مؤسس “هواوي” يقلل من أثر قيود واشنطن على قطاع الرقائق في الصين

4

رقمنة 

قلّل مؤسس شركة “هواوي تكنولوجيز” رين تشنغ فاي من أثر القيود الأميركية على الصادرات إلى الصين، في مقابلة تصدرت الصفحة الأولى من صحيفة “الشعب” الرسمية، متناولاً واحداً من أبرز المواضيع الشائكة التي تُثقل كاهل مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين.
وقال رن، وهو من أبرز الشخصيات الاقتصادية في الصين، لصحيفة الحزب الشيوعي الرسمية، إنه لا يشعر بالقلق حيال مساعي واشنطن لقطع تدفق التكنولوجيا الأميركية إلى قطاع الرقائق في الصين. وأوضح أن الشركات المحلية يمكنها اللجوء إلى وسائل مثل تغليف الرقائق أو تكديسها لتحقيق نتائج مشابهة لتلك التي توفرها تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة.
كما أعرب عن ثقته في قدرة الصين على تحقيق اختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي والبرمجيات، خصوصاً في بيئة تتجه نحو المزيد من البرمجيات مفتوحة المصدر.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت قيوداً على برامج تصميم الرقائق للشركات الصينية، رغم أن واشنطن قد ترفع هذه القيود تبعاً لنتائج المحادثات الجارية.
توقيت مدروس وسط مفاوضات حساسة
يبدو أن توقيت نشر هذا المقال البارز قد جاء متعمداً ليتزامن مع اليوم الثاني من مفاوضات حساسة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تهدف إلى تهدئة التوترات بشأن شحنات التكنولوجيا والعناصر الأرضية النادرة.
وتُبرز مشاركة وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك في المحادثات الأهمية البالغة التي باتت تكتسيها القيود على الصادرات في هذه المناقشات. وكان لوتنيك قد صرح بأن الصين غير قادرة على إنتاج كميات كبيرة من أشباه الموصلات المتطورة، في إشارة إلى أن القيود الأميركية تحدّ من تقدمها في هذا المجال.
“هواوي” تعتمد على تغليف الرقائق
يُقصد بـ تغليف الرقائق أو تكديسها مجموعة من التقنيات التي يتم فيها تجميع الرقائق معاً لجعلها أكثر قوة. وقد اعتمدت “هواوي” على هذا الأسلوب لصنع أقوى رقائق الذكاء الاصطناعي لديها لدى شركة “سيميكونداكتور مانيفاكتورينغ إنرناشيونال كورب” (Semiconductor Manufacturing International Corp)، في مسعى لتطوير رقائق متقدمة تضاهي تلك التي تنتجها شركة “إنفيديا”.
وخلال السنوات الماضية، تطورت “هواوي” من شركة مصنّعة لمعدات الاتصالات والهواتف الذكية، إلى واحدة من الشركات الوطنية الرائدة في الصين، مسجّلة تقدماً في مجالات أشباه الموصلات، والسيارات الكهربائية، والذكاء الاصطناعي.
كما أصبحت واحدة من أبرز أهداف واشنطن، وسط اتهامات متكررة للشركة بارتباطها مع بكين. وقد شددت الشركة مراراً على أنها شركة مملوكة للموظفين .
عودة قوية رغم القيود
يُعد رن، وهو ضابط سابق في جيش التحرير الشعبي، من أبرز الأصوات في قطاع التكنولوجيا منذ أن أدرجت إدارة دونالد ترمب الأولى شركته على ما يُعرف بـ”قائمة الكيانات” الأميركية.
وقد أدى ذلك الإجراء إلى تقليص حاد في قدرة “هواوي” على الوصول إلى التقنيات الأميركية، مما وجه في البداية ضربة قوية لأعمال الشركة، وسرّع من انسحابها من عدة أسواق رئيسية.
غير أن “هواوي” نجحت منذ ذلك الحين في استعادة حصتها السوقية في الهواتف الذكية، وطورت عملية تصنيع أكثر تقدماً مما توقعته الولايات المتحدة، كما بدأت في إحراز تقدم في أسواق البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية.
وفي ايار  قال الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، جنسن هوانغ، إن المنافسين الصينيين في مجال الذكاء الاصطناعي يملؤون الفراغ الذي تركه انسحاب الشركات الأميركية من السوق، وإن تقنيتهم باتت تزداد قوة.
المصدر: بلومبرغ

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد