هل تحل أدوات الذكاء الاصطناعي محل المبرمجين
رقمنة
مع تزايد سيطرة الذكاء الاصطناعي على مهام البرمجة،بدأ بعض خبراء الصناعة بإعطاء الأولوية لمهارات أخرى ، ويتساءل الكثيرون عن فائدة تعلم البرمجة إذا كان الذكاء الاصطناعي قادراً على ذلك ، كما ان أدوات مثل ChatGPT قادرة على توليد الشيفرة البرمجية، فلماذا نهتم بتعلم البرمجة أصلًا؟
ولا تزال أدوات الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى مبرمجين، ذلك أن الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وعلم البيانات، كلها مبنية على البرمجة. للعمل مع الذكاء الاصطناعي، ستحتاج إلى معرفة لغات البرمجة.. حتى الحوسبة السحابية، وإدارة قواعد البيانات، والأتمتة تتطلب البرمجة.
وبالتالي، فمن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي إلى تحسين البرمجيات، تعد البرمجة جوهر الصناعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. كما يدمج تطوير الويب والتطبيقات أدوات الذكاء الاصطناعي، إلا أن البرمجة تبقى أساسيةً للاستفادة منها على أكمل وجه .
ويشير أستاذ علم الحاسوب وخبير الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في السيليكون فالي كاليفورنيا، الدكتور حسين العمري، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أنه ورغم التقدّم اللافت في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يعمل بمعزل عن البرمجة، بل يقوم عليها في جوهره ويعتمد على المبرمجين في كل مرحلة من مراحل تطويره.
وقد صرّحت العديد من الشركات التقنية الكبرى بأن نسبة كبيرة من الشيفرات البرمجية تُنتَج حالياً باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن ذلك لم يُلغِ دور المبرمج البشري، ولن يُلغيه في المستقبل القريب.
كما اصبح الذكاء الاصطناعي أشبه بمساعد ذكي يُنجز المهام التكرارية والمملة، مما يمنح المبرمجين مساحة أكبر للتركيز على الإبداع، وصياغة الخوارزميات، وحل المشكلات المعقّدة.
ويضيف ان الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى مبرمجين.. فالذكاء الاصطناعي ليس كياناً مستقلاً، بل هو نتاج لتقنيات معقدة وخوارزميات تحتاج إلى من يُصمّمها، يُطوّرها، ويُراقب أداءها.. كما أن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يتطلب إتقان لغات برمجة مثل Python، وامتلاك فهم عميق لهندسة البيانات، الخوارزميات، وتصميم الأنظمة الذكية. لذا، فالمبرمج اليوم ليس فقط كاتبًا للأكواد، بل مهندسًا للذكاء”.
وشدد على أن أدوات مثل GitHub Copilot وChatGPT صحيح أنها سهّلت عملية البرمجة، ووفّرت للمطورين مساعدين ذكيين، إلا أن هذه الأدوات لا تستبدل الإنسان، بل تعزّز إنتاجيته، فهي لا تفهم السياق الكامل للمشاريع، ولا تستطيع اتخاذ قرارات منطقية أو أخلاقية، وهي بحاجة لمن يُوجّهها ويفحص نواتجها.
كما أن كثيراً من أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة للمستخدمين والمطورين تتطلب إلماماً بالبرمجة لتخصيصها أو دمجها مع أنظمة أخرى، مما يجعل البرمجة بوابة لفهم وتوظيف هذه الأدوات بفعالية.
واضاف العمري ان المهارات الهجينة تقود سوق العمل لان هذا السوق يبحث عن المبرمج الذي يجمع بين البرمجة وفهم الذكاء الاصطناعي – مبرمج قادر على تطوير تطبيقات تعتمد على الرؤية الحاسوبية، معالجة اللغات الطبيعية، تحليل البيانات الضخمة، أو حتى أتمتة الأنظمة الصناعية باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وببين ان هذا يشير إلى أن تعلم البرمجة لا يفقد أهميته، بل يزداد قيمة في ظل الذكاء الاصطناعي ، وان الأدوات الذكية تغيّر شكل وطريقة البرمجة، لكنها لا تُلغي الحاجة إلى المبرمجين ، وان من يتقن البرمجة ويفهم الذكاء الاصطناعي سيكون في صدارة سوق العمل المستقبلي ، لافتا الى ان الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، لكن المبرمجين هم من يصنعونه.
سكاي نيوز عربية
التعليقات مغلقة.