
رقمنة
قال تربويان إن منصة «أجيال» التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم مؤخرًا تشكل نقلة نوعية في التعليم بشقّيه العام والخاص، باعتبارها أحدث نظام رقمي ذكي يجمع معلومات الطلبة ويعد وسيلة لجمع البيانات وربطها بأولياء الأمور والمدرسة، بما يتناغم مع احتياجات التعليم الحديث ويجعل منها بنية تحتية معرفية متكاملة.
وأكد التربوي سفيان الزويري أن منصة «أجيال» تمثل نقلة نوعية في تطوير التعليم، بوصفها المنظومة الوطنية المتكاملة لإدارة المعلومات التربوية والتعلم الإلكتروني، والتي جاءت بديلاً حديثًا لنظام «أوبن إيمس» السابق.
ورأى أن المنصة تلبي حاجة التعليم إلى نظام رقمي ذكي قادر على جمع البيانات وتحليلها وتوفير خدمات متقدمة تخدم جميع عناصر العملية التعليمية.
وأشار الزويري إلى أن منصة «أجيال» ليست مجرد أداة تقنية، بل هي بنية تحتية معرفية متكاملة تعيد تشكيل صناعة القرار التربوي من خلال بيانات دقيقة ومحدّثة باستمرار، مما يجعلها رافعة أساسية في العملية التعليمية.
كما تسهم المنصة – وفق الزويري – في تسهيل وصول الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والإداريين إلى الخدمات التعليمية بمرونة وسلاسة، وتعزز قنوات التواصل بينهم.
وأوضح أن المنصة توفر بيئة تعليمية رقمية متطورة تدعم التعلم التفاعلي والشخصي، وتمنح المعلم أدوات فعّالة للتخطيط وتقييم الطلبة، إضافة إلى قدرتها على مزامنة المعلومات المدرسية بشكل لحظي، مما يتيح لولي الأمر متابعة الأداء الدراسي لأبنائه باستمرار ودقة.
وبيّن الزويري أن إطلاق المنصة جاء ضمن رؤية وطنية للتحول الرقمي، نتجت عن تعاون بين وزارتي التربية والتعليم والاقتصاد الرقمي والريادة، ومركز الملكة رانيا العبدالله لتكنولوجيا التعليم والمعلومات.
وتم تدريب ما بين 150–160 ألف معلم ومعلمة ومديري مدارس في القطاعين العام والخاص – وفق الزويري – لضمان انتقال منظّم وفعّال من النظام القديم إلى المنظومة الجديدة.
وأضاف أن «أجيال» تعد نظام إدارة مدارس ذكيًا، يسهم في تسجيل بيانات الطلبة والمعلمين، ومتابعة الحضور والغياب، ورصد العلامات، وإصدار التقارير بدقة، وصولًا إلى توفير تحليل شامل لأداء الطلبة في نهاية العام الدراسي، وهو ما يساهم في الارتقاء بجودة العملية التعليمية على المستويين الإداري والأكاديمي.
كما أكد أن المنصة تشكل حلقة وصل بين المدرسة والبيت والوزارة، إذ يستطيع أولياء الأمور متابعة كل ما يتعلق بأبنائهم عبر تطبيق «سند» أو من خلال الدخول إلى موقع المنصة، بما يعزز شراكة الأسرة في دعم تحصيل الطلبة.
وأشار إلى أن الطلاب والمعلمين والإداريين يصلون إلى المنصة باستخدام بيانات اعتماد توفرها الوزارة أو المدرسة، حيث يمكن للطلبة الوصول إلى المواد الدراسية والاختبارات والواجبات، بينما يستطيع المعلمون إنشاء صفوف افتراضية وتحميل الموارد وتقييم الطلبة، ويستخدم الإداريون النظام لإدارة السجلات المدرسية كافة.
وقال الزويري إن منصة «أجيال» تمثل ثورة تعليمية حقيقية، بما تقدمه من خدمات رقمية دقيقة وشفافة، وقدرتها على محاكاة الدروس الواقعية وتوثيق أداء المعلم والطالب، مما يجعلها خطوة محورية في مسيرة تطوير التعليم.
من جهته أكد التربوي جلال حجاج أن منصة «أجيال» تمثل نقلة نوعية في التعليم الأردني؛ فهي ليست مجرد أداة للتعلم الإلكتروني، بل بنية تحتية رقمية متكاملة تربط بين جميع مكونات النظام التربوي، وتسهم في بناء نظام رقمي ذكي يعتمد على البيانات والتحليلات لرفع كفاءة الأداءين التعليمي والإداري.
ولفت حجاج إلى أن المنصة قدمت بيئة تعليمية تفاعلية للطلاب، وأدوات إدارية متقدمة للمدارس، إلى جانب تمكين أولياء الأمور من متابعة أبنائهم عن قرب، سواء بالاطلاع على الحضور والغياب أو متابعة العلامات والملاحظات المدرسية، كما توفر للمعلمين أدوات تخطيط وتقييم ومتابعة مبنية على البيانات.
وأشار إلى أن المنصة أسهمت في تعزيز قدرات الطاقم الإداري من خلال نظام شامل للإدارة المدرسية يتضمن تقارير دقيقة وتنبيهات فورية وإدارة مالية ذكية، الأمر الذي يسهل سير العمل داخل المدارس ويضمن دقة البيانات والقرارات.
وبيّن حجاج أن من أهم مزايا «أجيال» قدرتها على تعزيز التواصل بين المدرسة والبيت، إذ بات بإمكان ولي الأمر متابعة المسيرة التعليمية لأبنائه بسهولة ومعرفة تفاصيل أدائهم الأكاديمي والسلوكي بشكل مستمر.
وفي المقابل، لفت إلى وجود بعض الملاحظات التي قد تُؤخذ بعين الاعتبار في مراحل التطوير المقبلة، أبرزها أن طريقة رصد غياب الطلبة تستغرق وقتًا أطول مقارنة بمنظومة «أوبن إيمس» القديمة، إضافة إلى تأخر ظهور معلومات الغياب لدى أولياء الأمور، مؤكّدًا أنها أمور قابلة للتحسين مع تقدم التجربة وإجراء تحديثات تقنية أسرع.
وأوضح أن منصة «أجيال» تمثل منظومة متكاملة وحديثة تشكل أداة مهمة للمعلم والطالب وولي الأمر، وتعد خطوة جوهرية في تطوير التعليم في الأردن وتعزيز التحول الرقمي في المدارس.
يشار إلى أن منصة «أجيال» هي منصة تعليمية رقمية متكاملة تهدف إلى دعم العملية التعليمية للطلاب والمعلمين والإداريين، وهي مشروع وطني أردني يركز على تطوير التعليم الرقمي.
المصدر : الرأي – سرى الضمور




