الذكاء الاصطناعي قد يخفّض وفيات سرطان البروستات إلى النصف

0

رقمنة 

كشفت دراسة طبية حديثة عن اختراق علمي واعد في مجال علاج سرطان البروستات، حيث أظهر اختبار جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي قدرته على تقليل خطر الوفاة الناتجة عن المرض بنسبة تصل إلى 47% لدى بعض المرضى، من خلال تحديد الفئة التي تستجيب بشكل أفضل لعقار محدد.

الاختبار، الذي طورته شركة Artera Inc ، يعمل عبر تحليل صور الأورام بدقة فائقة ويكشف عن الأنماط البيولوجية الدقيقة غير المرئية للعين البشرية، ما يسمح بتحديد المرضى الأكثر استفادة من دواء أبيراتيرون (Abiraterone).

وتم تحليل بيانات أكثر من 1,000 رجل مصابين بسرطان بروستات عالي الخطورة، أي معرض للانتشار.
وجد الباحثون أن حوالي 25% منهم يحملون واسمًا بيولوجيًا (biomarker) معيّنًا يجعلهم أكثر استجابة لأبيراتيرون.

وبالنسبة لهؤلاء، فإن استخدام الدواء بجانب العلاج الهرموني القياسي قلّل نسبة الوفيات خلال خمس سنوات من 17% إلى 9% — أي انخفاض بنسبة 47% .

أما المرضى الذين لا يحملون هذا الواسم، فانخفضت الوفيات من 7% إلى 4% فقط، وهي نسبة لا تعتبر ذات دلالة إحصائية.

وهذا الدواء يعمل عبر تثبيط إنتاج هرمون التستوستيرون في جميع أنسجة الجسم، بما في ذلك الورم نفسه، مما يبطئ نمو الخلايا السرطانية. ومنذ انتهاء براءة اختراعه، أصبح سعره لا يتجاوز 77 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا.

تأثير السياسة الصحية على النتائج

رغم أهمية النتائج، لا يزال NHS England (خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا) يوفّر الدواء فقط للرجال الذين يعانون من سرطان بروستات متقدم ومنتشر، وليس لأولئك الذين تم تشخيصهم مؤخرًا بسرطان عالي الخطورة لم ينتشر بعد — وعددهم يقدر بـ 8,400 حالة سنويًا .

لكن العلماء يقولون إن نتائج الدراسة تبرر مراجعة القرار. إذ أن هذا الاختبار يحدد بدقة من يحتاج الدواء فعلًا، مما يسمح بتوفير العلاج للفئة المستهدفة، وتجنّب الآثار الجانبية لمن لا يحتاجونه.


في المقابل، يُتاح الدواء بالفعل في اسكتلندا وويلز منذ عامين لفئة أوسع من المرضى.

البروفيسور نيك جيمس ، الذي شارك في قيادة الدراسة في معهد أبحاث السرطان بلندن (ICR)، قال:
“آمل أن تدفع هذه النتائج NHS England إلى إعادة النظر في قرارها، وتمكين مرضى سرطان البروستات من العيش لفترة أطول بجودة حياة أفضل.”

ابتكارات أخرى في المجال

في سياق متصل، أعلنت NHS England عن إطلاق اختبار دم جديد لمرضى سرطان الرئة ، يتيح تسريع الوصول إلى العلاجات المستهدفة وتجنّب الخزعات المؤلمة.

يعتمد الاختبار على تحليل شظايا دقيقة من الحمض النووي للأورام في الدم، وسيستفيد منه قرابة 15,000 مريض سنويًا .

هذا التقدم العلمي لا يُبشّر فقط بتقليل عدد الوفيات الناتجة عن سرطان البروستات، بل يفتح أيضًا الباب أمام طب شخصي أكثر دقة ، يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد العلاجات المناسبة لكل مريض، مع تقليل الكلفة والآثار الجانبية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد