دعوات للاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز السلامة
رقمنة
الغد – عبد الرحمن الخوالدة
انطلقت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي أمس الخميس أعمال دورة القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2024، والتي تعقد ضمن فعاليات الدورة الأولى من أسبوع أبوظبي للأعمال.
وشهدت دورة هذا العام من القمة، التي أقيمت تحت عنوان “مصانع المستقبل الآمنة السلامة الصناعية والتحول الرقمي”، مشاركة مسؤولين بارزين من الحكومات والمنظمات الدولية والخبراء.
وناقشت القمة أفضل الطرق لصياغة مستقبل مستدام للقطاع الصناعي، واستعراض أبرز الفرص المتاحة للاستثمار في قطاع الصناعة وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة ودفع عجلة الابتكار.
وتعد القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين كل من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، أول منصة صناعية عالمية تجمع بين كافة القطاعات الصناعية والتكنولوجية.
وأكد المشاركون في القمة على أهمية توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عملية السلامة الصناعية، وتكريسها َكنهج أساسي.
وأشار المشاركون إلى أن للتكنولوجيا والمنتجات الجديدة والخدمات التي تقدمها بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قدرة على تعزيز إدارة السلامة. ولفت هؤلاء إلى أن هناك تزايدا في
سوق تكنولوجيا السلامة، بما في ذلك الحلول القائمة على إنترنت الأشياء، الأجهزة القابلة للارتداء والروبوتات والتحليلات.
ودعا المشاركون إلى أهمية نشر الحلول التكنولوجية اللازمة، لتعزيز السلامة الصناعية، مشيرين إلى أنه نحو 2.3 مليون عامل عالميا يتوفى سنويا نتيجة ضعف السلامة العامة في بيئات العمل.
ونظمت القمة بالشراكة ما بين غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ودائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، ومكتب أبوظبي للاستثمار.
وقال وكيل الوزارة المساعد لقطاع المسرعات الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتية أسامة أمير فضل خلال افتتاح أعمال القمة “إن السلامة الصناعية تعد ركيزة أساسية لتحقيق النمو المستدام وتعزيز الكفاءة في القطاع الصناعي، خصوصا في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي يعيشه العالم اليوم”.
وبين فضل، أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع توفر منصة رائدة لتوحيد الجهود واستعراض أفضل الممارسات وتعزيز أطر السلامة الصناعية المبتكرة، والتي من شأنها أن تحمي فرق العمل في الشركات الصناعية وتعزز الكفاءة التشغيلية وتحسن الإنتاجية وتدعم جهود التعاون العالمي.
ودعا فضل إلى أهمية التفكير في مستقبل الصناعة في ظل التأثيرات البيئية والتكنولوجية، التي تفرض تحديات ومتغيرات جديدة في التعامل مع الصناعة وتحقيق السلامة التي تضمن استدامة ديناميكية التصنيع عالميا.
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي للتجارة والصناعة في مكتب أبوظبي للاستثمار محمد الكمالي، أن دولة الإمارات العربية من خلال إستراتيجية أبوظبي الصناعية تدعم جهود السلامة الصناعية وتوظيف التكنولوجيا والابتكار في تحقيق السلامة الصناعية بما يقود إلى بيئة صناعية آمنة وفي ذات الوقت منتجة.
وأكد الكمالي، أن إمارة ابو ظبي تتطلع إلى ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة في مجال النمو الصناعي المستدام.
وشدد الكمالي على أهمية تعزيز السلامة الصناعية واعتمادها كنهج، حيث إن السلامة الصناعية تعد حجر الزواية لنمو قطاع الصناعة، خاصة وأن هذه الصناعة تعد أحد أبرز محركات الاقتصادات، فسلامة بيئة عملها تعني نموا اقتصاديا متقدما ومستداما.
وأشار الكمالي إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدماتها المختلفة، يمكن لها أن تقدم حلولا فعالة لتعزيز السلامة الصناعية.
بدورها، أوضحت لومي شو رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو”، أن التطور التكنولوجي الهائل وبما في ذلك الذكاء الاصطناعي، يشكل فرصة ثمينة لتحقيق السلامة الصناعية التامة، وهو ما يستدعي من دول كافة والمؤسسات الصناعية إلى استثمار هذا التطور وتوظيفه في هذه الغاية.
وطالبت لومي شو، الدول إلى ضرورة إطلاق إستراتيجيات وطنية خاصة بالسلامة الصناعية، للحد من المخاطر والإصابات التي يتعرض لها العاملون في القطاع الصناعي، مشيرة إلى أنه رغم التقدم في السنوات الأخيرة في تمكين السلامة الصناعية، إلا أنه ما زال وقت طويل أمام الدول كافة للوصول إلى مستويات متقدمة من السلامة الصناعية.
ووفقا لمنظمة العمل الدولية، يموت حوالي 2.3 مليون شخص سنويًا من الحوادث أو الأمراض المرتبطة بالعمل
إلى ذلك اعتبر العميد سالم عبد الله بن براك الظاهري مدير عام هيئة أبوظبي للدفاع المدني، أن السلامة ليست مجرد إجراء وقائي في قطاع الصناعة، إنما أصبحت ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة والتقدم والابتكار فى الأعمال.
وقال في كلمة له على هامش أعمال القمة العالمية للصناعة والتصنيع “الثورة الصناعية الرابعة جذبت فرصا هائلة لتضمين الأتمتة والذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات وخاصة الصناعات، ولكن الأمر يتطلب تعزيز السلامة للاستفادة منها”.
وشدد الظاهري على أن الاستثمار فى السلامة هو استثمار إستراتيجي يضمن استمرارية الأعمال، والحفاظ على الأعمال والأرواح، وبدون ذلك تصبح هذه التقنيات عبئا على الأعمال.
وأكد الظاهري، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم للعالم نموذجا فريدا فى التوازن بين الطموح التكنولوجي والسلامة.
وكانت فعاليات النسخة الأولى من “أسبوع أبوظبي للأعمال”، الذي يوفر منصة للشركات للتواصل والتعاون من أجل دفع المرحلة التالية من النمو والتنويع الاقتصادي انطلقت في الرابع من كانون الثاني (ديسمبر)، وتستمر حتى 6 من كانون الثاني (ديسمبر) الحالي في مركز “أدنيك” أبوظبي.
وتنظم فعاليات “أسبوع أبوظبي للأعمال” تحت شعار “إحداث الأثر، صنع الفرق” بمشاركة أكثر من 150 متحدثا و8 آلاف مشارك من صناع القرار والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين الدوليين ورواد الأعمال لاستكشاف الفرص التي تتيحها المنظومة الاقتصادية الداعمة للأعمال في أبوظبي وبناء الشراكات الإستراتيجية التي تسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والمستدامة.
التعليقات مغلقة.