
رقمنة
أكدت الدكتورة تهاني الخطيب، من قسم أنظمة المعلومات الحاسوبية في كلية الملك عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات بالجامعة الأردنية، أن مبادرتها “التقنية بقلب إنساني – Tech with the Human Heart” جاءت انطلاقا من إيمانها بأهمية الاستخدام المسؤول والأخلاقي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المبادرة توجت بالحصول على الجائزة الأولى (المركز الأول) ضمن جائزة سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني لفئة الأفراد.
وبينت الخطيب أن الهدف الأساسي للمبادرة يتمثل في رفع مستوى الوعي المجتمعي، على صعيد الأفراد والمجتمع ككل، ولدى المتخصصين وغير المتخصصين في مجال التكنولوجيا، بأهمية تطوير واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
وأوضحت أن المبادرة جاءت استجابة لجملة من الإشكاليات والتحديات الأخلاقية المرتبطة بخوارزميات وأدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة يوميا، من أبرزها الانحيازات الخوارزمية، وتقديم معلومات مغلوطة، وعدم وضوح المخرجات، إلى جانب غياب الشفافية في آليات الوصول إلى النتائج، مؤكدة ضرورة امتلاك جميع أفراد المجتمع وعيا أخلاقيا يمكنهم من استخدام هذه الأدوات بما يعزز دور الإنسان بدلًا من أن تحل محله.
وأضافت أن المبادرة مستمدة في الأصل من رسالتها للدكتوراه، التي تناولت دراسة خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما خوارزميات التعلم الآلي، ومقارنتها بالذكاء الإنساني، حيث ركزت الرسالة على إبراز أهمية أن يكون الإنسان قائدا للتكنولوجيا لا مقادا بها، وأن تبقى الأدوات التقنية تحت إدارته وخدمته لا بديلًا عنه.
وأشارت الخطيب إلى أن المبادرة تنسجم مع توجه الجامعة الأردنية، بقيادة رئيسها الدكتور نذير عبيدات، نحو تعزيز إدخال الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات ودعم التحول الرقمي، ضمن إطار مسؤول وأخلاقي يحافظ على الدور المحوري للإنسان.
وحول التحديات التي واجهتها، لفتت إلى أن أبرزها يتمثل في الثقة العمياء التي يمنحها البعض لأدوات الذكاء الاصطناعي، والاعتماد الكامل عليها في التعلم أو إنجاز المهام دون جهد أو تحقق، معتبرة أن هذا النهج يشكل خطرا حقيقيا، إذ يفترض أن تسهم هذه الأدوات في تعزيز قدرات الإنسان لا أن تكون بديلا عن تفكيره أو جهده.
وأكدت أن من أخطر التحديات اليوم تلقي المعلومات الجاهزة من أدوات الذكاء الاصطناعي دون مراجعة أو تدقيق، رغم احتمالية احتوائها على معلومات غير دقيقة، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالصور ومقاطع الفيديو المزيفة المنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي باتت تصعب التمييز بين الحقيقة والتزييف، ما يستدعي تكثيف الجهود لرفع الوعي المجتمعي في هذا المجال.
وعن شعورها باستلام الجائزة، عبرت الخطيب عن سعادتها وفخرها الكبيرين، ووصفت التجربة بأنها مزيج من الفرح والإحساس العالي بالمسؤولية، مؤكدة أن ازدياد حضور المبادرة وظهورها للناس ضاعف من التزامها بمواصلة العمل والتأثير الإيجابي.
وتقدمت الخطيب بجزيل الشكر لسمو ولي العهد على إطلاق مثل هذه الجوائز التي تشجع أصحاب الأفكار والمبادرات، داعية كل من يمتلك فكرة، مهما كانت بسيطة، إلى التطوع والعمل، لما يحمله العطاء من قيمة إنسانية وسعادة حقيقية.
وقالت “إن الأفكار الصغيرة تكبر مع الوقت، وتترك أثرا إيجابيا في المجتمع، وتنعكس خيرا على الناس والوطن والأمة، مؤكدة أن مثل هذه الجوائز تسهم في تحفيز الأفراد على الاستمرار في مبادراتهم وبناء مستقبل أفضل” .
المصدر : صحيفة الرأي – سرى الضمور




