“الثقافة” تتغلب على كورونا وتسخر طاقاتها في 2020 لخدمة المجتمع

8

رقمنة 

الغد – عزيزة على

لم تستكن وزارة الثقافة للمرحلة الصعبة التي مر بها الأردن اثناء جائحة فيروس كورونا الذي ضرب كل مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والصحية، فرغم الظروف الصعبة من حظر للتجول ووقف النشاطات الثقافية، تم استحداث برامج ومسابقات وفتح منصات تعمل على مساعدة وتشجيع الشباب والعائلة الأردنية للتغلب على حالة الحظر.
حول أثر هذه المبادرات والمسابقة التي أطلقتها وزارة الثقافة على المجتمع، وإذا ما أسهمت في التخفيف من حدة الأثر النفسي على المواطن، أكد وزير الثقافة د. باسم الطويسي في تصريح الى “الغد”، أن الوزارة بادرت منذ التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا، ومع صدور أوامر الدفاع المتعلقة بالبروتوكولات الصحية والوقائية التي تتطلب التباعد الاجتماعي/ الجسدي، إلى إطلاق جملة من النشاطات والمشاريع الثقافية التي كانت تهدف إلى التقليل من الأثر النفسي للوباء الذي انتشر في سائر أرجاء العالم، ومنها الأردن، وتحديدا خلال أيام الحجر التي عانى فيها الناس الضجر والفراغ، منطلقة من إيمانها بالعلاقة الكبيرة بين الوعي الثقافي والالتزام.
وأضاف الطويسي أن وزارة الثقافة وقفت جنبا إلى جنب مع المؤسسات والهيئات الطبية والصحية على إصدار أول دليل باللغة العربية في مجال “التكيف الاجتماعي والتضامن الانساني لمواجهة وباء كورونا” الذي يشمل بعض النصائح والإرشادات حول سبل التكيّف الاجتماعي في فترة البقاء في المنزل والممارسات الفضلى في التضامن الانساني، والدعم النفسي والاجتماعي لكبار السن، والدعم النفسي والاجتماعي للأطفال، والتضامن مع الجيران والأصدقاء والزملاء، مع التأكيد على التقارب الإنساني.
واشار الوزير إلى “حزمة التكيف الاجتماعي مع جائحة كورونا”، إذ أطلقت الوزارة نحو “12”، برنامجا ثقافيا، والتي هدفت إلى استمرار الحياة الثقافية، وفي مد المجتمع بالمنتجات الثقافية، لافتا الى ان الوزارة قامت بالاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في تعميم الثقافة المجتمعية وببرامج تناسب الأسرة.
وتحدث الطويسي عن مسابقة “موهبتي من بيتي”، التي نظمتها الوزارة واشتملت على خمسة حقول، في الكتابة الأدبية والفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، الموسيقا والغناء، الستاند أب كوميدي، التمثيل، وانقسمت بين فئتين عمريتين، مبينا ان هذه المسابقة حظيت بمشاهدات زادت على “37”، مليون مشاهدة، والتي تعني مشاركة ثقافية غير مسبوقة بشهادة عدد من وسائل الإعلام العربية، الى جانب جائزة “كل مر سيمر”، التي نظمتها الوزارة والتي عنيت بتسجيل لحظات الحجر في زمن كورونا.
وأشار الوزير إلى المنصات التي اطقلتها الوزارة، مبينا “قيام الوزارة برفع عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية، وعدد من المسرحيات التي أنتجتها الوزارة في سنوات ماضية، كما رفعت نحو 2500 كتاب على موقع الوزارة لتعميم القراءة باسم منصة “الكتاب”، وكذلك رفع أعداد من مجلتي أفكار التي تعنى بالثقافة، ووسام التي تعنى بالأطفال، ونظمت برنامج “الثقافة عن قرب”، الذي اشتمل على نشاطات المديريات في المحافظات بعقد عدد من الندوات والأمسيات الشعرية.
وأكد الطويسي على دور الوزارة في العناية بالموهوبين، وتحديدا الأطفال والشباب، فقد دشنت الوزارة منصة “شغفي”، التي تقدم التدريب المجاني للمتابعين على موقع الوزارة في الكتابة الأدبية والموسيقا والفن التشكيلي والتمثيل والصناعات الحرفية، وأثبتت الدراسات والبحوث العلمية أهمية دور الثقافة والفنون في تقليل التوترات النفسية، وتعديل السلوك والعلاج النفسي، والارتقاء بالمجتمع من خلال اكتشاف الموهوبين ووضعهم في بداية الطريق.
وخلص الوزير الى أن غالبية البرامج والنشاطات التي خططت لها الوزارة جاءت في هذا الظرف الاستثنائي للجائحة، ونظمتها لتترجم عمليا وفعليا تلك الدراسات النظرية وتطبقها على أرض الواقع فعليا، وقد أثبت التجربة نجاعة البرامج والمسابقات على أرض الواقع من خلال حجم المشاركات الكبيرة وغير المتوقعة، والرضا العام والملاحظات الانطباعية التي سجلها المشاركون والمتابعون وما نشر عبر وسائل الإعلام.
وقد لقت مسابقة “موهبتي من بيتي” صدى بين الجمهور من أبرزها حيث انها ضمت خمسة حقول في الفن والثقافة والادب، وهي؛ اولا: النصوص الأدبية: الشعر، القصة القصيرة واليوميات على ان تكون مكتوبة بالعربية الفصحى، ثانيا: الرسم والتصميم والتصوير الفوتوغرافي والكاريكاتير. ثالثا: الفيلم القصير والفيديو المنزلي بما لا يزيد على دقيقة ونصف دقيقة. رابعا: الموسيقا والغناء وتسجل على ملف صوتي بما لا يزيد على دقيقتين. رابعا: التمثيل والتقليد وستاند أب كوميدي بما لا يزيد على دقيقة ونصف دقيقة. وتخضع الاعمال المشاركة الى التنافس من خلال تخصيص 50 % لتفاعل الجمهور مع المشاركات عبر شبكات التواصل الاجتماعي و50 % للجان التحكيم المتخصصة.
وتقدم المسابقة “100”، جائزة كل أسبوع، وجميعها جوائز نقدية تبدأ بـ(1000) دينار وتنتهي بـ(100) دينار، وتستهدف الأطفال والشباب بما يتناسب وقدراتهم وإمكانياتهم مع مجالات المسابقة، الأطفال من 10-14، عاما، والشباب من 15-25، عاما.
اما مسابقة “كُـلُّ مُرٍّ سَيمُرّ”، هي عبارة عن توثيق إبداعي في زمن كورونا، وهي شهادات وحكايات من الراهن المعيش بلغة أدبية أو تقريرية تدوّن التفاصيل اليومية بما فيها من ألوان ودفقة أمل تنحاز للحياة، وقيمت الجائزة الأول في المسابقة، “3”، آلاف دينار، والمركز الثاني “2000”، ألفا دينار، والمركز الثالث “1000”ألف دينار أردني، وقامت الوزارة بإصدار النصوص الفائزة في كتاب يحمل عنوان المسابقة.
ومسابقة “صدقني”، وهي تتكون من ثلاثة فروع هي: “افهم، ارصد، اشارك”، يتطلب للمشاركة في “فهم”، الإجابة عن (10) أسئلة أسبوعيًا يختارها النظام لكل مشارك بشكل عشوائي من بنك الأسئلة بحيث لا يُشترط أن تتكرر الأسئلة نفسها لدى كل المشاركين. وتقدم الأسئلة على صيغة اختيار من متعدد. وتتوفر الإجابات لهذه الأسئلة في الدروس التي نشرت على المنصة في نفس الأسبوع”.
اما “ارصد”، فيقوم المشارك برصد إشاعة محلية أو خارجية على نموذج رصد الإشاعات المرفق، ويرصدها من خلال: فيديو لا تتجاوز مدته دقيقتين، يحتوي على فكرة مبتكرة أو طريقة جاذبة لإعلاء قيم المصداقية ومحاربة الإشاعات والتضليل، كتابة مقالة لا يتجاوز عدد كلماتها 300 كلمة تحتوي أفكارًا مبتكرة لنشر ثقافة التربية الإعلامية والمعلوماتية وتعزيز المصداقية والثقة في المجتمع.
واطلقت ايضا الوزارة “شغفي”، وهي منصة تدريب الفنون والصناعات الثقافية التي تعمل على تطوير قدرات المواهب الشابة وصقلها، وتطوير مهاراتهم من خلال: توفير التدريب السهل والمبسط والمجاني في مجالات الفنون والصناعات الثقافية، وبناء قدرات المواهب الشابة، وإغناء المعارف فيها لما تشكله من أهمية في دفع عجلة الاقتصاد والتنمية، تم إطلاقها في أيار العام 2020.
وتقدم المنصة دورات تدريبية مكثفة وقصيرة تبدأ من ساعتين إلى 8 ساعات موزعة على شكل دروس تطبيقية قصيرة، كل درس مدته 20 دقيقة. تتبع المنصة التدريبية أحدث الأساليب في التدريب التطبيقي من حيث تطبيق معايير جودة التدريب ومضامينه، وأدواته المعاصرة، وتوفر مدربين خبراء وأكفياء، فضلاً عن أن التدريب باللغتين العربية والإنجليزية، واستفاد من خدمات منصة “شغفي”؛ الأشخاص الذين لديهم رغبة وشغف حقيقي بتطوير قدراتهم في مجالات اهتمامات المنصة التدريبية.
اما منصة الكتب المجانية “الكُتْبا”، وهي منصة رقمية توفر الكتب المجانية، وتُعنى بالدرجة الأولى بالكتاب الأردني والعربي، وتعكس تعاون وزارة الثقافة الأردنية مع المؤسسات الرسمية المعنية بنشر المعرفة، ومؤسسات التعليم، ودور النشر، والمؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية والخاصة التي تلتقي في هذه المنصة لتوفير الكتاب المجاني بسهولة ويسر لعامة قرّاء اللغة العربية تسعى هذه المنصة إلى حماية حق المجتمع في المعرفة من خلال تقديم الكتاب المجاني، والتعريف بالكتاب الأردني وبمنتجي المعرفة في مختلف المجالات، كما تعمل هذه المنصة على تشجيع صناعة النشر والترويج لها.
رغم جائحة كورونا الا ان الوزارة قامت بدعم واصدار العديد من الكتب حيث قامت بنشر “11”، كتاب وقامت بدعم نشر جزئي”76″، كتاب ، وقامت بإهداء “6000”، كتب للأفراد والمؤسسات، الى جانب اصدار المجلات التالية :”وسام للاطفال صدر “12” عدد، صوت الجيل صدر عددان، فنون صدر منها عددان، كما قامت بإصدار “15”، كتاب ضمن المدن الثقافة الاردنية: لواء البادية الشمالية الشرقية، ولواء القويرة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد