مؤسس “نادي الإبداع-الكرك” حسام الطراونة يكتب لـ ” رقمنة” …… ” نادي الإبداع – الكرك”:  الضروره و الدور التنموي الوطني

23

رقمنة  

*م. حسام الطراونة

 

عادة ما يتم التعريف بنادي ” الابداع – الكرك”  على أنه المؤسسه التي تدرب، و تعلم الأطفال و الشباب في العلوم و التكنولوجيا  و الفنون و الرياده، هذه الكلمات تصف ما يقوم  به النادي اساساً ، لقد جرى توفير تعليم و تدريب لما يزيد على ( ٣٥) الف من المتدربين بالمجان منذ انطلاقة المؤسسة.

ولكن، بعيدا عن الارقام، وعلى صعيد الارتباط غير المباشر بهذا الوصف العام، الا ان هناك جانبين اساسين لا تجري مناقشتهما في العادة، ويرتبطان بعمل المؤسسة، وتاثير الريادة الاجتماعية بشكل عام على المجتمع والاقتصاد.  

ولإيضاح هذين الجانبين، سنطرح سؤالين هامين : هل وجود النادي ضروره أم ترف ؟ هل كل هذا الجهد يساهم في التنميه الوطنية ؟

وللإجابة على السؤالين، نحن نعرف جميعنا  أن الغالبيه العظمى من سكان الأردن هم من فئه الشباب ،ما يعني أن مجتمعنا الأردني هو مجتمع فتي، وهذه تعتبر ميزه نسبيه كبرى لمجتمعنا يجب أن توظف بإقتدار  لمزيد من التنميه بل لنهضه كبرى.

 بيد اننا نجد الواقع يخالف لهذه الميزه النسبيه ، فغالبيه العاطلين عن العمل من القوة العامله هي من الشباب ….!!! و من العاملين الشباب لا نكاد نجد  أحد في المراكز القياديه في  القطاع العام او حتى في القطاع الخاص او في النقابات او البلديات ….

 سيبقى الحال على ما هو عليه ما دمنا نكرر  في ندواتنا و اجتماعاتنا و خطاباتنا أن ( الشباب بناه المستقبل….!!!)….. لان هذه العبارة بمثابة اعتراف لا لبس فيه منا أن الشباب ليسوا ( بناه الحاضر)……. 

بهذه العبارة نحن لا نعترف بدور الشباب في الحاضر ، …. ثم نلومهم لماذا لا نرى دورهم …..!!! 

هنا علينا أن نسأل: هل نقوم فعليا بادوار وبرامج ومشاريع تؤهل شبابنا للقياده ؟ هل نقوم بتنمية مهاراتهم و قدراتهم العلميه و المهنيه و الفكريه والشخصيه ؟ هل ننمي ميولهم ؟ هل نحفزهم لاطلاق الطاقات الكامنه لديهم في عالم يسير بوتيره عاليه في التطور و  الإبداع  و الابتكار و الرياده و في عالم المعرفه، في عالم الذكاء الصناعي الذي غير بشكل جذري مفاهيم و اساليب التعليم؟.

 في عالم وفرة المعلومات و المعارف لم يعد يجدي أن يستمر التعليم التلقيني و حفظ المعلومات غيباً ، نعتقد بان على التعليم أن يعلم الطالب: كيف يفكر ، كيف يبدع، كيف يجد حلولاً، كيف يبتكر ، كيف يقود بعيدا عن كيفيات الحفظ.

ويضاف الى ذلك كله اننا لم نقدم لهؤلاء الشباب الرعايه الكافيه في مرحله الطفوله المبكره ولذلك تصبح المسأله اكثر تعقيداً.

في ” نادي الابداع – الكرك” حاولنا خلال السنوات الماضية ، و نجحنا في تقديم كل ذكرناه سابقا لتأهيل وتحضير الشباب والصغار للمستقبل وفي تغيير نهج التعليم.

هذا النادي ” الضروره” يكمل دوره التنموي الوطني حالياً في العمل الكبير الذي لا زلنا نقوم به بصمت و بلا ضجيج، و هو احتضان لخمسين شركه، مؤسسه،  منشأة تديرها خمسون سيده فاضله في محافظه الكرك لمشاريع مدره للدخل. 

قدمنا للسيدات صاحبات المشاريع التدريب المجاني على اداره المشاريع،التسويق الالكتروني،  المحاسبه….. و كل المهارات المهنيه لاداره المشروع الخاص.

 وقد علمت من المتدربات انهن حصلن على تدريب عالي المستوى، قدم لهن إضافات نوعيه و معرفه لم تخطر على بالهن على حسب تعبيرهن.

السيدات الخمسون من محافظة الكرك ينفذن مشاريع متنوعه في مجالات عديده مثل ؛ الصناعات الغذائيه  ، إنتاج قطع فنيه او لوحات فنيه و بيعها ، زراعه  مائيه ، منتجات البحر الميت للعنايه بالبشره ،مؤسسه لتدريب البرمجيات و الرقمنه، ستوديو،  حرف يدويه عاليه الجوده، مطعم،  تصميم و تصنيع ملابس و ملابس مهنيه، إنتاج الالعاب التعليميه، و غيرها من الأفكار الريادية.

وبعد ، نسأل : هل نستطيع إن نتطور، ننهض، ننمو ، نتقدم؟، وان نجد الحلول؟ ….  نعم نستطيع إن أردنا ذلك وصممنا عليه.

للتنويه، انطلق ” نادي الإبداع-الكرك” بميزانية صفر، وطاوله و خمس كراسي مستعمله في غرفتين بالإيجار.

* المؤسس والرئيس التنفيذي لـ ” نادي الإبداع-الكرك”

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد