صناعة ألعاب الفيديو بالمملكة توفر فرصا واعدة وداعمة للاقتصاد الوطني

4

رقمنة 

عمان – أكد معنيون ومستثمرون في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ان صناعة ألعاب الفيديو بالمملكة تقدم فرصا واعدة يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في دعم نمو الاقتصاد الوطني والمجتمع.

وقالوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن هذه الصناعة لا تركز فقط على البرمجة، لكنها توفر فرصاً بمجالات متنوعة، معبرين عن تقديرهم للاهتمام الملكي السامي بهذا القطاع الواعد الذي يشهد تطورات مستمرة.

ويبدأ يوم السبت المقبل المؤتمر العالمي لصانعي ألعاب الموبايل، الذي تنظمه مبادرة مختبر الألعاب الأردني “احدى مبادرات صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية” في مركز الملك الحسين للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت.

وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات، إن الحكومة أولت اهتماما كبيرا بتطوير قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، في إطار سعيها للنهوض بهذا القطاع الواعد، وتماشيا مع مخرجات البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، لتعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي ودولي لتطوير هذه الصناعة الواعدة.

وأضاف، أن رؤية التحديث الاقتصادي تضمنت التزام الحكومة بتقديم الدعم اللازم لهذه الصناعة وتبسيط إجراءاتها خلال الفترة من 2023 إلى 2025، ضمن محور الخدمات المستقبلية للصناعات الإبداعية.
وأشار الى انه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية في تشرين الأول 2023، التي أعدتها وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة بالتعاون مع الشركاء وأصحاب المصلحة.
وتهدف هذه الاستراتيجية بحسب الوزير، إلى أن يكون الأردن مركزا رائدا في تطوير الألعاب الإلكترونية، من خلال توفير بيئة مواتية تعزز الابتكار والتنافس، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية هذه الصناعة، إضافة الى دعم اللاعبين وتوفر لهم بيئة آمنة وصحية.
وبين انه في إطار تنفيذ الخطة التنفيذية لهذه الاستراتيجية، تم إنشاء قبة الرياضات الإلكترونية في مجمع الملك الحسين للأعمال، كأول مركز من أربعة مراكز أساسية سيتم إنشاؤها بالتعاون مع شركائنا في وزارة الشباب والاتحاد الأردني للرياضات الإلكترونية في محافظات “إربد والزرقاء والعقبة”، كما تتضمن الخطة إنشاء مراكز صغيرة داعمة لهذه المراكز الأساسية في مختلف مناطق المملكة، بهدف توسيع نطاق انتشار الرياضات الإلكترونية وتطويرها بشكل متكامل.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ألعاب “طماطم” المتخصصة في مجال نشر ألعاب الهواتف المحمولة باللغة العربية، حسام حمو، إن قطاع الألعاب في الأردن يوفر فرصاً في مجالات متنوعة.
وأضاف، أن هذا القطاع يركز بالإضافة الى البرمجة، كتطوير الألعاب واستخدام لغات البرمجة المختلفة ومحركات التطوير، يوفر فرصاً أخرى في مجالات متنوعة، مثل تصميم الجرافيك، سواء ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد، والموسيقى والمؤثرات الصوتية والتحريك وغيرها، كما يشمل العديد من الصناعات المساندة، مثل الترجمة والتسويق عبر محركات البحث وعبر المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي وضمان جودة الألعاب.
وأشار إلى أن هناك صناعات أخرى مرتبطة بصناعة الألعاب، مثل نشر الألعاب الذي يشمل تعريب الألعاب الأجنبية وتسويقها، بالإضافة إلى الألعاب المخصصة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية التي تتطلب أيضاً التسويق والبرمجة وإجراء التعديلات اللازمة، مؤكدا أننا نشهد دخول مجالات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يتيح للناس تطوير الألعاب المتخصصة، حيث يمكن برمجة لعبة للبنات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتتيح تغيير الملابس.
