تقنية الجيل السادس والأثر المتوقع

19

رقمنة

الاقتصادية – د. محمد راشد الشريف

لا يزال الحديث مبكرا عن أبرز خصائص اتصالات الجيل السادس 6G، خصوصا أن شبكة الجيل الخامس من الاتصالات الخلوية ما زالت في طور الإطلاق والتطوير. لكن لم يثن ذلك عديدا من مراكز الأبحاث والشركات المهتمة بتطوير وصناعة الاتصالات من السبق والمواصلة في رسم وتطوير ملامح الجيل الجديد من الاتصالات اللاسلكية عبر المبادرات أو المشاريع البحثية والتطويرية. من المتوقع أن يستغرق العمل على تطوير أنظمة الجيل السادس ووضع المواصفات القياسية لها عقدا كاملا لتكتمل جاهزيته للإطلاق التجاري في عام 2030. من الأمثلة على تلك المبادرات النوعية، تحالف Next G Alliance والمكون من مجموعة من كبار مطوري ومشغلي شبكات الاتصالات اللاسلكية والأنظمة الحاسوبية لتعزيز القيادة العالمية لأمريكا الشمالية في تطوير الجيل الخامس وإطلاق الجيل السادس من الاتصالات. تأتي هذه الخطوة الاستباقية لهذا التحالف لوضع خريطة طريق لتهيئة السوق العالمية لتقنية الجيل السادس وتسويقها تجاريا.
تدور التكهنات حول أبرز سمات الجيل المقبل من الاتصالات حول سرعات فائقة لنقل البيانات ستلبيها تقنيات الجيل الجديد، إضافة إلى زيادة كفاءة الشبكات الخلوية بشكل عام عبر مشاركة الطيف الترددي. من الميزات أيضا تعزيز اللامركزية في البنية التحتية للشبكات ممكنة بذلك للوصول للخدمة في أوقات قياسية، وكذلك تمكين الاستخدامات التي تتطلب أوقات استجابة سريعة جدا. أيضا ستتجه تقنيات الاتصال في الجيل السادس باستغلال مزيد من ترددات الطيف العالية التي تصل إلى ما يسمى ترددات التيراهيرتز Terahertz التي لم يسبق استخدامها في تقنيات الاتصال اللاسلكي. لكن يواجه المطورون لأنظمة الجيل السادس تحديات تتمثل في صعوبة إرسال البيانات على ترددات عالية جدا لمسافات بعيدة بسبب عوامل الرطوبة على سبيل المثال. أيضا ما زالت الأبحاث والتجارب تجري على قدم وساق لإنتاج رقاقات أو معالجات إلكترونية قادرة على التعامل مع الكم الهائل من البيانات والإشارات عالية التردد، التي تعد حجر زاوية في أنظمة استقبال وإرسال الاتصالات اللاسلكية. كما يقدر طرح سؤال، ما الذي سيستفيده المستخدم النهائي من إطلاق تلك التقنية في الأسواق وما الأثر المتوقع؟ قد يلحظ المستخدم الفرق في التجربة الكلية مثل مشاهدة الأفلام عالية الدقة أو ألعاب الفيديو، لكن الأثر قد يكون أكبر من ذلك بكثير، كتمكين تقنيات أخرى مثل السيارات المستقلة أو المدن الذكية، أو قد يكون التأثير أبعد من ذلك ليجعل من تطبيقات الخيال العلمي واقعا ملموسا.
ونحن في بداية هذا العقد، تفصلنا تقريبا عشرة أعوام حتى تصل تقنية الجيل السادس إلى مستوى من الجاهزية العالية. وإنه يليق بالمملكة أن تقتنص الفرصة بالمساهمة في تطوير هذه التقنية عالميا عبر إطلاق مبادرات نوعية أو إنشاء شراكات بين مشغلي ومزودي خدمات الاتصالات من جهة ومراكز الأبحاث والتطوير من جهة أخرى. إن مثل هذه المبادرات تسهم في تعزيز الاقتصاد القائم على الابتكار في المملكة الذي ينسجم مع ركيزة اقتصاد مزدهر، إحدى ركائز رؤية 2030.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد