رقمنة
الغد – الدكتور فادي سوداح
شهد قطاع الدفع الإلكتروني في الأردن قفزات نوعية في السنوات الأخيرة، مدعوما بتبني التكنولوجيا الحديثة. وفقًا لتقرير البنك المركزي الأردني للعام 2022:
ارتفع استخدام نظام الدفع الفوري ليصل إلى 18.13 مليون عملية، بقيمة إجمالية بلغت 2.7 مليار دينار أردني.
• زادت عمليات نظام “إي-فواتيركم” بنسبة 25 % في عدد الحركات و11 % في القيمة، حيث بلغ عدد الحركات 42.7 مليون بقيمة إجمالية 10.5 مليار دينار أردني.
• تم إصدار 5.7 مليون بطاقة دفع من قبل البنوك وشركات التحويل المالي، وشهدت أجهزة نقاط البيع زيادة لتصل إلى 69,040 جهاز.
ورغم هذا التقدم، ما تزال بعض القطاعات تعتمد بشكل كبير على النقد. هذا يعود إلى غياب البنية التحتية في بعض المناطق أو تفضيل العملاء لاستخدام النقد لإدارة نفقاتهم اليومية.
مميزات الدفع غير النقدي
الدفع غير النقدي أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في المتاجر والمراكز التجارية، حيث يوفر مرونة وراحة كبيرتين. من أبرز مميزاته:
• سهولة الاستخدام: لا حاجة لحمل النقود الورقية أو التعامل مع الفكة، بل تكفي بطاقة صغيرة أو تطبيق على الهاتف الذكي.
• السرعة: تتم المعاملات في ثوانٍ باستخدام تقنية الدفع اللاتلامسي(NFC).
• الأمان: في حال فقدان المحفظة أو الهاتف، تبقى الأموال آمنة في الحساب البنكي، مع إمكانية تعطيل البطاقة أو التطبيق على الفور.
النقد مقابل الدفع الإلكتروني
الدفع النقدي
• الطريقة الأكثر بساطة ووضوحًا، حيث تتم العملية مباشرة بين طرفين: يقدم البائع المنتج أو الخدمة، ويتسلم العميل البضاعة مقابل النقود فورًا.
• يعزز الثقة بين الطرفين، حيث يمكن للعملاء التأكد من جودة المنتج قبل الدفع.
• لا يتطلب وجود حساب بنكي أو اتصال بالإنترنت، مما يجعله الخيار الأفضل في المناطق النائية أو للمشتريات الصغيرة.
الدفع الإلكتروني
• يتميز بسرعة المعاملات وأمانها.
• يعتمد على إدخال البطاقة في جهاز نقاط البيع (POS)، أو استخدام تقنية الدفع اللاتلامسي (NFC).
• يتطلب تدخل أطراف متعددة، تشمل البنك وشبكات الدفع مثل فيزا وماستركارد، ما يضيف طبقة من التعقيد مقارنة بالنقد.
أنواع البطاقات الأكثر استخدامًا
• بطاقات الخصم المباشر: (Debit Cards)، ترتبط مباشرة بالحساب البنكي، ويتم خصم المبلغ فورًا.
• بطاقات الائتمان(Credit Cards): تتيح الدفع كدين، على أن يتم السداد لاحقًا، وهي مناسبة للمشتريات الكبيرة.
• البطاقات المدفوعة مسبقًا: (Prepaid Cards): خيار مثالي للأفراد الذين لا يملكون حسابات بنكية، حيث تعبأ بالرصيد مسبقًا.
أنظمة الدفع المحلية والدولية
في الأردن، تعتمد معظم المدفوعات على شبكات الدفع الدولية مثل فيزا وماستركارد، مع خدمات محلية مثل “كليك” و”جوباك”. جوباك (الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص)، هي الجهة الرئيسية لتطوير وتشغيل أنظمة الدفع الرقمية في الأردن. تهدف الشركة إلى تقديم خدمات مالية آمنة وفعالة ومتاحة للجميع، بما يتماشى مع المعايير الدولية. تدير جوباك أنظمة رئيسية، مثل كليك لتحويل الأموال الفوري بين الحسابات، وجوموبي للمعاملات عبر المحافظ الإلكترونية، ونظام إي-فواتيركم لعرض ودفع الفواتير إلكترونيًا، إضافة إلى غرفة التقاص الآلي لتسوية المدفوعات، ونظام المقاصة الإلكترونية للشيكات لمعالجة الشيكات. كما أطلقت الشركة حاضنة التكنولوجيا المالية “جوين”، لتعزيز الابتكار وتطوير الحلول الرقمية.
• خدمات كليك (CliQ): منصة وطنية تدار من قبل البنك المركزي الأردني، تتيح تحويل الأموال بسهولة بين الحسابات البنكية.
