
سلطت مجلة “محررون وناشرون إي آند بي” الضوء على دليل أنشأته مؤسسة طومسون رويترز من أجل مساعدة المؤسسات الإخبارية على دمج الذكاء الاصطناعي بأمان وكفاءة دون أن يحل محل الصحفيين.
ودعت المؤسسة المسؤولين في غرف الأخبار إلى وضع سياسات واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بعدما تبين أن أغلب الصحفيين يستخدمونه دون توجيه رسمي، مما تسبب بمشكلات مهنية وزاد من تآكل الثقة بوسائل الإعلام.
ويرتكز الدليل الذي نشرته طومسون رويترز في أيار الماضي على ثلاث خطوات:
الأولى: تحديد أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بغرفة الأخبار.
الثانية: تحديد المخاطر والحلول.
الثالثة: دمج إرشادات الذكاء الاصطناعي في السياسة التحريرية.
وتقول هبة لمجلة “إي آند بي” إن مديري وسائل الإعلام التقليدية مشغولون غالبا أو مشتتون بالعديد من المسؤوليات والتحديات، مما يحول دون التركيز على سياسات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم.
وثمة العديد من المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، من مخاوف الامن السيبراني إلى نشر المعلومات المضللة دون قصد، مما يقوّض الثقة في المؤسسات الصحفية.
وأشارت المجلة إلى أن الصحفيين يتعلمون بالفعل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون توجيه، وذلك بدافع فضولهم ورغبتهم في تجربة واختبار التكنولوجيا.
وأوضحت هبة قنديل أن غرف الأخبار يمكنها التعامل مع الذكاء الاصطناعي من زوايا مختلفة جدا، لافتة إلى أن إحدى الوسائل الإعلامية العاملة في مجال الصحافة الاستقصائية تعاملت مع سياسة الذكاء الاصطناعي من منطلق حفظ أنظمتها من المخترِقين لحماية المصادر والصحفيين، في حين كانت إحدى المؤسسات الإخبارية تبحث من خلال الذكاء الاصطناعي عن طرق لجعل عملية التحرير أكثر كفاءة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الصحفيين في تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة، مثل تعليم النظام كيفية فهم الإرشادات والمعايير المحلية في العمل الصحفي عبر إتقان ما يُعرف بهندسة الأوامر.
ونبهت إلى أن بعض الصحفيين قد يقاومون الذكاء الاصطناعي خوفا من أن يحل مكانهم، وأكدت أهمية طمأنتهم عبر توضيح دوره في المساعدة على نحو يكمّل عملهم ويجعله أسرع وأكثر دقة.
وقالت الخبيرة الإعلامية في نهاية حديثها للمجلة إن الأمر لم يعد ترفا، وشددت على أهمية المبادرة إلى وضع سياسة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وختمت قائلة “كلما تأخرت المؤسسات في ذلك زادت سرعة هزيمتها من ناحيتي التنافس وجودة العمل”.