشريعية في وضع قوانين صارمة لحماية الأطفال من الجرائم الإلكترونية، والعمل على تطبيقها بفاعلية.

إحصائيات عالمية عن الأضرار الرقمية

واستعرض الصفدي عددا من الدراسات التي تظهر حجم المشكلة على مستوى العالم .. منها تقريرا صادرا عن منظمة اليونيسف،يشير الى ان  1 من كل 3 مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم هم من الأطفال ، وهذا العدد الهائل يجعلهم هدفًا رئيسيًا للمخاطر الرقمية ، و دراسة أجرتها Datareportal في عام 2024 وجدت أن أكثر من 80% من الأطفال والمراهقين في العالم تعرضوا لشكل من أشكال التنمر الإلكتروني أو المضايقات عبر الإنترنت ، كما  تشير تقارير إلى أن 40% من الأطفال حول العالم يتبادلون معلومات شخصية مع غرباء على الإنترنت، مما يزيد من خطر الاستغلال ، مشيرا الى ان هذه الإحصائيات تؤكد الحاجة الماسة للعمل الجماعي لحماية أبنائنا في عالم رقمي سريع التطور .

في الختام فان توفير بيئة رقمية آمنة لابنائنا وحمايتهم من مخاطر التكنولوجيا وتوابعها هي مسئولية لا تقتصر على الاهل فقط ، بل تشمل المجتمع بأسرة سواء حكومات او مؤسسات تعليمية اومؤسسات تشريعية وتربوية او شركات تقنية وغيرها من المؤسسات والمنظمات ذات العلاقة والتي تحرص على الطفل . ويتمثل دورها في في التوعية المستمرة حول الأخطار المحتملة التي يواجهها الأطفال، مثل التعرض لمحتوى غير ملائم، أو التنمر الإلكتروني، أو الإدمان الرقمي وغيرها من الوسائل المبتكرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى