التحول الرقمي الحكوميجامعات ومدارس

“منصة الوطني للمناهج”….. هل تحقق نقلة نوعية في مسار تطوير التعليم؟

رقمنة

فيما أطلق المركز الوطني لتطوير المناهج، منصة إلكترونية عبر موقعه، مخصصة لاستقبال الملاحظات والاقتراحات حول الكتب والمناهج الدراسية منذ مرحلة رياض الأطفال  وصولًا إلى الصف الـ12، أكد خبراء في التربية، أنها نقلة نوعية لتطوير التعليم، وترسخ مبدأ الشراكة الفاعلة بين أطراف العملية التعليمية. 

وبينوا في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، أن المنصة تحمل أبعادا إستراتيجية لإرساء نموذج وطني متكامل لتطوير المناهج والكتب المدرسية تقوم على المشاركة والشفافية والمواءمة مع المستجدات، بما يسهم في الارتقاء بجودة التعليم، وبناء جيل قادر على مواكبة تحديات المستقبل.
ولفتوا إلى أن هذه المنصة، خطوة رائدة لتعزيز جودة التعليم، تمنح الطلبة فرصة التعبير عن آرائهم، ما يعزز شعورهم بالتمكين، ويجعل المناهج أكثر ارتباطًا بواقعهم وتنوعًا في أساليب التعلم. 

وأوضحوا أن ضمان نجاح المنصة يتمثل بمأسستها وحوكمتها، كونها ستفتح الباب أمام أطراف العملية التربوية والتعليمية، بتقديم آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم، والمشاركة الفاعلة بصناعة القرار التربوي، شريطة دراسة وتوظيف هذه التغذية الراجعة في تصميم المناهج، وتطويرها لضمان مواكبة المناهج للتطورات العلمية والتربوية والتكنولوجية، وتعزيز قدرتها على تنمية قدرات الطلبة وإعدادهم لمتطلبات المستقبل، والارتقاء بجودة التقييم والتطوير، ما سينعكس على رفع كفاءة مخرجاته.

وبين المركز في بيان صحفي حصلت “الغد” على نسخة منه أخيرا، أن المركز يهدف عبر هذه الخطوة لإشراك أطراف العملية التربوية والتعليمية من معلمين ومعلمات، وأولياء أمور، وطلبة، وخبراء في التربية، في رحلة تطوير مستمرة للمناهج، بما يضمن مواءمتها للاحتياجات الوطنية والطلبة ومواكبتها للتطورات العلمية والتربوية.

وأكد المركز في بيانه أن ما يرد من آراء ومقترحات عبر المنصة، ستدرسه فرق التأليف المتخصصة بعد التحقق منها، لضمان أخذ التغذية الراجعة، ومعالجة الملاحظات وتطوير المحتوى التعليمي، بما يسهم بتعزيز جودة التعليم، ورفع كفاءة مخرجاته، وإعداد جيل قادر على مواكبة التغيرات والتحديات المستقبلية، داعيا المعنيين بالعملية التربوية للدخول إلى المنصة، والمشاركة فيها لتعزيز جودة المناهج والارتقاء بمخرجات التعليم.

تطوير الأنظمة التعليمية
الخبير التربوي د. محمد أبوغزلة، قال إن المنصة تنسجم مع التوجهات العالمية لتطوير الأنظمة التعليمية، وتلبي الدعوات التي تطالب ببناء أنظمة تعليمية مرنة، قادرة على الاستجابة للتحولات السريعة في المعرفة والتكنولوجيا، وهي تنطلق من المسؤولية المشتركة للجميع عن هذا النظام بصفتهم شركاء أساسيين بتطويره، وتعظم الشراكة المجتمعية بين أطراف العملية التربوية في التشارك بالتطوير، بما يسهم بربط المناهج الدراسية بالواقع التعليمي والاجتماعي، وضمان استجابتها لاحتياجات المتعلمين والاحتياجات الوطنية.

 
وبين أبوغزلة أن دعوة المشاركة للفئات المختلفة، انطلقت من أن المعلمين والمعلمات يمثلون العمود الفقري للتطبيق الفعلي للمناهج، وهم الأقدر على رصد نقاط القوة والضعف في الممارسة الصفية، كما جاءت دعوة مشاركة أولياء الأمور، لأنهم من يلمس أثر المناهج على تعلم أبنائهم، ويعرفون احتياجاتهم. أما دعوة مشاركة الطلبة فجاءت لأنهم يشكلون المستفيد المباشر من العملية التعليمية، فضلاً عن دعوة الخبراء والباحثين التربويين للمشاركة بإبداء الرأي وتقديم تغذية راجعة، كي يوفروا خبرة علمية وتربوية، تضمن تطوير المناهج، وفق أعلى المعايير المهنية.

ورأى أبوغزلة، بأن هذه الخطوة نقلة نوعية مباشرة في آليات عمل المركز، وتختلف في الأدوات وطبيعة المشاركة وتنوع فئاتها، فما كان يجري خلال تجريب الكتب أخذ التغذية الراجعة من مصدر واحد أو اثنين فقط وبشكل غير مباشر.

 
ولضمان نجاح هذه الخطوة، بحسبه، يجب مأسستها وحكومتها كي تفتح الباب أمام مختلف أطراف العملية التربوية لتقديم آرائهم ومقترحاتهم وملاحظاتهم، والمشاركة الفاعلة بصناعة القرار التربوي، شريطة دراسة وتوظيف التغذية الراجعة بتصميم المناهج وتطويرها، لضمان مواكبة المناهج للتطورات العلمية والتربوية والتكنولوجية الحديثة، وتعزيز قدرتها على تنمية مهارات وقدرات الطلبة وإعدادهم لمتطلبات المستقبل، وتعزيز جودة التقييم والتطوير، ما سينعكس على جودة التعليم ورفع كفاءة مخرجاته لتلبية احتياجات السوق.

وأكد أبو غزلة أن إطلاق المنصة يجب ألا ينظر إليها فقط كأداة تقنية، بل يجب النظر إليها على أنها مدخل إستراتيجي لترسيخ ثقافة الحوار والمساءلة التعليمية والتطوير المستمر في النظام التعليمي، انطلاقا من المسؤولية المشتركة التي أشرنا إليها بإشراك أصحاب المصلحة بوضع السياسات التعليمية وتنفيذها.

ولفت إلى أن دولا متقدمة تعليميا لديها مناهج وطنية أو دولية متعددة، أو عرقيات متعددة، تبنت آليات في المشاركة بتطوير المناهج، إذ اعتمدت على المجالس المحلية والمنصات الرقمية كقنوات تفاعلية لإشراك المعلمين وأولياء الأمور والطلبة بمراجعة المناهج وتحديثها باستمرار، وأكدت ممارستهم بأن هذا الأمر عزز من حوكمة التعليم وفاعلية السياسات التربوية ومتابعة تنفيذها وتقويمها، ورسخ الثقة بين المجتمع والمؤسسات التعليمية.

وأشار أبوغزلة إلى أن المنصة يجب أن تحمل أبعادا إستراتيجية لإرساء نموذج وطني متكامل لتطوير المناهج تقوم على المشاركة والشفافية والمواءمة مع المستجدات، بما يرتقي بجودة التعليم، وبناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، بخاصة في ظل الحاجة المطالبات المجتمعية المتكررة للمشاركة في تطوير المناهج والكتب المدرسية لتعزيز صلتها بواقع المتعلمين، وجعلها أكثر قدرة على تلبية متطلبات التنمية. 

كما أن توسيع المشاركة، سيجنبها كثيرا من الاحتجاجات والتدخلات غير العلمية، بخاصة وأن تطوير المناهج، عملية ديناميكية تشاركية تتأثر بالتغذية الراجعة من الميدان ومن المتأثرين به، وتخضع لتحديثات مستمرة، تراعي التطورات العلمية والتكنولوجية، وفق أبوغزلة. 

شراكة أطراف العملية التعليمية
الخبيرة التربوية د. نجوى القبيلات، أكدت أن المنصة، نقلة نوعية في مسار تطوير التعليم، إذ ترسّخ مبدأ الشراكة الفاعلة بين أطراف العملية التعليمية. وهي تفتح قناة تواصل مباشرة ومرنة بين المعلمين والمشرفين التربويين والطلبة وأولياء الأمور والمركز، بما يتيح نقل الخبرات والملاحظات من قلب الغرفة الصفية إلى صانعي القرار، بعد أن كانت هذه الآراء سابقًا تمر عبر قنوات إدارية طويلة قد تُضعف أثرها وتؤخر الاستجابة لها.

وأشارت إلى أن أهمية المنصة تتمثل بتعزيز روح الانتماء والشراكة لدى المعلمين بوصفهم شركاء حقيقيين بصياغة المنهاج وتطويره، ما يرفع من دافعيتهم للتنفيذ والإبداع في الصف. وتمنح الطلبة وأولياء الأمور، فرصة للتأثير الإيجابي في العملية التعليمية، ليصبحوا عناصر فاعلة بتحسين جودتها وفاعليتها، وبذلك تتحول لأداة إستراتيجية لتغذية المناهج بآراء وخبرات ميدانية، وتضمن الاستجابة لاحتياجات المجتمع ومواكبة متطلبات المستقبل.

تقديم التغذية الراجعة حول المناهج
أكد مدير إدارة الامتحانات والاختبارات بوزارة التربية والتعليم سابقا علي حماد إن المنصة، خطوة إستراتيجية نحو تعزيز التشاركية التربوية، إذ تمكّن المعلمين والمهتمين بالمناهج من إبداء رأيهم واستفساراتهم حول المناهج التي تصدر عن المركز وتقديم التغذية الراجعة حول المناهج. 

وبين حماد أن هذا التوجه يدل على الانفتاح وقبول النقد البناء من الزملاء المعلمين، وكذلك المهتمين في المناهج، لافتا إلى أنها خطوة تمنح الطلبة فرصة التعبير عن آرائهم. 

كما تسهم بتحسين تجربتهم التعليمية عبر محتوى أكثر تشويقًا وتفاعلية، وتدربهم على التفكير النقدي والتعبير المنهجي، أما المعلمون فتتيح لهم المنصة دورا فاعلًا كمطورين للمحتوى، عبر تقديم ملاحظات مهنية تضمن واقعية المناهج، وقابليتها للتطبيق داخل الصفوف الدراسية. كما تسهم بتحسين أدوات التقييم والتخطيط، وتعزز التواصل المباشر مع الجهات المطورة، ما يكرّس ثقافة التعاون والتحديث المستمر في البيئة التعليمية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تؤكد التزام المركز ديناميكية تستند للتغذية الراجعة الحيّة، وتلبي تطلعات المجتمع التربوي نحو تعليم أكثر جودة وفاعلية.

الغد – الاء مظهر 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى