
رقمنة
نظمت وزارة الثقافة والمركز الثقافي الملكي، بالتعاون مع شركة القبة السماوية للتنمية والتطوير، اليوم الثلاثاء، ورشة عمل علمية بعنوان “تكنولوجيا الفضاء والتطبيقات الذكية: حلول مبتكرة لمواجهة التغير المناخي وتعزيز الأمن الغذائي في الأردن”.
وتأتي الورشة في إطار الجهود الوطنية الهادفة إلى دعم الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية، وتعزيز التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الحيوية، بحضور عدد من الأعيان والنواب وكبار ضباط القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، إلى جانب خبراء ومهندسين وطلبة جامعات مهتمين بعلوم الفضاء والاستشعار عن بعد.
وقدمت الخبيرة في تكنولوجيا الفضاء والذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد المهندسة هيلانه النجار، عرضا علميا تناول أحدث التقنيات الفضائية وتطبيقاتها الذكية في مجالات الزراعة والمياه والبيئة، ودور الأقمار الصناعية والرادارات الجوية والطائرات المسيرة (الدرون) في رصد التغيرات المناخية، وتحليل الغطاء النباتي، ومراقبة الموارد المائية، وتطوير نظم الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية، من خلال دمج تقنيات الفضاء مع الذكاء الاصطناعي.
وتطرقت النجار إلى تجارب أردنية رائدة في هذا المجال، منها مشروع الإدارة الذكية للمزارع باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومبادرات مراقبة الغابات والحرائق عبر صور الأقمار الصناعية، مؤكدة أن الفضاء بات أداة رئيسية لدعم التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.
واستعرضت أبرز التحديات المناخية التي تواجه الأردن، وفي مقدمتها شح المياه وتدهور الأراضي الزراعية والتصحر، مشيرة إلى أن تكنولوجيا الفضاء قدمت حلولا مبتكرة للتعامل مع هذه التحديات، من خلال تحليل التغيرات البيئية والتنبؤ بمخاطر الجفاف والحرائق وتحديد مناطق الإجهاد المائي، إضافة إلى تعزيز كفاءة استخدام المياه عبر تقنيات الري الذكي والزراعة الدقيقة، ودعم اتخاذ القرار المبني على البيانات العلمية.
وأشارت إلى أهمية الزراعة المناخية الذكية في تحسين إنتاجية المحاصيل وترشيد استهلاك المياه، مؤكدة أن دمج الذكاء الجيومكاني (GeoAI) مع بيانات الأقمار الصناعية يمثل نقلة نوعية في إدارة الموارد الحيوية.
وفي ختام الورشة، دار نقاش موسع بين المشاركين حول آفاق تطوير قطاع تكنولوجيا الفضاء في الأردن ودوره في دعم الزراعة والبيئة والاقتصاد الوطني.
وخرجت الجلسة بعدد من التوصيات أبرزها، إنشاء هيئة أردنية موحدة للفضاء لتنسيق الجهود الوطنية، وإعداد الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2025–2035 وربطها بأهداف التنمية المستدامة، وإدخال برامج أكاديمية متخصصة في هندسة الفضاء والاستشعار عن بعد، ودعم الشركات الناشئة العاملة في مجال البيانات الفضائية والذكاء الاصطناعي الزراعي، وتعزيز مشاركة الشباب والطلبة في المسابقات والمؤتمرات الفضائية الدولية.
(بترا)