عفانة: التعلم عملية لا تتوقف والحكيم من علّم وتعلّم

18

رقمنة

تؤمن سيدة الأعمال ووزيرة السياحة السابقة، سوزان عفانة، بأن عملية التعلم لا تتوقف عند عمر معين، أو تقتصر على فئة معينة من الناس، بل هي عملية مستمرة تلازمنا مدى الحياة، والحكيم من علّم وتعلّم حتى من أصغر أعضاء أسرته أو فريقه في العمل.
تروي عفانة التي خاطبت مجموعة من الطلبة افتراضياً ضمن جلسة حملة قادة الأعمال التي تنفذها سنوياً مؤسسة إنجاز، مسيرتها المهنية التي بدأتها من ميادين الإعلام مروراً بعالم الاتصالات فعالم السياسة وصولاً إلى تأسيس عملها الخاص، وجميعها – بحسب عفانة- كانت محطات “مهمة” في حياتها حيث أسهمت في إحداث فرق كبير في شخصيتها وعززت من خبراتها العملية والمهنية وطريقة تعاملها مع الأحداث والمواقف.
وتؤكد عفانة، أهمية التغيير والنظر إليه باعتباره شيئاً إيجابياً وعن ذلك تقول:” علمتني الحياة أن أتقبل التغيير وألا أخشاه لأننا ببساطة نزهر مع التغيير وتنمو وتتوسع مداركنا وتتطور خبراتنا ومعرفتنا بشكل مستمر، وأومن كذلك أنه ورغم صعوبة النهايات إلا أن البدايات وبكل ما تحمله من تحديات تكون دائماً جميلة، وهذه هي حال مسيرتي المهنية، كل مرة كنت أترك عملاً أحبه يلهمني الله لأن أثابر واجتهد لأخلق فرصة ملائمة فأحصل على عمل جديد يكون أكثر متعة “.
وتضيف عفانة “بيد المرء أن يصنع مستقبله بشكل أفضل متجاوزاً كل التعقيدات التي قد تفرضها الظروف علينا، فعلى سبيل المثال رغم صغر سني كنت الأولى بين طلاب صفي، وتخرجت بمعدل 94، وكان حلمي وشغفي أن أدرس الصحافة في جامعة اليرموك إلا أن أهلي رفضوا فكرة على ابتعادي عنهم، فدرست اللغة الإنجليزية في الجامعة الأردنية، ثم عملت محررة أخبار في القناة الإنجليزية في التلفزيون الأردني، ومراسلة أخبار اقتصادية وسياسية، وتشرفت أن كنت من ضمن الوفود الإعلامية التي رافقت جلالة الملك حسين رحمه الله وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله في سفراتهما الرسمية”.
وقالت عفانة “انتقلت مع الوفد الإعلامي الذي يرافق الملك الحسين لتغطية الأخبار الإنجليزية من العواصم العالمية، وقمت بتغطية مفاوضات السلام الجارية بين الأردن وإسرائيل آنذاك، وزرت فلسطين والقدس عدة مرات لتغطية عملية السلام”.
وبفضل مثابرتها واجتهادها وخبرتها التلفزيونية، تسلمت عفانة رئاسة الأخبار، وإدارة المحطة الفضائية الأردنية، بعمر الـ 29 عاما، وكانت حينها أصغر مديرة محطة في العالم العربي، وثاني سيدة في هذا المنصب، مشيرة إلى أنها تركت العمل في التلفزيون الأردني العام 2001 لتنتقل للعمل مع قناة MBC، بين دبي وعمّان، ثم غطت الحرب الثانية من العراق.
بعد ذلك، تشرّفت عفانة بتكليفها من قبل جلالة الملكة رانيا العبدالله، عضواً في اللجنة التنفيذية لقمة المرأة العربية، حيث قادت الجهود لإنشاء شبكة الإعلام العربي وأطلقت حملة إعلامية حائزة على جوائز لتمكين المرأة العربية، حيث تم بث هذه الحملة على أكثر من 25 قناة عربية وشاهدها ما يقرب من 100 مليون مشاهد في جميع أنحاء العالم العربي.
وعلى مدار سبعة أعوام، شغرت عفانة منصب مسؤولة الاتصال والاعلام والمسؤولية الاجتماعية في شركة زين، التي تعد واحدة من أفضل خمس علامات تجارية في الشرق الأوسط، حيث كانت عفانة جزءًا من الفريق الأساسي الذي أنشأ علامة زين التجارية وأعاد تسمية العلامة التجارية للعمليات في 24 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقد أدت جهودها لإنشاء برنامج مستدام للمسؤولية الاجتماعية، إلى حصول شركة زين على وسام الحسين للعطاء من الدرجة الأولى قبل جلالة الملك عبد الله الثاني.
وترى عفانة، أن تأسيسها قبل نحو 10 سنوات لشركة Advvise المتخصصة في استشارات تطوير الأعمال والعلاقات العامة، يُعد انعطافاً هاماً في حياتها، إذ أضاف لها المزيد من الخبرات وأثرى مسيرتها المهنية، فالشركة التي تمكنت خلال فترة قياسية من ترسيخ مكانتها في السوق المحلي لتصبح واحدة من أبرز الشركات العاملة في هذا المجال، عملت مع منظمات وعلامات تجارية وشركات عالمية، ومؤسسات مصرفية وشركات كبرى محلية.
وحول الإحباطات التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية، تؤكد عفانة أنها تفضل أن تسميها تحديات وهو أمر طبيعي أن يواجه المرء في عمله تحديات تجعل منه شخصية أفضل وأقوى، فعلى سبيل المثال فرضت عليها ظروف عملها من مراسلة لقنوات عالمية وكثرة السفر والتنقل إلى تغيير هذه الوظيفة لأجل أطفالها وأسرتها فانتقلت إلى قطاع الاتصالات الذي تركت فيه بصمات مميزة.
وأكدت عفانة للطلاب أهمية دخول مجالات لا يكون فيها منافسة كبيرة، إذ سيكون من الأسهل التفوق والتقدم فيها، ولا يكون ضغطا كبيرا، خصوصا أن العالم بات قرية صغيرة، لذا يجب أن تكون لديهم مهارات مختلفة.
وحول المهارات الواجب على الطلبة اكتسابها، شددت عفانة على أننا نعيش حالياً في عصر التحول الرقمي الذي يقتضي اتقان مهارات البرمجة والحوسبة، إضافة إلى تعلم اللغات وعلى رأسها اللغة الإنجليزية التي تفتح مجالات عمل واسعة لمتقنيها.
وفي ختام الجلسة، وجهت عفانة 3 نصائح للطلبة، و الموازنة بين حب العمل والشغف به وبين العائلة والأهل، والقناعة التي تعد مفتاحاً للسعادة، مشددة على التطوع والعطاء دون مقابل.
يُذكر أن حملة قادة الأعمال هي إحدى برامج مؤسّسة إنجاز التي أطلقتها المؤسّسة العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفّذها إنجاز للسنة الثالثة عشر على التّوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني وتم إطلاق الحملة هذا العام بالتعاون مع مشروع دعم الفرص الاقتصادية للمرأة في الأردنLEAP التابع للحكومة الكندية، وبشراكة إعلاميّة مع صحيفة الغد وراديو هلا.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد