ريادة الاعمالصناعات إبداعية

الصناعات الإبداعية….. فرصة لتحسين الإقتصاد وتحريك قطاعات متعددة

رقمنة  

عمان – أكد متخصصون في مجال الصناعات الابداعية على الفرص التي تنتظر قطاع الصناعات الإبداعية، بما ينضوي تحت مظلته من قطاعات فرعية كالتصميم والأفلام والألعاب الإلكترونية والرسوم المتحركة وغيرها؛ لاتسامها بالديناميكية، ولما تحققه من قيمة عبر الابتكار والإبداع والملكية الفكرية التي تتميز بها الموارد البشرية المحلية.

وأشاروا ، خلال ورش المرحلة الثانية من رؤية التحديث الاقتصادي التي تناول جانب منها “الصناعات الإبداعية”، إلى إن الأردن يمكنه البناء على نقاط قوة في هذه الصناعات، كالمواهب الأردنية والبنية التحتية، والقطاع السياحي، والعلاقات الجيدة مع مؤسسات عربية وعالمية معنية بها.

ولفتوا لأهمية التغلب على تحديات مثل نقص البيانات الخاصة بالقطاع، وقلة الوعي به وبأهميته، والإجراءات الحكومية، وعدم وجود تمويل كاف أحيانا لمشاريع وبرامج داعمة، وضرورة العمل على محور التعليم وتعزيز مفاهيم الصناعات الإبداعية فيه.

وأكدوا أهمية دعمه والتركيز على إدماج التقنيات الحديثة، وبالذات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها، لتطوير المشاريع الريادية والابتكارية في هذا القطاع.   

وتندرج ورشة عمل الصناعات الإبداعية التي حضرها أمس مسؤولون بالقطاع، تحت محرك “الخدمات المستقبلية”، كما أنها تسعى للمساهمة بتمكين الطاقات الإبداعية وتعزيز الهوية الثقافية، وخلق فرص اقتصادية بتطوير قطاعات صناعة الأفلام، والألعاب الإلكترونية، والتصميم، باعتبارها داعمة لنمو الاقتصاد والتنمية المجتمعية.

عضو مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام رجا غرور، قال إن “هذه الصناعة فرصة حقيقية للمساهمة بشكل أكبر في الاقتصاد، بخاصة وأنها تحرك قطاعات اقتصادية أخرى، أبرزها السياحة، بالإضافة لما تقدمه من فرص كبيرة للتوظيف حال نمت وتطورت، مؤكدا أن توحيد الجهود وجذب الاستثمارات لهذه الصناعة، سيطورها، ويتجاوز ما يواجهها من تحديات.

ولفت لأهمية ما يتمتع به الأردن في هذه الصناعة من مواهب وموارد بشرية مميزة وأفكار ومهنية عالية، يمكنها الإسهام بالتميز في ظل منافسة شديدة تشهدها أسواق المنطقة، لافتا لوجوب العمل على مشاريع تنهض بالقطاع، كزيادة موازنة صندوق دعم الأفلام الأردني، لدعم إنتاج 4 إلى 5 مشاريع أفلام أردنية عالية القيمة سنوياً، والاستثمار في الإنتاج السينمائي المحلي، والترويج عالميا لها، لإنشاء ذراع استثمارية للحكومة، يدعم الإنتاج المحلي بالحد الأدنى من المعايير.

وأشار لمقترح يتعلق بدعم مشاريع سياحية لترويج المملكة سياحيًا، وإنتاج محتوى مبني على تجربة السياح، بالتركيز على المواقع السياحية والتراثية، وصياغة قانون خاص بالصناعات الترفيهية، لتأطير وتنظيم الصناعات الترفيهية وحوكمتها.

وأكد غرور أهمية محور التعليم بدعم الصناعات الإبداعية والأفلام، عبر إدخاله كمادة لامنهجية في المدارس، لتنمية المواهب الإبداعية ونشر ثقافة صناعة المحتوى والبرامج التعليمية، وتعريف الطلبة بخطوات هذه الصناعة واختصاصاتها.

وأكد الشريك التقني لمختبر الألعاب الإلكترونية نور خريس، أهمية جلسة مراجعة الرؤية للقطاع الخاص، لافتا لضرورة مراجعتها وتحديثها في ظل التطورات التقنية المتسارعة، ودخول الذكاء الاصطناعي وخطط الدول المجاورة بتطوير هذا القطاع، وأن يجري بناء جسور تعاون مع دول معنية لتطوير هذه الصناعة.  

وبين أن إدخال الجامعات الرسمية لبكالوريوس تصميم وتطوير الألعاب، مما سيجعله يلعب دورا مهما في السنوات الثلاثة المقبلة، وكذلك مواكبة تطورات القطاع وربطه بالخطة التعليمية، مؤكدا وجود قنوات نقاشية بين القطاعين الخاص والعام في هذا الجانب، لإنجاح الرؤية. 

ولفت الى أهمية اللقاء في التاكيد على وجود قنوات النقاشية بين القطاع الخاص والعام لان التشاركية هي فقط قادرة على إنجاح الرؤية الاقتصادية ودعم القطاع وخصوصا مع رعاية الحكومة واهتمامها خلال السنوات الأخيرة بهذا القطاع عندما أقرتإستراتيجية وطنية للألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية مع العمل بجد على محور بناء القدرات والمهارات، والتسويق والترويج للأردن والشركات الأردنية في الفعاليات الإقليمية والعالمية.

وفي قطاع التصميم، اكد المؤسس لشركة ” جوبدو” ، تامر المصري بان قطاع الصناعات الابداعية بشكل عام ينتظره الكثير من الفرص ونستطيع في الاردن الاستفادة منه للمساهمة في تقوية الاقتصاد وتحريك قطاعات اقتصادية فرعية ترتبط به.

واكد المصري الذي اسس شركة ” جوبدو” ، كعلامة تجارية تخصصت في مجال التصميم الابداعي لقطاع الملابس وانطلق من المحلية الى العالمية، ان اهمية قطاع الصناعات الابداعية بشكل عام وقطاع التصميم تنبع من انها تقوم على الفكرة والموهبة، وهي لا تحتاج في الغالب الى تكاليف كبيرة في التاسيس والانشاء، مشيرا الى ان الاردن يزخر بهذه المواهب والافكار الابداعية ويستطيع التفوق بها.

ولفت المصري الى ان هذا قطاع الصناعات الابداعية في عدد من دول العالم هو قطاع في نمو متصاعد وميزته الاساسية انه يحرك قطاعات متعددة وينشأ منظومة اقتصادية متكاملة تدور كلها حول الفكرة والموهبة التي انطلقت في البداية، فهو يحرك قطاع التقنية والالعاب والملابس والسياحة والتصميم والتسويق وغيره من القطاعات، وبالتبعية كل ذلك  سيسهم في توفير  فرص العمل للشباب.

ودعا المصري الى اهمية توحيد الجهود المبعثرة في القطاع الابداعي، ودعا الشباب الى الانفتاح على جميع الجهات واطلاق افكارهم والاصرار الدائم على انجاحها واخراجها الى حيز الوجود والمحاولة دائما لتطويرها، لافتا في الوقت ذاته الى اهمية تغيير الفكر تجاه التمويل من فكرة الدعم الى فكرة جذب الاستثمار.

 وتشكل ورشات عمل المرحلة الثانية للرؤية، مراجعة مسؤولة ومستقلة لضمان التغذية الراجعة وتجويد مبادراتها وتوصياتها لمواكبة المستجدات التكنولوجية والتطورات الفنية بما يتناسب مع أفضل الممارسات الحديثة، وهي إجراء دوري لكل مرحل.

وفي هذا النطاق، فإن قطاع الصناعات الإبداعية، يشمل قطاعات فرعية، من بينها: الألعاب الإلكترونية، الأفلام، التصميم، ويمتلك نقاط قوة، بخاصة في وجود قوى عاملة شابة كفؤة وموهوبة وقدرات ثنائية اللغة، وهو ذو كلفة استثمار منخفضة، إلى جانب بناء علاقات قوية مع مسرعات الأعمال واستديوهات الألعاب الإلكترونية  
أما نقاط القوة في قطاع الأفلام، فهناك تاريخ باستقطاب الأفلام العالمية للأردن، ومواقع متنوعة ذات سجل حافل من تصوير الإنتاجات، وعلاقات متينة مع استوديوهات الأفلام العالمية، وكوادر عمل مهنية.

المصدر : الغد – ابراهيم المبيضين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى