الاقتصاد

اقتصاديون اتفاقيات أوزبكستان وكازاخستان خطوة استراتيجية

الاتفاقيات تفتح آفاقا جديدة للاقتصاد الوطني وتسهم في تمكين العديد من القطاعات الاردنية من تعزيز تواجدها بأسواق غير تقليدية

رقمنة

عبر اقتصاديون عن تقديرهم للجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني لفتح آفاق جديدة لعلاقات المملكة الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وبخاصة تلك التي توجت خلال اليومين الماضيين مع أوزبكستان وكازاخستان.
وبينوا أن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع أوزبكستان وكازاخستان، سيسهم في تمكين العديد من القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية من تعزيز تواجدها بأسواق غير تقليدية والاستفادة من الفرص المتاحة فيها.
وشددوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، على ضرورة البناء على هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وغيرها من أطر التعاون، واستغلال الإمكانيات المتاحة لزيادة التبادل التجاري، وإقامة شراكات صناعية واستثمارية بين مجتمعات الأعمال في البلدان الثلاثة وبما يسهم في توطيد التعاون وتحقيق المصالح المشتركة.
وشهد جلالة الملك عبدالله الثاني، ورئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف في سمرقند، تبادل حكومتي البلدين لتسع اتفاقيات وبرتوكول تعاون وثلاث مذكرات تفاهم في مجالات عديدة شملت التعليم العالي والسياحة وإعفاء التأشيرات والاستثمار والجمارك والزراعة والخدمات الجوية والشؤون الدينية وتسليم الأشخاص والمواصفات والمقاييس.
كما شهد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، اليوم الأربعاء، في العاصمة أستانا تبادل حكومتي البلدين ثلاث اتفاقيات تعاون وثلاث اتفاقيات تفاهم في مجالات النقل البحري، والرعاية الصحية، والمواصفات والمقاييس، والطاقة النووية وتعدين اليورانيوم، وريادة الأعمال، والأرشفة.
وأشاد رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري بجهود جلالة الملك بفتح آفاق جديدة للتعاون مع مختلف دول العالم وخلال لقاءاته مع قادة هذه الدول للقطاعات الاقتصادية الأردنية المختلفة ومنها القطاع الصحي.
وأكد وجود فرصة مواتية لاستقطاب السياحة العلاجية من جمهورية كازخستان إلى المملكة، نظرا للمزايا التنافسية العالمية التي يتمتع بها القطاع الصحي الأردني من توفر الكوادر الصحية المشهود لها بالكفاءة العالية وكذلك الاستثمار الكبير في بناء المستشفيات بأعلى المواصفات العالمية وتقديم خدمات طبية بأسعار منافسة وجودة عالية.
وأشار الحموري إلى وجود فرصة كبيرة لتصدير منتجات صناعة الأدوية البشرية الأردنية لأسواق هذه الدول، لا سيما أن الدواء الأردني اكتسب مكانة متميزة ووصل إلى أكثر من 80 دولة حول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية.
بدوره، أشاد عضو مجلس إدارة جمعية الأعمال الأردنية الأوروبية (جيبا) المهندس محمد الصمادي، بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية مع دول آسيا الوسطى.
وأكد أن الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شهد جلالته توقيعها خلال زياته إلى أوزبكستان وكازاخستان، تمثل خطوة استراتيجية لفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد الوطني.
وأكد الصمادي، الذي يشغل كذلك منصب مدير تطوير أعمال مجموعة العملاق الصناعية، أن هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون ستسهم في تعزيز تنافسية الصناعة الوطنية وفتح أسواق جديدة أمام الصادرات الأردنية، بما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني وفرص العمل.
وأوضح أن التوجه نحو أسواق آسيا الوسطى يعد خيارا استراتيجيا، لما تتمتع به هذه الدول من إمكانات اقتصادية وتجارية كبيرة، ما يوفر للأردن فرصا متنوعة لتسويق منتجاته الصناعية والخدمية بعيدا عن الاعتماد على أسواق محدودة تقليدية.
وبين أن إعفاء التأشيرات بين الأردن وأوزبكستان يمنح القطاع الخاص فرصة أكبر للتواصل المباشر مع نظرائه هناك، الأمر الذي يسهل إقامة شراكات استثمارية وتجارية طويلة الأمد.
من جانبه، أكد رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “انتاج”، عيد أمجد صويص، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل جهوده لفتح آفاق مستقبلية أمام الشركات الأردنية في مختلف القطاعات، ومن ضمنها ريادة الأعمال، مشيرا إلى أن التوجيهات الملكية المستمرة تعكس رؤية استراتيجية تسعى إلى تمكين الشباب وتعزيز دورهم في الاقتصاد الوطني.
وأضاف صويص أن جلالة الملك، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، يوجهان دوما إلى إيجاد حلول للتحديات التي تواجه قطاع ريادة الأعمال، من خلال تطوير بيئة جاذبة وتسهيل وصول الشركات الناشئة إلى التمويل وتعزيز قدرتها على التوسع إقليميا ودوليا.
ولفت صويص إلى أن المباحثات التي عقدها جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في أستانا، تمثل نموذجا عمليا لرؤية جلالته في توسيع آفاق التعاون الاقتصادي، وفتح فرص جديدة أمام الشركات الأردنية للدخول إلى أسواق ناشئة.
وختم صويص بالتأكيد على اعتزاز القطاع الخاص بالدور الريادي لجلالة الملك في تعزيز مكانة الأردن الاقتصادية إقليميا ودوليا، مشددا على أن هذه الجهود تشكل حافزا دائما لمواصلة العمل والبناء لتحقيق مستقبل أفضل للأردن والأردنيين.
وبين صويص أن جمعية (إنتاج) وعددا من الشركات الأردنية العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات تسعى للمشاركة في منتدى Digital Bridge 2025، وهو أكبر ملتقى دولي للتكنولوجيا في آسيا الوسطى، والذي سيعقد بالعاصمة أستانا خلال شهر تشرين الأول المقبل، بهدف عرض الابتكارات الأردنية واستكشاف فرص شراكات جديدة.
من جانبه، رأى الدكتور حكم شطناوي المدرس في كلية السياحة والفنادق بجامعة اليرموك، أن مذكرة التفاهم السياحية الموقعة بين الأردن وأوزبكستان تشكل محطة استراتيجية مهمة في مسار العلاقات الثنائية، حيث تتيح المجال ‏لتعزيز التدفقات السياحية المتبادلة من خلال إزالة العقبات أمام السفر وتبسيط الإجراءات، بما في ذلك إعفاء التأشيرات، وهو ‏ما يسهم في زيادة أعداد الزوار من كلا البلدين”.
وقال: “تأتي هذه الخطوة متوافقة مع التوجه الأردني لفتح أسواق جديدة في آسيا ‏الوسطى، وتوسيع قاعدة الدول المصدرة للسياح إلى المملكة، بما يخفف من الاعتماد على الأسواق التقليدية ويمنح القطاع ‏السياحي الأردني قدرة أكبر على التكيف والنمو”.
وأضاف “تمثل مذكرة التفاهم أيضا فرصة لتطوير مسارات سياحية مشتركة تربط بين مدن ‏طريق الحرير التاريخية في أوزبكستان ومواقع التراث العالمي والمقدسات الدينية في الأردن، بما يخلق قيمة مضافة للسائح ‏ويوفر تجربة سياحية متكاملة”‎.‎
وبين شطناوي أن مذكرة التفاهم ستدفع باتجاه زيادة الاستثمارات في البنية التحتية السياحية، وتشجيع مكاتب السياحة والفنادق في ‏البلدين على بناء شراكات مباشرة، بما يعزز من مساهمة القطاع السياحي في التنمية الاقتصادية، ويعمق الروابط الثقافية ‏والدينية والإنسانية بين الأردن وأوزبكستان‎.‎
من جانبه، ثمن المختص بالشأن الاقتصادي منير دية، الجهود الملكية والزيارات المتواصلة التي يقوم جلالة الملك عبدالله الثاني لفتح آفاق اقتصادية للمملكة وتوثيق علاقاتها السياسية ومد جسور التعاون التجاري والاستثماري مع مختلف دول العالم.
وقال: “لقد كان لزيارة جلالة الملك إلى كازاخستان وأوزبكستان أهمية اقتصادية بالغة، لمكانة الدولتين في آسيا الوسطى وتحقيقهما معدلات نمو اقتصادي مرتفعة وصلت لأكثر من 6 بالمئة وناتج محلي اجمالي بلغ 288 مليار دولار لكازاخستان و115 مليار دولار لأوزبكستان.
وأضاف أن جهد جلالة الملك لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول آسيا الوسطى من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون سيعزز من نمو الاقتصاد الوطني ويزيد من حجم الاستثمارات ويرفع قيمة الصادرات ويدعم مكانة الأردن كوجهة استثمارية جاذبة بالمنطقة.
بترا ( حاكم الخضير )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى