
رقمنة – ابراهيم المبيضين
قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، سامي سميرات، اليوم الثلاثاء، إنّ الوزارة نجحت حتى اليوم برقمنة 80% من الخدمات الحكومية، أي ما يعادل 1920 خدمة حكومية ، مؤكدا التزام الحكومة برقمنة 100% من الخدمات نهاية العام المقبل 2026 وتطوير مستمر لكافة الخدمات بحيث تكون رقمية بالكامل خلال المرحلة المقبلة.
وقال سميرات أن الخدمات الحكومية الجديدة التي ستطلق وتقدم بعد 2026 ستكون رقمية منذ بداية الاطلاق.
وأوضح سميرات، خلال لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام بعنوان (التكنولوجيا الحكومية) في منتدى التواصل الحكومي، أن الحكومة تعمل ايضا على إعادة هندسة إجراءات الخدمات التي جرى رقمنتها سابقًا وتحسينها وتطويرها متوائمة ايضا مع المستجدات التقنية الحديثة.
وأضاف خلال اللقاء ، الذي حضره امين عام وزارة الاتصال الحكومي الدكتور زيد النوايسة ، أن الهدف من هذه الرقمنة هو تحسين مستوى الخدمات المقدمة وتقليل الاعتماد على العنصر البشري.
وقال الوزير ان الحكومة حاليا تعمل بجد على تحديث تطبيق ” سند” الحكومي بشكل يحسن تجربة المستخدم، ويقدم الخدمة بشكل سهل وسريع، لافتا الى ان الاطلاق الجديد للنسخة المحدثة من ” سند” ستكون خلال وقت قريب.
وتابع أن الحكومة حريصة على تطويع الذكاء الاصطناعي في العمل والمشاريع الحكومية، مشددا على أن من لا يمتلك أدوات الذكاء الاصطناعي ولا يعرف استخدامها لن يتمكن من المنافسة مستقبلا.
واوضح ان الحكومة درّبت حتى الآن 9 آلاف موظف على الذكاء الاصطناعي وأدواته وتقنياته المختلفة.
وأضاف سميرات ان مشروع توعية وتدريب موظفي الحكومة على الذكاء الاصطناعي شمل حتى الآن مئة مؤسسة حكومية، والعمل به مستمر بهدف رفع مستوى الموظف الحكومي بمفاهيم وأدوات الذكاء الاصطناعي وتوعيته وزيادة مهاراته في هذا المجال.
وفي حديثه عن الذكاء الاصطناعي ، ضرب الوزير مثلا كيف تعمل الحكومة من خلال وزارة التربية والتعليم على تطويع الذكاء الاصطناعي في خدمة العملية التعليمية عندما اطلقت العام الحالي المساعد الذكي التعليمي “سراج”، ,مشروع المنصة الوطنية الموحدة لإدارة المعلومات التربوية والتعلم الإلكتروني والتي تحمل اسم “أجيال”.
واعتبر منصة ” اجيال” مشروعا وطنيا هاما وخطوة هامة لدعم التحول الرقمي في القطاع التعليمي حيث وظفت المنصة الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات تعلم تفاعلي، شخصي، وموجه حسب احتياجات كل طالب، كما تتيح للمعلم أدوات تخطيط وتقييم ومتابعة مبنية على البيانات والتحليلات الذكية، إضافة إلى كونها تعزز إنتاج المحتوى الرقمي الوطني وتوفره بصورة منظمة وآمنة وسهلة الوصول، وتشكل بيئة تعليمية مستدامة، قابلة للتطوير، ومؤهلة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب.
النوايسة : الحكومة تسعى لبناء منظومة رقمية كاملة
وقال أمين عام وزارة الاتصال الحكومي زيد النوايسة، إنّ الحكومة تسعى إلى بناء منظومة رقمية متكاملة تقوم على بنية تحتية متطورة وتنظيم فعّال للبيانات، وتطوير الخدمات الحكومية، مشيرا الى أن الأردن تقدم مؤخرا 10 مراتب في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية لعام 2025، مؤكدا أن مسار التحول الرقمي الحكومي يسير بخطوات ثابتة ومدروسة.
وبين أن التحول الرقمي مسار استراتيجي حكومي لتحسين جودة الخدمات وتسهيل وصول المواطنين إلى الخدمات الحكومية، لافتا الى ان الجهود الوطنية متواصلة نحو تعزيز التحوّل الرقمي، وتطوير الخدمات الرقمية، بما يُسهم في رفع كفاءة أداء القطاع العام وتحسين حصول المواطنين على الخدمات الحكومية.
وعلى صعيد متصل استعرض سميرات ابرز انجازات الوزارة في التحول الرقمي خلال الشهور الماضية وقال إن الحكومة انتهت من إطلاق جواز السفر الإلكتروني، والبوابات الإلكترونية في مطار مدينة عمّان، ومركز الصحة الرقمية، ومنصة المطاعيم الوطنية، وتطوير أنظمة جديدة حول تبليغ المواليد والوفيات بالربط مع جميع المستشفيات وإتاحتها للأردنيين وغير الأردنيين، ومخالفات التدخين، والاستعلام عن التأمين ضد السرطان.
واشار الوزير الى إطلاق منصة «تواصل»، ورقمنة جائزة سمو ولي العهد لأفضل تطبيق حكومي، إضافة إلى إطلاق منصة “خيرات الدار” لتسويق منتجات سيدات المنازل، وتدريبهن على ترويج منتجاتهن وتوفير خدمات التوصيل.
وأضاف إنه تم وضع استراتيجية لمحطات المستقبل بهدف نشر ثقافة الإنترنت وتعزيز مهارات الحاسوب إلى جانب تطوير الاستراتيجيات والسياسات الخاصة بريادة الأعمال ودعم قطاع الألعاب الإلكترونية من خلال إنشاء قبب الألعاب ودعم الشركات الناشئة.
وأكد أن هناك 4 مراكز حكومية شاملة قيد الإنشاء، تقدم 207 خدمات، وقدمت هذه المراكز خدماتها لمليون و147 ألف مواطن، مشيرا إلى أن هناك وحدة لتقييم رضا المواطن عن الخدمات الحكومية.
ولفت الوزير الى ان الحكومة اطلقت حتى اليوم 12 مركزا شاملا في مختلف المحافظات ومع اطلاق المراكز الاربعة الجديدة سيصل العدد الى 16 مراكزا مه نهاية العام المقبل.
وأوضح سميرات أنه يجري العمل على إنشاء مركز حكومي كبير للبيانات، بما يسهم في تسهيل الإجراءات، وتوفير كلف الطاقة والإدارة، وتحسين مستوى الخدمات، مؤكداً الاستمرار في التحسين والتطوير.
وأوضح سميرات أنه جرى إعادة النظر في منصات أو محطات المعرفة من خلال بناء استراتيجية جديدة لتحويلها إلى “محطات المستقبل”، في ظل انتشار الإنترنت، لاستخدامها في تعليم البرمجيات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية اللغة الإنجليزية، باعتبارها مهارات مستقبلية يحتاجها سوق العمل، لافتا النظر إلى البدء بإنشاء محطات المستقبل، حيث توجد محطة في ماركا وأخرى في الكرك.
واكد اهمية انجاز الاردن في تقرير البنك الدولي للعام 2025 عن تقدم الأردن في مؤشر نضج الحكومة الرقمية، حيث صنّف ضمن الفئة (A )، وهي أعلى فئات النضج في التحول الرقمي الحكومي، ما يعكس تطور المملكة في رقمنة القطاع العام وتعزيز كفاءة الخدمات الحكومية بحسب التقرير الذي رصدته المملكة.
ووفق التقرير، سجّل الأردن درجة إجمالية بلغت 91.4% على المؤشر، ليحل في المرتبة 21 عالميا، والرابع عربيا بعد السعودية والبحرين والإمارات، ما يضع المملكة ضمن الدول الأكثر تقدّما في ممارسات الحكومة الرقمية على المستويين الإقليمي والدولي.
الى ذلك بين الوزير انه مستوى المحاور التفصيلية، أظهر الأداء الأردني توازنا قويا عبر المجالات الأربعة التي يقيسها المؤشر، وهي أنظمة الحكومة الأساسية والبنية التحتية الرقمية المشتركة بنسبة 89.3%، تقديم الخدمات العامة عبر الإنترنت والبيانات المفتوحة بنسبة 95.2%، المشاركة الرقمية للمواطنين بنسبة 90.1%، وممكنات الحكومة الرقمية بنسبة 91.1
وقال الوزير ان هذا الإنجاز يعكس الجهود الوطنية المتواصلة في تعزيز التحول الرقمي الحكومي، وتطوير الخدمات الرقمية، والانتقال نحو النضج الرقمي المؤسسي، ضمن مخرجات المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، بما أسهم في رفع كفاءة الأداء في القطاع العام، وتحسين تجربة المواطنين في الحصول على الخدمات الحكومية، وبما ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي
ويُشار إلى أن مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية يصدر تقريبًا كل عامين عن مجموعة البنك الدولي، والذي يُعنى بقياس مدى تطور التحوّل الرقمي في الحكومات وقدرتها على استخدام التكنولوجيا في تقديم الخدمات العامّة وتجمع منهجية المؤشر في عام 2025 بين بيانات استقصائية مُبلغ عنها ذاتيًا عبر استطلاع رأي إلكتروني أعدّه البنك الدولي من 158 دولة، ومعلومات متاحة للجمهور للـ 39 دولة المتبقية.