وأوضح، أن ما يميز عالم صناعة الألعاب هو سهولة الدخول إليه، حيث إنه لا يتطلب رأس مال كبير، وهنا نتحدث عن ريادة الأعمال التي لا تحتاج سوى جهاز كمبيوتر وبعض البرمجيات الأساسية المتاحة مجاناً أو بأسعار معقولة على الإنترنت، مشيرا الى أن الشخص إذا كان مبدعاً ويمتلك المهارات اللازمة، يمكنه الدخول إلى هذا المجال بسهولة، كما أن هذا المجال غير مقيد بموقع جغرافي معين، إذ يمكن تصميم لعبة ونشرها في أي مكان في العالم، حيث يعتمد ذلك بشكل رئيسي على قدرات ومهارات فريق العمل.
وقال، إنه لا يمكننا إغفال الرياضات الإلكترونية التي تحظى بشعبية كبيرة على مستوى العالم، اذ يتدرب اللاعبون ويشاركون في بطولات دولية ونلاحظ مشاركة العديد من اللاعبين من الأردن في هذه البطولات العالمية”.
وتابع، أن هناك صناعات متعددة مرتبطة بهذا المجال، مثل تنظيم الفعاليات وتجهيز الأنظمة الصوتية وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى تجهيز أماكن استضافة البطولات وتوفير المتطلبات الخاصة بها.
ودعا حمو، لإتخاذ عدة خطوات لتطوير وجذب قطاع الألعاب الإلكترونية في الأردن بشكل أوسع منها، تنظيم مسابقات وطنية لتطوير الألعاب وإدراج مشاريع تخرج في الجامعات تُركز على تطوير الألعاب.
وأشار إلى إطلاق برامج تبادل مع شركات عالمية، حيث يمكن استقطاب موظفين من شركات ألعاب دولية للإقامة في المملكة لبضعة أشهر، وإرسال موظفين أردنيين للتدرب في هذه الشركات لفترة قصيرة.
من جانبه، قال المستشار في أدوات الذكاء الاصطناعي، الدكتور رامي شاهين، إنه في الأردن تتسارع وتيرة التحولات التقنية لتشمل جميع القطاعات، بما في ذلك قطاع الألعاب الإلكترونية، وفي صميم هذه الثورة الرقمية يبرز هذا القطاع كواحد من أسرع القطاعات نموا، حاملا في طياته فرصًا غير مسبوقة قد تعيد تشكيل ملامح الاقتصاد الوطني وتوجهه نحو مسار جديد.
وأضاف، أنه إذا نظرنا إلى الأردن باعتباره مساحة خصبة للنمو التكنولوجي، نلاحظ أن الألعاب الإلكترونية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبحت منصة متعددة الطبقات تُلهم الابتكار التقني وتساهم في بناء بيئة اقتصادية ديناميكية.
وأشار الى أن الرحلة تبدأ من المختبرات الجامعية التي تُطور البرمجيات إلى الشركات الناشئة التي ترى في الألعاب الإلكترونية بوابة للأسواق العالمية، وبين تطوير البرمجيات والتصميم والتسويق يصبح الشاب الأردني ليس مجرد مستهلك للألعاب بل صانعًا لها، ما يفتح الباب أمام استثمارات جديدة ويخلق فرص عمل متنوعة في مجالات البرمجة والتسويق الرقمي وتصميم الألعاب.
وبين شاهين، أنه يكمن في قطاع الألعاب الإلكترونية بُعد ريادي غير تقليدي، ويمكن للمملكة أن تستثمر في تنظيم فعاليات عالمية ومسابقات للألعاب الإلكترونية، ما يعزز مكانتها كوجهة تقنية وسياحية، ويجذب المزيد من السياح الرقميين واللاعبين الدوليين.
من جهته، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة “ميس الورد” المتخصصة بتكنولوجيا صناعة ألعاب الموبايل، نور خريس، إن صناعة ألعاب الفيديو في الأردن يمكن أن تساهم بشكل إيجابي في تطوير الاقتصاد والمجتمع والتكنولوجيا.
وأوضح، أن قطاع الألعاب يتميز بقدرته على توفير فرص عمل في مجالات متنوعة، سواء بشكل مباشر مثل البرمجة وتطوير الألعاب والتسويق والتصميم وخدمات الدعم، أو بشكل غير مباشر في مجالات أساسية مثل كتابة المحتوى، الأمن السيبراني، الترجمة، اللغات وغيرها من الوظائف التي تنشأ من صناعة الألعاب. ونوه بانه بفضل الدعم الاستثماري المناسب ورؤية التحديث الاقتصادي التي وضعت صناعة الألعاب ضمن الصناعات الإبداعية الرئيسية، يمكن للشركات الناشئة المحلية في مجال تطوير الألعاب أن تزدهر، ما يسهم في تحقيق الابتكار وجذب الاستثمارات الخارجية، مبينا أن الشركات الأردنية المتخصصة في تطوير ونشر الألعاب أثبتت قدرتها على جذب الاستثمارات بنجاح. 

بترا 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد