مقالات

الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة ( ITG ) يكتب : منصة ” أجيال ” ….. الريادة في تطبيق التعليم التكيفي

رقمنة

*زيد تحبسم

لم يعد الحديث عن تطويع التقنيات الحديثة بقيادة الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي ترفا، لقد أصبح ضرورة في الواقع وعاملا حاسما لتطوير القطاع مستقبلا، ولعل أبرز مخرجات تقنية الذكاء الاصطناعي- معتمدة على البيانات وتحليلها– فهو مفهوم «التعليم التكيفي» الذي يعد بثورة كبيرة في تحسين جودة العملية التعليمية وتوفير تجارب تعليم مرنة ومستدامة لكل أطراف المعادلة.

يمكن تعريف «التعليم التكيفي»-  الذي تؤكد الدراسات العالمية نموه المتواصل ضمن صناعة عريضة هي «تكنولوجيا التعليم» بنسبة تتجاوز 20 % حتى عام 2030 – على أنه «منهجية تعليمية قائمة على تخصيص تجربة التعلم لكل طالب اعتمادا على مستوى تقدمه وقدراته وسرعته في اكتساب المعرفة، حيث يقوم هذا النموذج على تحليل أداء الطالب بشكل مستمر وتعديل المحتوى والمسار والأنشطة التعليمية بما يتناسب مع احتياجاته الفردية ليحسن من قدراته ويطورها دون أن يتأثر بنمط التعليم التقليدي الموحد للجميع».

ويلعب الذكاء الاصطناعي دورا محوريا في تحقيق مفهوم «التعليم التكيفي» بقدرته على تحليل كميات كبيرة من البيانات الطلابية وتوليد استنتاجات دقيقة في الوقت الحقيقي، ليساهم في ذلك عبر أربعة محاور: تحليل بيانات التعلم، تخصيص المحتوى والمسار التعليمي، تعزيز دور المعلم عبر مساعد ذكي.

في الأردن نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في القطاع التعليمي، بعد أن أطلقت الحكومة العام الحالي مشروعا وطنيا إستراتيجيا لخدمة القطاع التعليمي يحمل اسم منصة «أجيال» والتي وضعت الذكاء الاصطناعي أداة رئيسة لها، والتعليم التكيفي خاصية في صلب عملها مع بنائها على منظومة EduWave®  العالمية التي تمتلك تاريخا تقنيا يمتد لأكثر من 30 عاما، وتقدم اليوم آليات ذكية وخوارزميات متقدمة لدعم هذا النمط من التعلم، مما يعزز من جودة التعليم ويزيد من كفاءة استخدام الموارد.

فوائد جمّة ستقدمها منصة «أجيال» مع خاصية التعليم التكيفي التي تمتاز بها مستندة إلى أحدث التقنيات على رأسها «تخصيص المسارات التعليمية» المخصصة لكل طالب، بحيث لا يُعامل جميع الطلبة بالطريقة نفسها، بل يتم توجيههم وفقاً لقدراتهم واستعداداتهم، وذلك من خلال: تحديد مستوى الطالب الأكاديمي، توجيهه إلى وحدات تعليمية مناسبة، ترشيح موارد وأنشطة تتوافق مع احتياجاته، وتوفير فرص للتميز والتعمق للطلبة المتقدمين.

هذا النموذج يضمن تقدّم كل متعلم بالوتيرة التي تناسبه، دون الإخلال بالمعايير التعليمية المعتمدة.
ولا يقف دور المنصة اليوم إلى هذا الحد، بل يمتد إلى دور في تعزيز البيئة الرقمية ومختبرات الحاسوب التي تسهم في تعظيم أثر التعليم التكيفي من خلال: منح الطالب قدرة التحكم في سرعة التعلم، زيادة التفاعل مع منظومة إدارة التعليم الإلكتروني، تمكين التقييم الفردي الفوري، وتوفير مسارات تعليمية ديناميكية تتغير وفق أداء الطالب، فضلا عن إتاحة النظام فرصة استخدام أدوات تعليمية متنوعة تعزز التجربة التعليمية وتربط الطالب بمنصته الرقمية.

ونظام EduWave® الذي بنيت عليه منصة «أجيال» اليوم لديه الإمكانيات في التخصيص والتشخيص، فهو يقدم أدوات متقدمة لتحليل أداء الطلبة وتخصيص تعلمهم، من خلال: الإنجاز التعليمي السابق، تشخيص الفجوات، تحديد المسار التعليمي الأنسب، مواءمة تعليم كل طالب مع الإطار الأكاديمي المعتمد.

وبناءً على هذه البيانات، يقترح النظام مساراً تعليمياً فردياً يساعد الطالب على التقدم بشكل متوازن وفعّال.

وإلى جانب هذا كله تتمدد فوائد «أجيال» لتقدم منظومة تقييم شاملة، حيث يقوم التعليم التكيفي على تقييم مستمر ومتعدد الأبعاد، فهي تقدم أنواعاً مختلفة من التقييمات، تشمل: التقييم الذاتي، التقييم التشخيصي، التقييم التكويني خلال مرحلة التعلم، التقييم الختامي لقياس المخرجات، والاختبارات المُحوسبة المتكيفة (CAT) التي تعدل مستوى الصعوبة تلقائياً.

هذه الآليات تمكّن المؤسسات التعليمية من فهم احتياجات الطلبة بدقة واتخاذ قرارات مبنية على بيانات واقعية.

وفي محور مهم أيضا فالتقييم التكيفي يسهم في دقة قياس مستوى الطالب، فهذا التقييم يعد أحد أبرز أعمدة التعليم التكيفي، وهو نموذج تقييم فردي يتغير في لحظته حسب أداء الطالب، وآلية عمله في EduWave® تقوم على: البداية بالاختبار بأسئلة من مستوى صعوبة محدد، وعند الإجابة الصحيحة، ينتقل النظام إلى أسئلة أكثر تعقيداً، وأما عند الإجابة الخاطئة، يقدم النظام أسئلة أسهل، ليستمر هذا التكيف حتى يصل النظام إلى تقدير دقيق لمستوى الطالب، وهذه المنهجية تقلل من وقت الاختبار، وتزيد من دقته، وتحد من القلق الأكاديمي لدى الطلبة.

فوائد جمّة يقدمها مفهوم «التعليم التكيفي» للعملية التعليمية، والقطاع التعليمي بكل أطرافه، وهو لا يعكس مجرد تطوير تقني، بل يمثل فلسفة تعليمية جديدة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية. فمن خلال منصات مثل EduWave® يمكن للمؤسسات التعليمية تقديم تجارب تعلم فردية وفعالة، تساعد المعلمين على اتخاذ قرارات أدق، وتمكّن الطلبة من تحقيق أفضل مستويات الإنجاز.

* الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة المجموعة المتكاملة للتكنولوجيا ITG

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى