5 شركات ناشئة تديرها نساء ترسم ملامح مستقبلية لريادة الأعمال في الأردن
رقمنة
الغد
علي أبو كميل* ونضال قناديلو**
خلال العقد الماضي، شهدت بيئة ريادة الأعمال في الأردن تطوراً أدى إلى زيادة ملموسة في عدد رائدات الأعمال. فبحسب تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM)، ارتفعت نسبة الإناث إلى الذكور في الأردن على صعيد النشاط الإجمالي لريادة الأعمال من 0.26 % في العام 2016 إلى 0.59 % في العام 2019، أي بتحسن بنحو 127 % على مدار 3 أعوام فقط.
كما عمل الأردن على تطوير سياسات تهدف الى زيادة تمكين المرأة على صعيد الوصول المتكافئ للقروض، التوقيع على العقود، تسجيل أنشطة الأعمال، وفتح الحسابات المصرفية، مقارنة بالرجال، ما أدى الى الحصول على تصنيف مميز يبلغ 100 من 100 في مؤشر ريادة الأعمال، بحسب تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون الصادر عن البنك الدولي.
وتعد شركة “أويسس500″، مسرعة الأعمال وصندوق رأس المال المغامر الرائدة في المنطقة العربية، من أهم المؤسسات التي توفر الدعم للشركات الناشئة في مرحلتي ما قبل التأسيس والمرحلة المبكرة لكلا الجنسين في الأردن على مدار العقد الماضي من خلال توفير التمويل وبرنامج تسريع أعمال متكامل لمدة 6 أشهر، ما يشمل تقديم الدعم والتوجيه الفني من قبل مدربين/موجهين متمرسين، وغير ذلك من الخدمات. ويسهم ذلك في مساعدة رواد الأعمال على بناء نماذج أعمال مبتكرة وشركات ناشئة ذات قابلية عالية للنمو.
وقد تحدثنا مع لمى فواز، الرئيس التنفيذي لشركة “أويسس500” منذ كانون الأول (ديسمبر) 2018، عن دورها المحوري في تمكين المرأة وشغفها لدعم رائدات الأعمال، ما أسهم في اختيار مجلة “فوربس” الشرق الأوسط لها كواحدة من “أقوى 100 سيدة أعمال” خلال العامين الماضيين، وتحقيق شركة “أويسس500” معدلات مشاركة قياسية؛ حيث إن 80 % من موظفي الشركة هم من النساء، كما أن 40 % من محفظة الشركة المكونة من 175 شركة ناشئة تم تأسيسها على يد نساء. وقد أخبرتنا لمى بأنها، وطوال مسيرتها المهنية، كانت تتحدى نفسها لكسر القوالب التقليدية والنمطية والخروج من منطقة الراحة لتعظيم قدراتها على خلق واقع أفضل لقيادات الأعمال النسائية.
في خضم سعينا المتواصل لتشجيع ريادة الأعمال واستحداث الوظائف في القطاع الخاص في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قام صندوق الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في الأردن (الصندوق الأردني للريادة)، والممول بشكل مشترك من قبل البنك الدولي والبنك المركزي الأردني، باستثمار 3 ملايين دولار أميركي في الصندوق الثاني لـ”أويسس500″، والذي يدعى “صندوق الواحة الثاني”. ويعد الصندوق الأردني للريادة أكبر صندوق استثماري في المرحلة المبكرة/الشركات الصغيرة والمتوسطة في الأردن، ويركز على تسهيل التمويل للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في الأردن والتي تتبنى رؤيةً طموحةً، وابتكارات تقود الى قابلية مرتفعة لتحقيق النمو.
يعكف صندوق الواحة الثاني على استثمار ما يصل إلى 100,000 دولار أميركي في كل من الشركات الناشئة التكنولوجية وتلك التي تمكنها التكنولوجيا. ولغاية تاريخه، قام صندوق الواحة الثاني بدعم مجموعة مميزة وطموحة من الشركات التي تديرها نساء في مجالات التعليم والمال والصحة ومنصات الدعم الاجتماعي. وإحياءً لليوم العالمي للمرأة في هذا الشهر، فإننا نود تسليط الضوء على بعض من هذه الشركات. “ميم” هي إحدى المنصات الشاملة الرائدة للمتخصصين والطلبة الناطقين باللغة العربية في مجال الأعمال. وقد تم تأسيس المنصة على يد إيمان بوشناق، والتي أمضت أعواما في القطاع المصرفي. توفر هذه المنصة أكثر من 20,000 مصطلح وتعريف في مجال الأعمال لمستخدمي المنصة.
أما “حبايبنا” فهي عبارة عن منصة رونية ومركز للتعلم يوفر محتوى متخصصا حول التأخر النمائي باللغة العربية للدول كافة في المنطقة العربية. وقامت ريم الإفرنجي بالمشاركة بتأسيس هذه المنصة، كونها، وكأم لطفلين يعانيان تأخرا نمائيا، واجهت صعوبة في العثور على مصادر موثوقة باللغة العربية على شبكة الإنترنت لتقديم الدعم لطفليها. وقررت هي وزوجها، محمد، تأسيس منصة “حبايبنا”، التي توفر للعائلات التي تواجه ظروفاً مشابهةً في المنطقة المحتوى والدعم المتخصص باللغة العربية.
أما “تندا” فهي عبارة عن منصة للحلول المالية التي ترتكز على الحاجة لمنتجات مصرفية بديلة في منطقة تتسم بدرجة مرتفعة من الإقصاء المالي. وبالنسبة لمؤسسة المنصة، زينة خروف، فقد وجدت أن الافتقار العام للخدمات المالية في العالم العربي يعوق من قدرة النساء على الوصول إلى الخدمات المالية. تعمل المنصة على تقديم يد العون للنساء غير المخدومات والمستضعفات في سبيل تطوير ثقافتهن المالية والمشاركة في الأنشطة المالية النظامية.
أما “فيتلي”، فهي عبارة عن منصة تتعلق بالصحة واللياقة البدنية وتهدف لجعل الحياة الصحية أكثر بساطةً ومتاحةً وأكثر راحةً بجميع الطرق. وقد قامت سوار الخالد بتأسيس المنصة عقب معاناتها لأعوام عدة في سبيل العثور على المعدات والملحقات الضرورية لبناء نمط حياة صحي والمحافظة عليه، لذا فقد قررت تطوير طرق بديلة لجعل بحثها أكثر سهولةً. تمثل المنصة محطة تسوق واحدة وتساعد مستخدميها على العثور على أفضل خبراء التغذية واللياقة وحجز المواعيد معهم.
فيما مشروع “خبرتي” هو عبارة عن سوق رائد للخبرات الرقمية والذي يضمن المطابقة الناجحة بين الاستشاريين والمستشارين المتخصصين المناسبين مع أولئك الباحثين عن الدعم الاستشاري، بطريقة كفؤة. تتمتع مؤسسة الموقع، عبير قمصية، بخبرات واسعة في مجال التنمية البشرية، والتخطيط الاستراتيجي، والتطوير التنظيمي. وتركز عبير في عملها الخيري على تقديم المساعدة للنساء والشباب كي يصبحوا قادة أعمال في مختلف القطاعات، إيماناً منها بأن النساء والشباب يمثلون القوى العاملة في المستقبل وذلك عندما يتم تمكينهم وإعطاؤهم القدر الكافي من المعرفة وتطوير المهارات طوال مسيرتهم المهنية.
*كميل اختصاصي أول في شؤون القطاع الخاص
**قناديلو خبير الابتكار وريادة الأعمال
التعليقات مغلقة.