رقمنة
*الدكتور عزام سليط
في السنوات الأخيرة، شهدت الحكومات توجهًا واسعًا نحو التحول الرقمي، غير أن تعدد المنصات الإلكترونية التي يتعامل معها المواطن أصبح من أبرز التحديات التي تُضعف فعالية هذا التحول.
وحين يُضطر الفرد إلى استخدام عدة مواقع وتطبيقات لكل جهة حكومية على حدة، يواجه تشتتًا في الإجراءات وضياعًا للوقت بين التسجيلات المتكررة وكلمات المرور المختلفة، إلى جانب تفاوت كبير في جودة الخدمات وواجهات الاستخدام. كما يؤدي هذا التعدد إلى ازدواجية في إدخال البيانات، وزيادة احتمالات الخطأ، فضلًا عن التكلفة العالية التي تتحملها الدولة في تطوير وصيانة أنظمة متفرقة.
وفي المقابل، يمثل توحيد الخدمات الحكومية ضمن منصة رقمية واحدة نقلة نوعية في علاقة المواطن بالمؤسسات العامة. فهذه الخطوة تضمن سهولة الوصول إلى الخدمات من مكان واحد، وتعزز التكامل بين الجهات الحكومية، مما يختصر الإجراءات ويُسرّع إنجاز المعاملات.
وتساهم المنصة الموحدة في رفع كفاءة البيانات وتحسين عملية اتخاذ القرار، إلى جانب تقليل التكاليف وتعزيز الشفافية.
باختصار إن بناء نظام حكومي رقمي متكامل لا يختصر الجهد والوقت فحسب، بل يعكس أيضًا نضجًا إداريًا ورؤية حديثة تضع راحة المواطن في صميم التطوير الحكومي.
*وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأسبق
