مخاطر عديدة للهواتف الذكية… تعرف عليها وكيفية تجنبها
رقمنة
تسبب الهواتف الذكية الكثير من المشاكل الصحية والمخاطر للمستخدمين وذلك على الرغم من الفوائد الكبيرة لهذه الهواتف التي جعلت العالم عبارة عن قرية صغيرة، فيما يتساءل الكثير من المستخدمين عن ماهية هذه المخاطر وكيفية التغلب عليها.
وحسب تقرير نشره موقع «هيلث شوتس» الأمريكي، واطلعت عليه «القدس العربي» فإن للهواتف المحمولة الذكية ثمانية مخاطر صحية جدية، وهي مخاطر يتوجب على المستخدمين أن يتعرفوا عليها وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة سريعاً من أجل تجنبها والتغلب على آثارها.
وحسب التقرير فإن استخدام الهاتف المحمول يمكن أن يشكل مشكلة للصحة العامة، وذلك على الرغم من أهميته، وعلى الرغم من دخوله في كافة مناحي الحياة اليومية للناس.
وأورد التقرير ثمانية مخاطر يُسببها الهاتف الذكي، وهي كالتالي:
أولاً: إجهاد العين، حيث يمكن أن يؤدي التحديق في شاشة صغيرة لفترات طويلة إلى إجهاد العين أو ما يشار إليه عادة باسم «إجهاد العين الرقمي» أو «متلازمة رؤية الكمبيوتر».
وتصدر شاشات الهاتف المحمول ضوءاً أزرق، ما قد يسبب عدم الراحة في العينين، ويؤدي إلى أعراض مثل عدم وضوح الرؤية وجفاف العين والصداع وصعوبة التركيز. ووفقاً لدراسة نُشرت في المجلة الدولية للطب الوقائي، فإن مستخدمي الهواتف الذكية معرضون لخطر أعلى بنسبة 39.7 في المئة لألم العين وجفافها عندما يقضون وقتاً طويلاً على الشاشة مقارنة بالمستخدمين الآخرين.
ثانياً: آلام الرقبة، حيث عند إرسال الرسائل النصية أو المرور على وسائل التواصل الاجتماعي، يجلس المستخدم عادة في وضع منحني، وهذا يمكن أن يؤدي إلى حالة تُعرف عادةً باسم «رقبة الرسائل النصية». وهذا يحدث عندما تصبح عضلات رقبتك وكتفيك متيبسة أو مؤلمة بسبب دفع رأسك للأمام لفترات طويلة أثناء استخدام هاتفك. ويمكن أن تؤدي «رقبة الرسائل النصية» إلى ألم مزمن وحتى مشاكل طويلة الأمد إذا لم يتم معالجتها.
ثالثاً: اضطرابات النوم، حيث إن استخدام الهاتف المحمول قبل النوم أمر شائع، لكنه قد يكون أحد الأسباب التي تجعل الناس يعانون من اضطرابات النوم.
وتشير دراسة نشرتها مجلة «Nature and Science of Sleep» إلى أن استخدام الهاتف المحمول لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد إطفاء الأنوار يؤثر على جودة النوم، ويزيد من خطر النعاس أثناء النهار وتأخر النوم (الوقت الذي تستغرقه للنوم).
وتقول الدراسة إن «الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهاتف يتداخل مع إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم، وقد يؤدي هذا الاضطراب إلى صعوبة النوم أو يؤدي إلى نوم رديء الجودة». ويمكن أن يساعد تقليل استخدام الهاتف قبل النوم أو التبديل إلى الوضع الليلي في الحفاظ على دورة نوم صحية.
رابعاً: مشاكل القلب، حيث تم ربط استخدام الهاتف المحمول، وخاصة بالقرب من وقت النوم، بمشاكل القلب. وفي دراسة نُشرت في المجلة الكندية لأمراض القلب، وجد الباحثون أنه مقارنة بمستخدمي الهاتف المحمول غير المنتظمين، فإن التعرض المطول للهواتف المحمولة يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والخطر مرتفع بشكل خاص بين المدخنين والأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة مثل مرض السكري. وما على الشخص سوى أن يحاول تجنب استخدام الهاتف المحمول قبل النوم بساعة على الأقل.
خامساً: الإجهاد النفسي، حيث يعاني العديد من الأشخاص من التوتر والقلق بسبب الاستخدام اليومي للهاتف المحمول، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الحاجة المستمرة للبقاء على اتصال، سواء من خلال رسائل البريد الإلكتروني في العمل أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الإشعارات. وتقول خبيرة الطب الباطني الدكتور مانجوشا أجراوال: «يمكن أن تؤدي هذه العادة إلى زيادة مستويات مشاكل الصحة العقلية، ما يؤدي إلى أعراض مقلقة مثل التوتر والذعر والأرق وما إلى ذلك بمرور الوقت».
سادساً: ضعف الوظائف الإدراكية، فعلى الرغم من أن الهواتف المحمولة توفر وصولاً سريعاً إلى المعلومات، إلا أن الاعتماد المفرط عليها قد يضعف الوظائف الإدراكية. ويمكن أن تؤدي المقاطعات المستمرة من الإشعارات أو التبديل بين التطبيقات إلى تقليل قدرتنا على التركيز على المهام والعمل المهمين. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن التعرض لإشعاع المجال الكهرومغناطيسي للترددات الراديوية الناجم عن الهواتف المحمولة يرفع درجة حرارة الجسم الأساسية ويمكن أن يُضعف عمليات الإدراك، كما يمكن أن يؤدي هذا إلى أعراض مثل ضعف الذاكرة والنسيان وتشتيت الانتباه وعدم التحكم في الانتباه وما إلى ذلك.
سابعاً: اضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي، حيث يمكن أن يؤدي سوء الوضع المرتبط بالاستخدام المتكرر للهاتف المحمول إلى اضطرابات عضلية هيكلية مختلفة، تؤثر بشكل خاص على الرقبة والكتفين والظهر العلوي. وهذه الاضطرابات هي نتيجة لفترات طويلة من الانحناء أو البقاء في أوضاع غير مريحة أثناء استخدام هاتفك. ويمكن أن يؤدي هذا إلى عدم الراحة على المدى الطويل أو حتى حالات أكثر شدة، مثل الانزلاق الغضروفي. وتنصح الدكتورة أجراوال بالقول: «أدرج تمارين التمدد، وانتبه إلى وضعية الجسم، وخذ فترات راحة منتظمة لتخفيف بعض الضغوط ومنع مشاكل العضلات والعظام».
ثامناً: الإدمان، فقد يبدو الأمر مفاجئاً، لكن إدمان الهاتف المحمول أمر حقيقي، حيث أصبح الناس اليوم أكثر ارتباطاً بهواتفهم من أي وقت مضى، وغالباً ما يتحققون منها عشرات أو حتى مئات المرات يومياً. ويمكن أن يعطل هذا السلوك القهري الحياة اليومية والتفاعلات الاجتماعية وحتى الصحة العقلية. وتنص دراسة نُشرت في مجلة «Psychiatry Research» على أن إدمان الهاتف المحمول يشبه إدمان المواد من حيث تأثيره على نشاط الدماغ. وأظهر الأشخاص المدمنون على هواتفهم مستويات أعلى من القلق وكانوا يواجهون صعوبة في التركيز على المهام عندما لا تكون هواتفهم بحوزتهم.
القدس العربي
التعليقات مغلقة.