رقمنة
عقدت هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، ورشة عمل معرفية متخصصة بعنوان “التحول الذكي في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد”، وذلك في مقر الهيئة، بمشاركة وحدات إنفاذ القانون ووحدات التكنولوجيا في الهيئة.
وقدّم الورشة المهندس هاني البطش، رئيس لجنة الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني في جمعية مهندسي الاتصالات والحاسبات في نقابة المهندسين الاردنيين، وبالتعاون مع الجمعية الأردنية للتوعية بحماية البيانات، التي تُعد إحدى الجهات الوطنية الفاعلة في تعزيز ثقافة الخصوصية والوعي الرقمي وحماية المعلومات.
وركزت الورشة على تمكين كوادر الهيئة من فهم الاتجاهات العالمية في توظيف التقنيات الذكية لمكافحة الفساد، والتحول من الرقابة اللاحقة إلى التحليل الوقائي، مستعرضة تجارب دول متقدمة مثل سنغافورة وإستونيا وكوريا الجنوبية.
وتناول البرنامج محاور عملية تشمل:
• تحليل الشكاوى والمعاملات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الطبيعية (NLP).
• الكشف المبكر عن تضارب المصالح عبر الربط الذكي بين قواعد البيانات.
• أنظمة التنبيه الفوري لمراقبة السلوك المالي والإداري.
• تحليل الشبكات والعلاقات لاكتشاف الأنماط الخفية للفساد المؤسسي.
• أدوات المراقبة الإعلامية وقياس السمعة الرقمية للمؤسسات.
كما ناقشت الورشة إعادة تعريف المهارات المطلوبة لوحدات إنفاذ القانون، وتطوير القدرات التحليلية والرقمية لدى الموظفين، إضافة إلى استعراض مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي لضمان العدالة والشفافية وحماية البيانات الحساسة.
وفي الجزء الختامي، قدّم المهندس هاني البطش خارطة طريق أولية لتفعيل الذكاء الاصطناعي في الهيئة، تضمنت خمس مراحل رئيسية: تقييم جاهزية البيانات، إنشاء وحدة بيانات وتحليل ذكي مرتبطة بالإدارة العليا، تنفيذ مشروع تجريبي، بناء شراكات استراتيجية، وتبنّي إطار وطني لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الفساد.
وأوصى المشاركون بإطلاق “برنامج النزاهة الذكية” كمنصة مؤسسية داعمة للرقابة الاستباقية وتعزيز الشفافية، مؤكدين أهمية استمرار التعاون مع الجهات الوطنية ذات الخبرة، وفي مقدمتها الجمعية الأردنية للتوعية بحماية البيانات.
وتأتي هذه الورشة ضمن جهود الهيئة للارتقاء بآليات العمل الرقابي والتحقيقي، وتطوير منظومة متكاملة تعتمد على البيانات والتكنولوجيا، بما يعزز ثقة المواطنين ويرسخ قيم النزاهة في المؤسسات العامة.
