
رقمنة
*طارق البيطار
في ظل التحديات الاقتصادية المعاصرة وانعكاساتها المختلفة على فرص العمل والتحديات التي بات يواجهها الشباب الأردني، تتجه الأنظار بشكل متزايد نحو ريادة الأعمال كمسار بديل يوفر فرصاً حقيقية للتطور والنمو وبناء مستقبل مستدام، وبينما تتصاعد الدعوات لتمكين الشباب ودعمهم، تبرز مبادرات نوعية على أرض الواقع تُشكّل قصص نجاح فعلية تعكس حجم الطموح والإبداع لدى الجيل الجديد من الشباب
ونظراً للظروف الحالية التي يعيشها الأردن والعالم، وتعاظم الحاجة إلى مواكبة التطورات ليس على صعيد إنعاش الاقتصاد ورفده فحسب، إنما للحاق بركب التطور والحداثة في عالم نصحو فيه كل يوم على ابتكار جديد، تترسخ لدينا قناعة تامة بأن ريادة الأعمال والإبداع والابتكار لم يعد خياراً ثانوياً، إنما أصبح ضرورة وطنية حتمية يجب الاستثمار بها بجدية، واستغلال نسبة الشباب المرتفعة في المجتمع الأردني الفتي عبر استثمار طاقاتهم والاستخراج الفعال لنفط الأردن الرابض في عقول أبنائه وبناته الذين أثبتوا دوماً قدرتهم على إحداث الفارق الإيجابي وصنع التغيير.
وتعدى مفهوم ريادة الأعمال التفكير في تأسيس شركات جديدة فحسب، إلى أن أصبح ثقافة تُحفّز التفكير الإبداعي وروح المبادرة والقدرة على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه المجتمع ومختلف القطاعات، بما يمتلكه الشباب الأردني من طاقات استثنائية، إذ ان ما يحتاجه هو من يؤمن به، ويرافقه في رحلته الريادية من الفكرة إلى التطبيق، ليبدأ طريقه في الثورة على الواقع التقليدي إلى صناعة المستقبل وإيجاد الفرص بدلاً من البحث عنها.
وشهدت بيئة ريادة الأعمال في الأردن تطوراً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية، لكن التحديات التي تواجهها ما زالت قائمة، وأبرزها الوصول إلى الموارد، والتوجيه، والتمويل، والتشبيك مع الأسواق، وهنا يأتي دور القطاع الخاص كمكوّن رئيسي في دعم هذه المنظومة، حيث برزت العديد من الجهات التي آمنت بالفكرة واستثمرت بالعقول، فكانت النتائج المبهرة.
و في هذا السياق حرصت شركة زين الاردن منذ أعوام على أن تكون شريكاً حقيقياً في دعم وتمكين الشباب وبيئة ريادة الاعمال في الأردن، ففي العام 2014 أطلقت شركة زين منصتها للإبداع (ZINC )، كاستجابة مباشرة لحاجة الشباب الأردني إلى مساحة تجمع بين الابتكار، والدعم الفعلي، والشراكات، واليوم لا تعد المنصّة حاضنة للأعمال فقط، بل مركزاً متكاملاً يحتضن آلاف الشباب والرياديين سنوياً، ويتوزع نشاطها في محافظات المملكة من شمالها حتى جنوبها بفروعها المتواجدة في عدد من الجامعات الحكومية بعدة محافظات.
إن النجاح في بناء منظومة ريادية متكاملة لا يمكن أن يتم من خلال جهود فردية، بل يحتاج إلى تكاتف الجهود وشراكات وتكامل في الأدوار بين القطاعين العام والخاص، والمجتمع المدني، والجامعات، وإلى رؤية وطنية موحدة تضع ريادة الأعمال في صلب السياسات الاقتصادية والتعليمية، وتمنح الشباب المساحة الحقيقية للتعبير عن أفكارهم، وتحويلها إلى مشاريع قابلة للنمو والتوسع، لنواصل حصد ثمار هذا القطاع المتنامي الذي أثبت قدرته على التطور والمنافسة، حيث تقدم الأردن 7 مراتب من 56 إلى 49 من أصل 137 دولة في المؤشر العالمي للريادة.
* المدير التنفيذي لدائرة الإعلام والاتصال والابتكار وإدارة الاستدامة في شركة ” زين الاردن”