
رقمنة
ويسعى ألتمان وفريقه إلى مستقبل يتحول فيه الذكاء الاصطناعي إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، وقد يصل يومًا ما إلى استبداله نفسه كرئيس تنفيذي للشركة. وتراهن الشركة على توسيع نشاطاتها في مجالات متعددة، من البحث عبر الإنترنت إلى الروبوتات والأجهزة الاستهلاكية والرعاية الصحية وغيرها من المجالات.
البحث والمنافسة مع جوجل
في مجال البحث الإلكتروني عبر الإنترنت، تواجه OpenAI منافسة مباشرة مع جوجل التي تهيمن عالميًا على تلك السوق. وقد كشف ألتمان في يونيو الماضي أن ChatGPT تجاوز كونه مجرد “بديل لجوجل”، ليصبح قادرًا على أداء مهام أكثر تعقيدًا.
وتفيد التقارير بأن ChatGPT يعالج نحو 2.5 مليار استعلام يوميًا عالميًا. ومع ذلك، فإن الشركة أمامها تحديات كبيرة لتجاوز جوجل، محرك البحث الأكثر استخدامًا في العالم، الذي يستقبل نحو 14 مليار طلب بحث يوميًا.
الروبوتات: عالم جديد قادم
أعرب ألتمان سابقًا عن حماسه الشديد لدخول OpenAI مجال الروبوتات، مشيرًا إلى احتمال تقديم روبوتات بشرية للمشتركين في ChatGPT.
ولا توجد حتى الآن دلالات على خطط الشركة لتصنيع الروبوتات، لكن دخول هذا المجال قد يضعها في منافسة مباشرة مع شركات مثل تسلا وأمازون.
متصفحات الإنترنت
في أكتوبر الماضي، أطلقت OpenAI متصفحها الجديد “ChatGPT Atlas ” مستغلةً الانتشار الواسع لروبوت ChatGPT من أجل إعادة تصوّر تجربة التصفح. وحتى مع سيطرة جوجل كروم على نحو 73% من السوق، يطمح ألتمان إلى أن يشكل المتصفح الجديد منافسًا جادًا، في ظل ظهور متصفحات أخرى مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وإن كانت قدراتها الامنية ما زالت محل شك كبير.
وسائل التواصل الاجتماعي.. تطبيق Sora
دخلت OpenAI عالم وسائل التواصل الاجتماعي عبر تطبيق Sora الذي يشبه تيك توك، ويتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي، سواء لأنفسهم أو للحيوانات والأشياء. ويُعد التطبيق جزءًا من إستراتيجية الشركة للانخراط في قطاع المحتوى الاجتماعي لتعزيز التفاعل والمشاركة.
وفي المقابل، تشير التقارير إلى غياب أي خطة من الشركة لبناء نموذج أعمال قائم على هذا التطبيق الذي تنفق عليه الشركة يوميا نحو 15 مليون دولار ، وهي نفقات قابلة للزيادة مع توسع إتاحة التطبيق عالميًا وزيادة عدد المستخدمين.
الرعاية الصحية
تُعد الرعاية الصحية محورًا أساسيًا لطموحات OpenAI المستقبلية، إذ تبحث الشركة تطوير ادوات صحية استهلاكية، منها مساعد شخصي أو جامع بيانات صحية لإدارة السجلات الطبية.
وقد استعانت الشركة بعدد من الخبراء في مجال الصحة الرقمية في خطوة تشير إلى نية الشركة إحداث تأثير كبير في القطاع الطبي، مع استثمارات موازية في أبحاث علاج الأمراض.
المدفوعات والتجارة الإلكترونية
تسعى OpenAI إلى إدماج التجارة الإلكترونية في ChatGPT بالتعاون مع باي بال للسماح بإجراء المشتريات عبر المنصة ابتداءً من 2026، كما استحوذت على شركة استثمار ناشئة لتعزيز قدراتها في تقديم تجربة مالية مُخصصة للمستخدمين الأفراد.
وفي ايلول الماضي، أعلنت الشركة اطلاق ميزة جديد تحمل اسم “الدفع الفوري Instant Checkout” داخل تطبيق ChatGPT، وهي تتيح للمستخدمين شراء المنتجات مباشرةً من متاجر Etsy و Shopify دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق.
عالم التحليل المالي في المؤسسات المصرفية
كشفت تقارير صحفية في أكتوبر الماضي عن مشروع سري داخل شركة OpenAI يهدف إلى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها على أداء المهام التقليدية التي ينفذها المحللون الماليون المبتدئون في بنوك الاستثمار.
وبحسب التقارير، فقد استعانت الشركة بأكثر من 100 مصرفي سابق من مؤسسات كبرى مثل جي بي مورجان ومورجان ستانلي وجولدمان ساكس لتدريب نماذجها على بناء النماذج المالية وتحضير عروض الطروحات الأولية وإعادة الهيكلة، بما يتوافق مع أدق معايير التنسيق والمراجعة المعتمدة في القطاع المالي.
الأجهزة الاستهلاكية وتصميم المنتجات
استحوذت OpenAI في مايو على شركة “io Products” التي شارك في تأسيسها مصمم آيفون الشهير جوني آيف، ضمن خططها لتصميم أجهزة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، لكن لا توجد حتى الآن تفاصيل واضحة عن ملامح الأجهزة المنتظرة من الشركة.
وفي مايو الماضي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن اول جهاز تعمل عليه OpenAI بالتعاون مع آيف لن يكون هاتفًا ذكيًا ولا جهازًا قابلًا للارتداء، بل قد لا يحتوي حتى على شاشة، مما يشير إلى توجّه مبتكر وغير تقليدي في فئة الأجهزة الذكية.
تصنيع الرقاقات والحوسبة المتقدمة
تسعى OpenAI إلى تأمين بنية تحتية حاسوبية ضخمة عبر خطط تتضمن استثمار 1.4 تريليون دولار لتوليد نحو 30 جيجاواط من قدرة مراكز البيانات، كما أعلنت شراكات إستراتيجية مع إنفيديا وبرودكوم و AMD لبناء رقاقاتها الخاصة، مما يمنحها السيطرة الكاملة على مستقبل الذكاء الاصطناعي الخاص بها.
ومن خلال هذه التحركات المتسارعة، يبدو أن OpenAI تحت قيادة سام ألتمان تتشكل لتكون شركة شاملة تقريبًا، تسعى إلى السيطرة على مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث والروبوتات والأجهزة الاستهلاكية والصحة والتجارة الرقمية وكل مجالات الحياة، وهو ما قد يعيد رسم خريطة المنافسة في قطاع التكنولوجيا العالمي لسنوات قادمة.
البوابة التقنية




