شركات التكنولوجيا الكبرى تتسابق للهيمنة على الذكاء الاصطناعي

2

رقمنة 

في خضم تنافس محموم تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى تحدياً معقداً في تطوير الذكاء الاصطناعي: التعاون المتبادل قد يكون الخيار الأفضل للجميع، لكن التنافس الشديد يدفعهم نحو مسار أقل فاعلية وأشد تكلفة.

 

تقود هذا السباق شركات مثل “ألفابت” مالكة غوغل و”ميتا” و”مايكروسوفت” و”أمازون”، التي تضخ استثمارات هائلة في مراكز البيانات والسيرفرات لتطوير الحوسبة السحابية ونماذج اللغة الضخمة، حيث من المتوقع أن تصل نفقاتها الرأسمالية إلى ما يقرب من تريليون دولار بحلول عام 2026.

وقد أظهرت نتائج غوغل الأخيرة أن هذه الاستثمارات بدأت تؤتي ثمارها؛ حيث سجلت الشركة نمواً في الإيرادات بنسبة 15%، مع ارتفاع إيرادات خدمات الحوسبة السحابية بنسبة 35%. كما كشف المدير التنفيذي، سوندار بيتشاي، أن ربع الشيفرات الجديدة في غوغل يتم إنشاؤها الآن بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يدل على تحول كبير في نموذج عمل الشركة.

ومع ذلك، فإن هذا التوسع التكنولوجي أثار توترات بين عمالقة الصناعة. فمع امتلاك غوغل حوالي 90% من حصة سوق البحث الإلكتروني، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيتبع النمط ذاته، حيث يكون النجاح من نصيب الكبار. وقد بدأت ميتا، الشركة المالكة لفيسبوك، تطوير محرك بحث خاص بها لتقليل اعتمادها على غوغل، كما تطرح نماذج لغة ضخمة مجانية لمنافسة شركات مثل “أوبن إيه آي”. وبالتوازي، تجذب السوق شركات ناشئة واعدة مثل “إكس إيه آي” التي أسسها إيلون ماسك، ما يزيد من حدة المنافسة وضغوطها.

يُضاف إلى ذلك تصاعد النزاعات القديمة بين الشركات، فقد اتهمت مايكروسوفت غوغل باستخدام “أساليب ضغط غامضة” للتفوق في خدماتها السحابية، وهو اتهام يعيد إلى الأذهان حملتها السابقة “سكروغل” ضد غوغل. وتعد الرهانات أعلى اليوم، حيث تسعى كل شركة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي العام الذي يُعتقد أنه سيحقق أرباحاً ضخمة وقدرة هائلة على التغيير.

تشير تقديرات ماكنزي إلى أن الحوسبة السحابية وحدها قد تضيف أرباحاً بقيمة 3 تريليونات دولار قبل الضرائب للشركات حول العالم، وهو ما يبرر استعداد الشركات لإنفاق مبالغ هائلة لتحقيق السيادة في هذا المجال. وعلى الرغم من أن شركة ألفابت لم تؤكد بعد موقعها كفائز نهائي، إلا أن نموها المدعوم بالذكاء الاصطناعي يُظهر أنها لا تزال على طريق المنافسة القوية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد