ريادة الاعمال

ابتكار لشاب أردني يصل لنهائيات برنامج “نجوم العلوم”

"الشيخ صالح" يخترع نظاما ذكيا يتنبأ بعمر بطارية المركبات الكهربائية

رقمنة 

استطاع المبتكر الأردني محمد الشيخ صالح (27 عاما) التأهل إلى نهائيات برنامج “نجوم العلوم “القطري في موسمه الـ 17، وحجز باختراعه الأول من نوعه مقعدا في المرحلة النهائية إلى جانب 6 متسابقين آخرين من مختلف الدول العربية الذين يسعون بخبراتهم لرسم ملامح مستقبل الابتكار العلمي، ليكن في انتظاره منافسة قوية.

ومحمد الشيخ صالح مبتكر أردني، بمسيرة أكاديمية عالمية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة العلوم التطبيقية في النمسا العليا، واستكملها بدرجة الماجستير في هندسة الطاقة من الجامعة التقنية في ميونخ.

وبدعم من قطر، استمر صالح في رحلته العلمية ليحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب من جامعة تكساس إيه آند إم في كوليدج ستيشن.

وخلال مسيرته الأكاديمية، انصب تركيز صالح على حلول الطاقة المستدامة، حيث قام بنشر أكثر من 20 ورقة علمية، وحصل على جوائز بحثية من الأكاديمية البولندية ومنتدى البحث الجامعي بجامعة تكساس إيه آند إم.

وتحدث صالح لـ “الغد” عن فكرة مشروعه التي رافقته خلال فترة دراسته، حيث يعمل على أبحاثه في مجال الذكاء الاصطناعي والهندسة الكهربائية، موضحا انه كان دائما يرى أن اكبر مشكلة تواجه السيارات الكهربائية هي البطارية.

ويشير صالح إلى أنه سعى لإيجاد حلول لهذه المشكلة ومعرفة الحالة الحقيقية لبطارية السيارة، وفي وقتها لمع في عقلة فكرة “لماذا لا نطور نظاما ذكيا يستطيع ان يتنبأ بحالة البطارية ويطيل من عمرها باستخدم الذكاء الاصطناعي والمعادلات الفزيائية التي تخص البطارية من هنا بدأت رحلة “فولتكا” وهو نظام يقدر الحالة الصحية للبطارية ويتنبئ بعمرها المتبقي بدقة كبيرة.

ويفسر صالح أن المشروع عبارة عن جهاز معزز بتقنيات دمج الذكاء الاصطناعي والمعادلات الكهروكيميائية، وهو يراقب حالة بطارية السيارات الكهربائية في الوقت الفعلي، ويقدم تحليلات دقيقة ومفسرة بسهولة، يتم إرسالها إلى السائق عبر تطبيق الهاتف المحمول، مما يساهم في إطالة عمر البطارية، ويحد من النفايات الإلكترونية، ويعزز النقل المستدام.

ويؤكد صالح أن الهدف الرئيسي من مشروعه هو مساعدة الأفراد لتتجه أكثر للطاقة النظيفة والنقل الكهربائي، مبينا أننا عندما نحافظ على عمّر البطارية ونقلل الأعطال فنحن بذلك نقلل مصاريف الصرف والانبعاثات وفي ذات الوقت نوفر على الأفراد.

ويشير صالح إلى أن المشروع يخدم شركات السيارات وبذات الوقت يساهم عالمياً في خفض التلوث ودعم الاقتصاد الأخضر الذي يدعم الاستدامة ويقول صالح ” الفكرة ليس فقط تكنولوجيّة بل هي أيضا بيئية وإنسانية”.

ويستهدف هذا الابتكار شركات تصنيع السيارات الكهربائية، وشركات إعادة تدوير البطاريات، ومؤسسات البحث العلمي، ويتعاون صالح حاليًا مع باحثين من جامعة تكساس إيه آند إم في قطر وجامعة حمد بن خليفة، ويسعى جاهدا لاستقطاب مستثمرين لطرح المنتج في السوق.

ويذكر صالح أن هنالك العديد من التحديات التي واجهته في مقدمتها دمج الجانب الفيزيائي مع الذكاء الاصطناعي بمعنى ذكاء الإنسان مع الذكاء الاصطناعي فهذه عملية لم تكن سهلة.

وكما أن عملية جمع البيانات من البطاريات حقيقية كانت متعبة بحد قوّله، ومحاولة التحدث مع السيارة بحيث انها تمدهم بالمعلومات من الحساسات التي داخل السيارة ليستطيع منها التنبؤ بالحياة المتبقية للبطارية.

والصعوبة الأكبر كانت بايجاد سيارة تصلح للاستخدام، لأن السيارة لديها بروتوكولات ليستطيع التحدث معها وسحب المعلومات ويقول صالح “كانت التحديات من جميع النواحي ولكن الحمد الله مع الوقت والتجارب والدعم الذي وصلنا من خبراء نجوم العلوم استطعنا أن نتخطى هذه المرحلة”.

وصالح استخدم خبرته ومعرفته لابتكار جهاز ذكي يتم توصيله بمنفذ الاتصال القياسي في السيارات الكهربائية، وهذا الجهاز يراقب سلوك السائق ومؤشرات أداء البطارية للتنبؤ بسلامتها وعمرها الافتراضي.

ويذكر صالح ان الجهاز يقدم توصيات عملية، تشمل النظام الأمثل لشحن أو تفريغ البطارية، وكيفية تحسين استهلاك الطاقة، والتحذيرات المبكرة في حال ظهور مؤشرات عطل في البطارية.

ويوضح صالح أنه من خلال إطالة عمر البطارية، يسهم الجهاز في الحد من النفايات الإلكترونية، وتعزيز الموثوقية، وتحسين معايير السلامة، ودعم التحول إلى وسائل نقل مستدامة، خاصة في ظل المناخات القاسية كما هو الحال في الشرق الأوسط، حيث تتدهور البطاريات بسرعة قياسية.

وعن تأهله لنهائيات نحوم العلوم عبر صالح عن سعادته وفخره وأكد أنها لحظة لن ينساها، وخاصة انه تأهل مع صديقه خلدون مقدادي المتنافس الأردني الذي تأهل أيضا للنهائيات.

ويقول “نحن المتسابقين الأردنيين كانت بالنسبة لنا فرحة كبيرة ممزوجة بالفخر والمسؤولية، فداخل المختبر نحن نمثل الأردن والشباب الأردني الطموح الذي يحمل خبرات ويحقق الفرق، وهذا مسؤولية كبيرة” مؤكدا بذلك أن الفرحة لم تكن من أجل التأهل فقط بل أيضا لأنهم شعروا أن تعب السنين وأبحاثهم بدأت تثمر بالفعل.

ويشير صالح إلى أنه كان من متابعين برنامج “نجوم العلوم”، ووجده فرصته لتطبيق أبحاثه وعندما صادفته دعوة للتقديم في جامعة تكساس إيه آند إم في قطر، أخذته هذه الخطوة إلى المشاركة في المسابقة، وتحقيق مساعيه في دمج الأبحاث النظرية والتطبيقات العملية في العالم الحقيقي. ويشير صالح إلى أن طموحه الأكبر أن يرى مشروعه يتحول من فكرة لمنتج حقيقي موجود في الأسواق ويخدم الناس حول العالم، وبذات الوقت يتمنى أن يكون قادر على مساعدة الشباب العربي، ليروا أن “الابتكار ليس بعيداً عنا وأننا كعرب قادرين على أن ننافس عالميا إذ عملنا بإصرار وشغف”.

وفي ختام حديثه بين صالح أن جميع المشاريع المشاركة قوية ومميزة، مؤكدا بذلك ان المشاركين لديهم أفكار وابتكارات ونماذج جاهزة للأسواق ولكن ما يميز مشروعه عن الباقي، انه في الهندسة الكهربائية والباقي عن الطب، وهو مبني على دمج الذكاء الاصطناعي والمعادلات الفيزيائية.

ووفق قوله، فإن برنامجه هو أول برنامج يوضع على جهاز صغير ويتم اختباره على سيارات كهربائية، ولهذا كسبت الفكرة “براءة اختراع”، وهو ليس برنامج نظري بل جاهز للتطبيق العملي على ارض الواقع.

المصدر : الغد – رشا كناكرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى