
رقمنة – إبراهيم المبيضين
يواصل مشروع ” ألهمني” الريادي الاجتماعي عمله ونشاطاته وفعالياته، حاملا رسالة ورؤية نبيلة تقوم على فكرة : ” خلق بيئة حاضنة لذوي الإعاقة تتيح لهم تنمية قدراتهم والمشاركة الفاعلة في المجتمع”، مستندا على شراكات وتعاون مع القطاعين العام والخاص في دعم هذه الفئة وتعزيز حضورها على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وأكدت صاحبة المشروع – الكاتبة والناشطة دعاء البيك – في حديث خاص لموقع ” رقمنة” ، انه منذ الانطلاقة قبل نحو سنتين كان هناك توجه لخدمة شريحة ذوي الاعاقة ببرنامج ونشاطات وخدمات تستهدف تطوير مهاراتهم الاجتماعية للوصول إلى اكبر قدر من الاستقلالية على الصعيدين الشخصي والمهني، وتوفير الفرص اللازمة لاستمرارية العطاء وعدم التوقف عن التعلم سواء التعلم المهني أو الأكاديمي.
وهذه الرؤية الاستراتيجية لمشروع ” ألهمني” ، أشارت اليها البيك في فعالية نظمتها مؤخرا في قرية ” اورنج الرقمية” لتمكين شباب والأهالي من ذوي الإعاقة، ، برعاية شركة أورنج الاردن و وزارة الاقتصاد والريادة الحاضنة للمشروع.
الفعالية التي امتلأت بالنشاط والتفاعل ، شهدت حضور نخبة من الشخصيات الداعمة، من أبرزهم: الدكتورة ديمة المومني، الشيف خميس قويدر، هيثم أبو رمان، براء العطيات، إلى جانب منظمة بلان إنترناشونال، وانتصار الخطيب صاحبة مبادرة الداون معنا حياتنا لها معنى، وموفق الزامل صاحب مبادرة سامر طيف التوحّد، والمديرة العامة لشركة إنماء ريما عطاري، إضافة إلى عمر مهيار، مدير استوديوهات أورنج، الذي يمثل نموذجًا مُلهمًا لشخص من ذوي الهمم حقق نجاحًا بارزًا، كما شهدت الفعالية حضور مميز لفرقة دبكة الفرسان من متلازمة داون بقيادة لولو أبو الرب.
وتناول اللقاء احتياجات ذوي الإعاقة في مجالات التأهيل وفرص العمل والتمكين الاقتصادي، حيث قدّم المشاركون مبادرات عملية لدعم دمجهم في سوق العمل، من بينها ” مبادرة الشيف خميس قويدر” لفتح أبواب التوظيف أمامهم في قطاعي المطاعم والفنادق، كما ناقش الحضور آليات التشبيك بين الأهالي والجمعيات الخيرية والمؤسسات المختلفة لتوفير الدعم المستدام لهم.
وحول أهمية مثل هذه الفعالية ، أوضحت البيك انها تعمل على توطيد أواصر العلاقات والحديث والنقاش المفيد مع شريحة الشباب من ذوي الاعلاقة وتعزز نفسياتهم واندماجهم بالمجتمع، مع توفير فرص التدريب لهم لنفتح لهم ابواب التوظيف، حيث ركزت الفعالية في أول محاورها على التمكين الاقتصادي والتشغيل من خلال مبادرات لتوفير فرص عمل وتدريب، منها مبادرة الشيف خميس في قطاع المطاعم والفنادق.
محاور فعالية ” ألهمني”:
وفي تفاصيل الفعالية، بينت البيك بانها ركزت على العديد من المحاور ومنها محور التأهيل الأكاديمي والمهني والاجتماعي من خلال الدمج بين التجربة الميدانية والتعليم، مع إمكانية التعليم المنزلي، ومحور التشبيك والشراكات من خلال ربط الأهالي بالجمعيات والمؤسسات.
واشارت الى محور تفعيل الشراكات مع أورنج، وزارة الاقتصاد والريادة، وبلان إنترناشونال، مؤكدة اهمية الدعم المقدم من هذه الجهات والذي ساهم في توفير تدريبات ريادية و مساعدة على التشبيك و بناء العلاقات و توفير الامكانيات لفعاليات تمكين ذوي الاعاقة.
وقالت البيك ان الفعالية تضمنت عرض للنماذج الملهمة من خلال استعراض قصص نجاح مثل عمر مهيار، ومبادرات محلية (الداون، التوحّد)، ومحور الدعم الأسري والمجتمعي من خلال تسليط الضوء على دور الأسرة كشريك أساسي، وتوزيع كتيبات توعوية عن الحقوق والدعم النفسي والسلوكيات، فضلا عن التركيز على عرض رسالة المشروع والتي تتمحور حول تغيير النظرة من الشفقة إلى العدالة والفرصة، وأن التمكين حق وليس صدقة.
” مشروع ألهمني “:
وتطرقت البيك في الحديث الى مشروعها ، وما يقدمه للمجتمع ، واصفة“ألهمني” بانه ” “مساحة أمل لليافعين من ذوي الإعاقة، يجمع بين التأهيل الأكاديمي والمهني والاجتماعي، معتمدا على التجربة الميدانية، حيث يكتشف اليافعون مهاراتهم ومهن تناسب قدراتهم، مع إمكانية العودة للتعليم المنزلي بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم.
الخدمات التي يقدمها مشروع ” ألهمني” :
وعن الخدمات التي يقدمها مشروع ” الهمني” اوضحت البيك انه خدماتنا انها تشمل ما يلي : تدريبات ميدانية واقعية من خلال وضع المشاركين في مواقف حياتية حقيقية لتنمية مهاراتهم اليومية وتعزيز استقلاليتهم، وتأهيل مهني متخصص من خلال تدريب عملي على مهارات مهنية متنوعة لمساعدتهم في اكتشاف مجالات العمل المناسبة لقدراتهم، وتحديد وتطوير القدرات الفردية عبر تقييم نقاط القوة لكل مشارك والعمل على صقلها عبر خطط تدريب شخصية، كما يقدم المشروع خطط علاجية داخلية تشمل العلاج الوظيفي، التربية الخاصة، وعلاج النطق، لدعم التطور الشامل للمشاركي، وخدمات دعم الاندماج المجتمعي عبر إشراك المشاركين في أنشطة مشتركة مع المجتمع لتعزيز الثقة والتواصل، فضلا عن متابعة وتوجيه مستمر: تقديم الدعم والإرشاد بعد انتهاء التدريبات لضمان استمرارية التطور والنمو
الخطط المستقبلية لمشروع ” ألهمني”:
وعن خطط المشروع مستقبلا ، قالت البيك اان هناك برامج ومشروعات طموحة تهدف في مجملها الى : خلق بيئة مجتمعية داعمة، تتيح للأطفال واليافعين من ذوي الإعاقة اكتشاف قدراتهم وتنميتها، وتزويدهم بتجارب حياتية ومهنية حقيقية تؤهلهم للوصول إلى أعمال تتناسب مع إمكاناتهم، ليصبحوا عناصر مؤثرة ومبدعة في المجتمع، يعيشون حياة مليئة بالاستقلالية والكرامة.
عن مؤسسة مشروع ” ألهمني” دعاء البيك :
ودعاء البيك، هي كاتبة وروائية أردنية تحمل دبلوم تمريض، وبكالوريوس في الكيمياء، ودبلومًا عاليًا في الإرشاد النفسي والأسري ودعم أسر ذوي الإعاقة. أنهت حتى الآن أربع مؤلفات روائية، إلى جانب عملها المجتمعي عبر مشروع “ألهمني” الموجَّه لتمكين اليافعين من ذوي الإعاقة.
وجمعت البيك بين شغف الأدب ورسالة التمكين المجتمعي، وقد بدأت مسيرتها الأكاديمية بدراسة التمريض، ودخلت سوق العمل في سن الثامنة عشرة لتكتسب خبرة إنسانية مبكرة في الرعاية الصحية. لم تتوقف عند ذلك، بل حصلت على درجة البكالوريوس في الكيمياء التي منحتها منهجية دقيقة، ثم أضافت إليها بعدًا إنسانيًا عميقًا بدبلوم عالٍ في الإرشاد النفسي والأسري، لتصنع مزيجًا فريدًا من المعرفة العلمية والإنسانية، وقد عملت البيك في التعليم مع فئات عمرية وخلفيات متنوعة، وأسهمت في برامج دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي التجربة التي كانت حجر الأساس لإطلاق مشروعها الاجتماعي لاحقًا. كما خاضت تجارب مهنية متعددة في المبيعات وإدارة العلاقات، ما أكسبها قدرة عالية على التواصل وبناء الثقة.
في الأدب، قدمت البيك روايات مؤثرة، منها نساء من فتات، ولا أعرف، وسايكو التي نُشرت في الأردن ومصر، وصولًا إلى بين أكتوبرين التي عكست عمق الواقع الإنساني والاجتماعي، واما في ريادة الأعمال الاجتماعية، أسست مشروع “ألهمني” لتمكين الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، عبر التدريب والتأهيل الأكاديمي والمهني والاجتماعي، بهدف منحهم الاستقلالية والكرامة.