• خدمات جوباك (JoPACC): تدير البنية التحتية للمدفوعات الرقمية، مثل منصة “إي-فواتيركم”.
المحافظ الإلكترونية، تزداد شعبية المحافظ الإلكترونية، تشير بشكل مباشر إلى المحافظ التي تدار عبر الأنظمة الإلكترونية، مثل التطبيقات والهواتف الذكية، مثل:
• زين كاش (Zain Cash).
• المحفظة الوطنية.
• أورانج موني (Orange Money).
تتيح هذه المحافظ الإلكترونية وسيلة دفع آمنة وسهلة الاستخدام عبر الهاتف الذكي. تستخدم بشكل واسع للتحويلات الشخصية والدفع عبر الإنترنت، وتلعب دورًا كبيرًا في دعم الشمول المالي. بلغ عدد الحركات عبر المحافظ الإلكترونية في الأردن خلال الربع الأول من العام الحالي، حوالي 10.8 مليون حركة بقيمة 1.1 مليار دينار، وفقًا لتقرير “جوباك”. بلغ عدد مستخدمي المحافظ 2.25 مليون شخص، 88.3 % منهم أردنيون. أُجريت 88.5 % من الحركات لتحويل الأموال، و4.6 % للمشتريات. بلغت قيمة المعاملات في آذار (مارس) 400 مليون دينار بزيادة 9.9 % عن شباط (فبراير). متوسط حركة الدفع 104 دنانير. أما الفئات العمرية، فتصدرتها فئة 18-30 عامًا بـ809 آلاف مستخدم. تأسست “جوباك” العام 2017 بتوافق البنك المركزي و25 بنكًا محليًا.
التحديات في الدفع الإلكتروني
رغم التقدم، تواجه المدفوعات الإلكترونية تحديات تشمل:
• ضعف البنية التحتية الرقمية في بعض المناطق.
• قلة الوعي الرقمي لدى بعض الفئات.
• التكاليف العالية للتقنيات والبنية التحتية.
الأمان في الدفع الإلكتروني
معايير الأمان في الدفع الإلكتروني، تتماشى مع أحدث المعايير العالمية. تشمل:
• التشفير القوي: لضمان حماية بيانات العملاء.
• البطاقات الذكية: مزودة بشرائح مدمجة لا يمكن نسخها بسهولة.
• الدفع اللاتلامسي: (NFC) يعمل فقط على مسافة قصيرة جدًا، مما يقلل احتمالات الاحتيال.
ورغم هذه التدابير، تبقى هناك مخاطر مثل:
• سرقة البطاقات واستخدامها.
• التلاعب بنقاط البيع.
لحماية معلوماتك الشخصية وضمان أمان معاملاتك الإلكترونية، تجنب مشاركة معلوماتك الشخصية أو كلمات المرور مع أي شخص، حتى لو بدا الطلب موثوقًا. تحقق دائمًا من أن المواقع التي تزورها تستخدم بروتوكول HTTPS لضمان اتصال آمن. احذر من النقر على الروابط أو فتح المرفقات المشبوهة في رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية، خاصة إذا لم تكن متأكدًا من المصدر. استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب، وقم بتغييرها بشكل دوري. كما يوصى بتحديث برامج الأمان والتطبيقات المثبتة على أجهزتك بانتظام للحماية من التهديدات الجديدة.
التكاليف المرتبطة بطرق الدفع
• بطاقات الخصم (Debit): رسومها أقل مقارنة ببطاقات الائتمان.
• بطاقات الائتمان (Credit): تحمل عمولات أعلى تُفرض على التجار.
• النقد: رغم بساطته، ينطوي على تكاليف غير مباشرة مثل، إدارة الفكة والإيداع البنكي.
تدفق البيانات وأثرها
يتطلب الدفع الإلكتروني تدفقًا مستمرًا للبيانات لضمان إتمام المعاملات.
• بيانات العميل: تبقى محمية وفق قوانين البنك المركزي الأردني.
• بيانات التاجر: تقتصر على تفاصيل المعاملة دون الكشف عن معلومات شخصية.
الخلاصة، كل طريقة دفع لها ميزاتها وعيوبها. يعتبر النقد الخيار الأفضل للخصوصية والمعاملات الصغيرة، بينما يوفر الدفع الإلكتروني الراحة والأمان مع تكاليف معقولة. مع تطور البنية التحتية وخدمات مثل “كليك” و”جوباك”، يستمر الدفع الإلكتروني في تحقيق تقدم كبير في المملكة، مما يقلل الاعتماد على النقد تدريجيًا ويعزز التحول نحو الاقتصاد الرقمي.
التعليقات مغلقة.