أردنيون يحصدون يتفوقون في فعاليات عالمية وعربية معنية بالتقنية والريادة
رقمنة
الغد – إبراهيم المبيضين
وسط ما خلفته أزمة كورونا المستمرة من آثار سلبية على كل شرائح المجتمع ومعظم القطاعات خلال العام الحالي، وما رافقها من أخبار كانت تبعث على التشاؤم في كثير من الأحيان، إلا أن إنجازات حققها شباب أردنيون مؤخرا تبعث على التفاؤل والخير عندما أصروا على إثبات أنفسهم ووجودهم وتفوقهم في المحافل العربية والدولية وخصوصا تلك المعنية بالشأن التقني والريادي.
وعاود رياديون أردنيون وشباب متخصصون في مجال التقنية خلال الاسابيع القليلة الماضية التأكيد على ما يمتلكه الأردن من موارد بشرية متميزة تعمل على مشاريع وأفكار ريادية، استطاعت التفوق ومواصلة العمل والنمو في مواجهة كل التحديات التي تواجه بيئة ريادة الاعمال من جهة، وفي مواجهة اكبر جائحة واجهها العالم والاردن منذ عشرات السنين وهي جائحة “الكورونا” من جهة أخرى.
وتمكن هؤلاء الشباب من التميز والتفوق على عشرات المشاريع والأفكار في المنطقة العربية والعالم، خلال مشاركتهم في فعاليات ومسابقات متخصصة في مضمار التقنية والريادة خلال الايام والاسابيع القليلة الماضية.
وأعلن يوم أول من امس الثلاثاء عن فوز تطبيق أمان لتتبع مخالطي مصابي كورونا، بجائزة “أفضل تطبيق في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا لعام 2020” خلال فترة الجائحة، وذلك ضمن مسابقة “ابتكار التطبيقات من هواوي في إنجاز جديد يضاف إلى الإنجازات التي حققها الأردن في المجالات التقنية”.
وتطبيق “أمان” هو أحد المبادرات الوطنية المقدمة لصالح وزارة الصحة، وتم تطويره من قبل مجموعة من الشباب الاردني المتطوعين “جوتيك” والتي تشكلت عند بدء الجائحة، حيث اثبت التطبيق فعاليته خلال الشهور الماضية من العام الحالي في تتبع المخالطين والكشف عن مصدر عدوى الإصابات ليبلغ عدد مشتركي التطبيق حوالي 2.5 مليون مشترك.
وتهدف مسابقة “ابتكار التطبيقات من هواوي”، والتي شملت دولاً من أوروبا، وآسيا والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط وافريقيا، وأميركا اللاتينية، والصين، إلى إفادة المطورين العالميين من إمكانات خدمات (HMS) المفتوحة لإنشاء تطبيقات رائدة ومبتكرة تساهم في تعزيز الحلول الذكية لمستخدمي أجهزة هواوي في أكثر من 170 دولة ومنطقة.
وأثبت الرياديان رعد الكلحة ومعتز مارون، مؤسسا تطبيق “Carers” الفائز بجائزة مؤسسة شومان للابتكار العام 2018 والمركز الأول في مسابقة أورانج للمشاريع المجتمعية 2020، تميز الشباب والموارد البشرية الأردنية على مستوى المنطقة والعالم، عندما حصد المركز الأول في مسابقة UCAN Startup Awards في مجال الرعاية الصحية، والذي يقام سنويا” في مهرجان الشارقة لريادة الأعمال.
وتفوق تطبيق Carers للرعاية المنزلية في مجال التكنولوجيا الصحية، وأثبت قوته باعتباره نموذجا لقيادة عجلة التطور في مجال التكنولوجيا الصحية محليا ودوليا، حيث اعتبر في هذه المنافسة من أهم الأفكار التي تعالج مشكلة ملحة وسط أزمة كبيرة مثل أزمة الكورونا.
وتطبيق “كيررز” – الذي انطلق في العام 2018 – هو منصة إلكترونية تقوم بربط العائلات والأفراد الذين يحتاجون الى رعاية منزلية بأفضل مقدمي الرعاية في مجالات التمريض والعلاج الطبيعي ورعاية الأطفال.
وحصلت المهندسة الاردنية افنان علي المؤسسة والمديرة التنفيذية لأكاديمية “يوريكا” – المتخصصة في التعليم الهندسي والتكنولوجي للصغار والشباب – على جائزة الأونكتاد السابعة للمرأة في مجال الأعمال من خلال حفل أقيم عبر الإنترنت في 10 من كانون الأول (ديسمبر) الحالي، وكانت المنافسة بين 10 مترشحين نهائيين على جوائز ريادة الأعمال المرموقة والتي تجري مرة كل عامين، وهم ينتمون إلى شبكة برنامج إمبريتيك الواسعة التابعة للأونكتاد والتي تغطي 40 دولة.
وتأهلت علي الى المنافسة عن مشروعها ومؤسستها التي تديرها وتحمل اسم “يوريكا” وهي أكاديمية تشرف على اول برنامج في الأردن والوطن العربي الذي يعمل على تطوير قدرات الطلاب الابداعية في مجالات الهندسة والتكنولوجيا عن طريق تدريس الطلاب المبادئ الرئيسية في الهندسة والإبداع لتحويل الأفكار.
وتستهدف اكاديمية “يوريكا” في برامجها الفئة العمرية من 6 سنوات الى 16 سنة.
ويعد برنامج امبريتك التابع للأونكتاد، والذي درب الآلاف من رواد الأعمال على مدار الثلاثين عاما الماضية، أحد الأعضاء في هيئة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة، وتأسست جوائز سيدات الأعمال في عام 2008 وتمنح جائزتها كل عامين.
وفي سياق متصل حصل عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة بالجامعة الأردنية، الدكتور خالد الدرابكة على جائزة الاتحاد العربي لمجالس البحث العلمي لعام 2020، عن بحثه المعنون “محاكي جافا مبتكر للنطاق كامل الازدواج لشبكات الراديو المعرفية عبر بيئة انترنت الأشياء”.
وتعتبر الجائزة، دعما للباحثين العرب للتنافس والتوصل لأجهزة راديو ذكية تدعم الاتصال ثنائي الاتجاه عن طريق نفس التردد وفي نفس الزمن في الشبكات اللاسلكية، ما يقلل من استخدام الترددات ويحسن من زمن التراسل بين الأجهزة، لا سيما في ظل ظهور تكنولوجيا الجيل الخامس وإنترنت الأشياء، التي تتطلب استخدام ترددات هائلة تكفي لأجهزة لا سلكية كثيرة العدد.
وتمكن الدرابكة وفريقه العلمي، خلال عامين، من إنجاز محاكٍ لهذا النوع من الشبكات، حيث تم تطويره وعمل بروتوكول من خلاله لدعم الراديوهات الواعية ذات الاتصال ثنائي الاتجاه، كما يمكنها إرسال البيانات لمجموعة من النقاط أثناء استقبالها من نقطة واحدة أخرى فضلا عن استقباله مجموعة من النقاط اثناء أرساله لنقطة واحدة أخرى. ويدعم المحاكي، كل السيناريوهات المحتملة في نقل الرسائل التي تتطلب دليلاً للطريق في مرحلة الاستكشاف، إضافة إلى أن كل نقطة تستطيع العمل بالإرسال والمراقبة معاً، أو بالإرسال والاستقبال معاً عن طريق الرد على هذه الرسائل.
التعليقات مغلقة.