
رقمنة
اعد الدكتور عدنان أحمد العجلوني الأستاذ المشارك في جامعة إربد الأهلية دراسة علمية بعنوان ” القيادة الرقمية وأثرها في ممارسات المشرفين التربويين في ضوء برنامج تطوير المدرسة والمديرية ووثيقة الإشراف في الأردن
وقدم الدراسة خلال فعاليات المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التربوية، الذي عُقد تحت عنوان “التخطيط والصناعة والتطبيق” ونظمته الجمعية المصرية للتنمية التكنولوجية بالتعاون مع جامعة دمياط في مصر بمشاركة باحثين وأكاديميين من عدة دول عربية.
وبين الدكتور العجلوني ل ” رقمنة ” ان الدراسة هدفت إلى تقييم درجة ممارسة المشرفين التربويين في الأردن لمعايير القيادة الرقمية، وعلاقتها ببرنامج تطوير المدرسة والمديرية ووثيقة الإشراف التربوي، بهدف تحديد الفجوات بين الممارسات الفعلية والمتطلبات الحديثة للإشراف التربوي .
وقال ان الدراسة اعتمدت المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة من (280) مشرفًا تربويًا و(10) رؤساء أقسام إشراف، تم اختيارهم بطريقة عشوائية طبقية من مديريات التربية والتعليم في إقليم الشمال بالأردن، مع مراعاة متغيرات الجنس والمؤهل العلمي وسنوات الخبرة، واستخدمت استبانة مكونة من (61) فقرة موزعة على سبعة محاور رئيسية لقياس معايير القيادة، مثل: القيادة التحويلية، والتواصل الفعال، وإدارة التغيير، والقيادة الرقمية ،وتم التحقق من صدق الأداة بعرضها على محكمين، وقياس ثباتها باستخدام معامل كرونباخ ألفا، وجاءت نتائج درجة الممارسة الكلية لمعايير القيادة بمستوى متوسط (3.34)، مع تفاوت بين المعايير الفرعية: حقق معيارا “القيادة والقيم والرؤية” و”قيادة العمليات وإدارتها” أعلى متوسط (3.52)، سجل معيار “قيادة التنمية المهنية” أدنى متوسط (3.10). وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الممارسات القيادية تعزى لـ سنوات الخبرة، لصالح المشرفين ذوي الخبرة الأكثر من 10 سنوات، وعدم وجود فروق تعزى لمتغيري الجنس أو المؤهل العلمي. أهم التوصيات تعديل وثيقة الإشراف التربوي لتتوافق مع معايير القيادة الحديثة، مع رفع متطلبات الخبرة الميدانية للمشرفين إلى 15 سنة، وتعزيز التدريب المستمر للمشرفين التربويين، خاصة في مجال التنمية المهنية والقيادة الرقمية، تفعيل الأدوات الرقمية في الإشراف التربوي، مثل المنصات الإلكترونية لجمع البيانات وإصدار التقارير.
وخلص الباحث الى عدد من التوصيات هي تعزيز برامج التدريب المستمر للمشرفين التربويين، مع التركيز بشكل خاص على معايير القيادة التربوية الحديثة (2020)، ولا سيما مهارات التنمية المهنية، والتشاركية، والقيادة التحويلية، مع إعطاء أولوية للمشرفين الجدد وأصحاب الخبرات الأقل من عشر سنوات، بما يضمن سد فجوات الأداء التي أظهرتها النتائج الحالية ، وربط أداء المشرفين التربويين بعمليات التقييم الدوري التي تجريها وزارة التربية والتعليم، بحيث تُقاس كفاءتهم في ضوء مدى ممارستهم لمعايير القيادة، واستخدام أدوات تقييم موضوعية تساعد في تحسين جودة الإشراف.
كما اوصى بأتمتة أدوات الإشراف التربوي وتحويلها إلى منصات إلكترونية تفاعلية مرتبطة مباشرة برؤساء أقسام الإشراف التربوي في الميدان وبوزارة التربية والتعليم، بما يسهل عملية المتابعة الفورية ويعزز فاعلية التواصل واتخاذ القرار (يتماشى مع توصيات ISTE, 2018 حول التحول الرقمي للإشراف) ، و مراجعة وتعديل أسس وشروط اختيار المشرفين التربويين الواردة في وثيقة الإشراف التربوي، وبشكل خاص شرط سنوات الخدمة، بحيث يُرفع الحد الأدنى لسنوات الخبرة المطلوبة من (5) سنوات إلى (15) سنة، بما يكفل اختيار مشرفين ذوي خبرة عملية أوسع، قادرين على ممارسة القيادة التربوية بكفاءة أعلى ، اضافة الى تصميم برامج تدريبية تخصصية في القيادة الرقمية للمشرفين التربويين، تستهدف تنمية مهارات القيادة التحويلية، والتخطيط الاستراتيجي، وبناء فرق عمل فاعلة، بما يتماشى مع متطلبات برنامج تطوير المدرسة والمديرية ورؤية التحديث التربوي في الأردن.