
رقمنة
*رمزي المعايطة
قام جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بجولة عمل ملكية على دول نمور أسيا الاقتصادية. واستهل البرنامج بزيارة اليابان والتي تعتبر شريك استراتيجي للأردن منذ أكثر من 70عام في كافة المجالات التنموية والاقتصادية وبناء السلام والأمن الإقليمي .
وتعكس الجولة الملكية دعما مباشرا لمسيرة النهضة وتعزيز تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي على محاور جذب الاستثمار والصناعات التحويلية والسياحة والاقتصاد الرقمي وفتح أبواب أسواق جديدة للصادرات الأردنية والخدمات ودور الأردن كمركز تجاري وتنموي رئيس في إعمار المنطقة وتعزيز استقرارها.
استهلت الجولة بفيتنام وتُعدّ من أسرع الاقتصادات نموّاً في آسيا، حيث تعتمد على مزيج من الصناعات الموجّه للتصدير، وجذب الاستثمارات الأجنبية، والتكامل في سلاسل القيمة العالمية. وتشمل أبرز القطاعات الاقتصادية: الإلكترونيات والتكنولوجيا، والمنسوجات والملابس، والصناعات التحويلية إضافة إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والسياحة والتعدين التي تشهد نمواً متسارعاً.
ومن الدول الهامة لجذب الاستثمار والسياحة إندونيسيا وهي أكبر دولة إسلامية في العالم وتعد أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا ,من الأعضاء المؤثرين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN ) الاقتصادية، ويعتمد اقتصادها على مزيج من الطاقة والتعدين، والزراعة، والصناعات التحويلية، والخدمات البنكية الاسلامية والاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة . وتتميز العلاقات الأخوية الإندونيسية الأردنية على ممر العقود بقوتها في مجالات التعليم العالي والتبادل الثقافي والعلمي والتنويع الاقتصادي والسياحة الدينية. وأشاد جلالة الملك بتجربة الصندوق السيادي الاندونيسي ( Danantara ) والذي يعد من أكبر الصناديق السيادية في العالم بأصول تقدر ترليون دولار ويسعى الصندوق في تحقيق شراكات استثمارية في مجال تقنية المعلومات والطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة الدينية التي يوفرها سوق الأردن.
وشملت الجولة سنغافورة وهي في طليعة الدول في العالم في اقتصاد المستقبل والتقنيات الحديثة مثل صناعة الروبوتات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا البيولوجية والصناعات الدوائية عالية النوعية وتعتبر من رواد أسيا في الصناديق والمحافظ الاستثمارية ورأس المال المغامر في مجالات الاقتصاد الرقمي والتحول الاخضر للطاقة . واختتمت الجولة بزيارة الباكستان الشقيق والتي يرتبط فيها البلدان بالعلاقات المتينة المبنية على التعاون في المجالات الاقتصادية من صادرات البوتاس والفوسفات والأدوية حيث بلغ حجم التبادل التجاري 47 مليون دولار بالإضافة للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية.
وخلال برنامج العمل أنجزت عدة اتفاقيات مثل مذكرات التبادل التجاري وحماية الاستثمار بين الأردن وفيتنام ورفع التمثيل الدبلوماسي ووضع أطار للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وعلي صعيد الاقتصاد الرقمي والريادة تم توقيع اتفاقية تعاون بين مع سنغافورا في مجال الامن السبراني والتحول الرقمي والحوسبة السحابية.
جولة العمل الملكية وضعت الأردن على جدول عمل النمور الأسيوية كبوابة الاستثمار والتجارة واقتصاد المستقبل في المنطقة بالإضافة الى توافق في رؤية بناء علاقات اقتصادية وتجارية تعزز مكانة الأردن كقطب تجاري متوازن بين الغرب والشرق في ظل التغيرات الاقتصادية والتحالفات التجارية وأهمية تنويع العلاقات التجارية وفتح الأسواق .
يعكس التوجّه الأردني نحو تعزيز الشراكات مع النمور الآسيوية رؤية ملكية ثاقبة تستشرف المستقبل، وتستند إلى تنويع الأسواق، وجذب الاستثمارات النوعية ، والاستفادة من التجارب التنموية الرائدة لتسريع النمو الاقتصادي وتعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي للتجارة والأعمال. هذا الجهد الملكي الموصول يستوجب أجندة عمل ومتابعة حثيثة من رئاسة الوزراء، ووزارة الاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص ورجال الاعمال والكادر الدبلوماسي ومجتمع المغتربين لترجمته نحو قصص نجاح اقتصادي واستثماري تساهم في تحقيق رؤية التحديث الاقتصادي .
*خبير في الاقتصاد والاستثمار




