
رقمنة
على هامش الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أميركا، أعلنت الرياض وواشنطن عن حزمة ضخمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تجاوزت قيمتها 270 مليار دولار خلال منتدى الاستثمار الأميركي السعودي 2025، ما يعكس العمق المتنامي للشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويؤكد دخول العلاقات مرحلة جديدة من التكامل الاقتصادي والتقني والدفاعي.
واستحوذت شركتا أرامكو ومعادن على نصيب وافر ضمن حزمة الاتفاقيات الاستثمارية الضخمة التي أعلنتها السعودية والولايات المتحدة، في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وشملت الاتفاقيات مشاريع استراتيجية في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة، والتقنيات الصناعية المتقدمة، إضافة إلى توسعات في سلاسل الإمداد والمعادن الحرجة. ويعكس حضور أرامكو ومعادن في هذه الصفقات الدور المحوري للشركات الوطنية في دفع مسار التحول الاقتصادي وتعميق التعاون مع كبرى الشركات الأميركية، بما يسهم في خلق فرص استثمارية واسعة وتطوير صناعات المستقبل في كلا البلدين.
وشهد المنتدى الاستثماري الأميركي–السعودي حضورًا استثنائيًا للرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات الأميركية والسعودية، وخصوصًا الشركات العاملة في الطاقة والصناعة وأسواق المال.
دفعة قوية للاتفاقيات الدفاعية والتقنية والطاقة النووية
واتفق الجانبان على اتفاقية دفاع استراتيجية تعزز التعاون في المجال الدفاعي، إضافة إلى اتفاقية شراكة في الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تطوير القدرات التقنية وتسريع تبني التطبيقات الحديثة في مختلف القطاعات.
وفي خطوة وُصفت بأنها تحول مهم في مسار التعاون بقطاع الطاقة، أعلنت السعودية والولايات المتحدة استكمال مفاوضات الطاقة النووية المدنية، إلى جانب إطار عمل مشترك للتعاون في سلاسل إمدادات اليورانيوم والمعادن الحرجة، بما يدعم أمن إمدادات الطاقة العالمية ويعزز قدرات المملكة في قطاع الطاقة المتقدمة.
توسيع الشراكة في الأسواق المالية
كما تم الاتفاق على إطار استراتيجي لتسريع الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وتوسيع الشراكة في الأسواق المالية، في وقت تشهد فيه الاستثمارات السيادية السعودية توسعًا نوعيًا داخل الاقتصاد الأميركي.
وكان للقطاع الخاص السعودي والأميركي نصيب الأسد من مخرجات المنتدى؛ إذ بلغت قيمة الاتفاقيات والصفقات التي وقعتها الشركات 270 مليار دولار، تضاف إلى 307 مليارات دولار التي أُعلنت خلال زيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الرياض في مايو الماضي.
وبذلك، يصل إجمالي حجم الاستثمارات والاتفاقيات بين الشركات الأميركية والسعودية إلى 575 مليار دولار، ما يعكس ديناميكية غير مسبوقة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويضع الشراكة السعودية–الأميركية على مسار توسّع تاريخي في قطاعات الطاقة، الدفاع، التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والصناعات المتقدمة.
اتفاقيات “أرامكو”
ووقعت أرامكو السعودية 17 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة إجمالية محتملة تتجاوز 30 مليار دولار مع شركات كبرى في الولايات المتحدة الأميركية.
وتُعد هذه المذكرات والاتفاقيات امتدادًا لما أُعلن عنه في مايو الماضي بشأن 34 مذكرة تفاهم واتفاقية بقيمة إجمالية محتملة تقارب 90 مليار دولار، تدعم جميعها فتح فرص تعاون محتملة مع شركات في أميركا تقدر قيمتها بنحو 120 مليار دولار.
وتشمل مذكرات التفاهم والاتفاقيات الجديدة قطاعات الغاز الطبيعي المُسال والمشتريات وتوريد المواد إلى جانب الخدمات وتصنيع المُركبات المتقدمة بالإضافة إلى الخدمات المالية.
اتفاقيات “معادن”
ووقعت “معادن” مذكرة شروط ملزمة مع MP Materials وMountain JV بغرض إبرام خدمات استشارية وفنية، بالإضافة إلى تأسيس مشروع مشترك لإنشاء وتطوير وتشييد مرفق لتكرير وفصل العناصر الأرضية النادرة في المملكة.
وتشمل الاتفاقية تأسيس شركة مشروع مشترك لتمويل وتطوير وإنشاء مرفق لمعالجة المعادن، وستمتلك معادن حصة لا تقل عن 51% بالمشروع المشترك.
المصدر : العربية نت



