%48 من الأردنيين لا يخوضون “ريادة الاعمال” خوفا من الفشل
رقمنة
لا يزال عامل ” الخوف من الفشل” يمثل واحدا من العوامل المعيقة لدخول الكثر من الشباب الاردني الى عالم ريادة الاعمال، وخصوصا ان تاسيس شركة ناشئة وتمويلها واثبات الفكرة يواجه تحديات كثيرة مرتبطة بمنظومة ريادة الاعمال والسوق والفكرة وشخصية الريادية ما يرفع المخاطر في التاسيس واولى المراحل.
وكشف تقرير رسمي ، صدر مؤخرا ، بان 48% من الاردنيين لا يقدمون على خوض تجربة ريادة الاعمال وذلك بسبب ” الخوف من الفشل”، في وقت تظهر فيه الدراسات العالمية بان اكثر من 80% من الشركات الناشئة تفشل وتخرج من السوق في سنواتها الاولى ولاسباب تختلف من شركة الى اخرى ومن منظومة ريادة اعمال الى اخرى.
وقال التقرير الوطني لمرصد ريادة الاعمال (2025 ) ان نجاح ريادة الاعمال يعتمد على امتلاك المهارات الاساسية واتخاذ القرارات الذكية ومن هنا تبرز اهمية القدرة على ملاحظة الفرص واقتناصها في سوق تنافسي ومع ذلك يحجم كثيرون عن اتخاذ القرارات بسبب خوفهم من الفشل ما قد يمنعهم من اطلاق مشاريعهم لذا فان تحليل هذه العوامل ومعالجتها امر ضروري لبناء عقلية ريادية قوية وابتكارية.
وأكد التقرير ، الذي نشرته مؤخرا وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وحصلت الغد على نسخة منه ، اهمية مواجهة تحدي ( الخوف من الفشل) في منظومة ريادة الاعمال الاردنية وذلك لتشجيع ودفع وتاهيل اكبر عدد من رواد الاعمال لتنفيذ افكارهم الريادية على ارض الواقع.
ولمعالجة هذا التحدي والحد من تاثيره اقترح التقرير مجموعة من المقترحات لمواجهته وتجاوزه.
وقال التقرير ان اولى هذه المقترحات يتمثل في تطوير نماذج تمويل قادرة على تحمل الفشل مثل تمويل الفرصة الثانية لرواد الاعمال ذوي الافكار الجديدة الواعدة.
ودعا التقرير الى تنفيذ برامج تدريب على الصمود الريادي تركز على ادارة المخاطر واستراتيجيات التعامل مع التحديات والتعثرات.
واكد التقرير على اهمية انشاء شبكات دعم لحالات فشل الاعمال يقوم من خلالها رواد الاعمال ذوو الخبرة بتوجيه من سبق لهم مواجهة تحديات في مشاريعهم.
كما واشار الى اهمية العمل على تنظيم فعاليات دورية مثل ورش العمل والندوات وفتح قنوات تواصل تربط رواد الأعمال الطموحين بأصحاب الأعمال الناجحين والمرشدين والمستثمرين.
وفي سياق متصل ولزيادة ايمان الشباب بوجود الفرص التجارية في قطاعات متنوعة حيث يواجه رياديون مشكلة في عدم الايمان بوجود الفرص ما يقودهم الى حالة من الاحباط، اكد التقرير على اهمية العمل على تحديد الفرص في القطاع الخاص والترويج لها في المجالات التي يتمتع بها الاردن بميزة تنافسية مثل التقنية والطاقة المتجددة والسياحة.
واشار الى اهمية توفير دعم وموارد موجهة لرواد الاعمال العاملين في هذه القطاعات.
ورغم وجود تحدي مثل ” الخوف من الفشل ” ، وفي اطار النتائج العامة ، فقد حقّق الأردن قفزة نوعية في تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال 2025 الذي يعد أحد أبرز التقارير الدولية التي تقيّم بيئة ريادة الأعمال عالميًا، حيث كشف التقرير عن تقدم ملحوظ في العديد من المؤشرات مما يعكس تحسنًا كبيرًا في بيئة ريادة الأعمال في المملكة
ووفقًا للتقرير شهد الأردن ارتفاعًا ملحوظًا في مؤشر نشاط ريادة الأعمال المبكر ، و سجل الأردن تحسنًا ملموسًا في البنية التحتية المادية ضمن مؤشر بيئة ريادة الاعمال، كما تحسن موقع الاردن في مؤشر التمويل الريادي ومؤشر السياسات الحكومية المتعلقة بالضرائب والبيروقراطية.
ويحتل قطاع ريادة الأعمال في الأردن المركز الرابع على مستوى الإقليم، مع وجود حوالي 30 مؤسسة تمويلية وصندوقا استثماريا معنيا بالاستثمار في المشاريع الريادية، ومع وجود أكثر من 40 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة.
وتظهر الأرقام أن الأردن يحتضن 200 شركة ناشئة مسجلة وفقا لدراسات محايدة، فيما تقدر دراسات أخرى أن عدد الشركات الريادية في الأردن يتجاوز 400 شركة معظمها تقنية، أو تطوع التقنية لخدمة القطاعات الأخرى.
الغد – ابراهيم المبيضين
التعليقات مغلقة.