رقمنة
*زياد محمود المومني
يشهد العالم اليوم تسارعا غير مسبوق بادوات التكنولوجيا المختلفة ، والتي أصبحت تقوم بادوار متنوعة في خدمة المجتمعات والتقارب بين الناس ، ودخلت البيوت دون استئذان ، وغدت تلامس كل شيء يقوم به الأشخاص في حياتهم بشكل يوميً مهما كانت اهتماماتهم .
ونرى باستمرار ظهور العديد من هذه الادوات ، التي قفزت وتسارعت لدرجة يصعب على العقل البشري تصورها ، او ان يواكب او يتابع هذه الادوات التي نراها يوميا في مختلف جوانب الحياة ، وبذلك نحن نعيش اليوم فى عصر الرقمنة الذي تسيطر فيه التكنولوجيا وبرمجياتها على حياتنا .
وتعمل التكنولوجيا اليوم على تحقيق وتوفير سبل الراحة والعون للإنسان ، ويتوفر في المنازل ، أجهزة وتقنيات تتيح حلول ذكية وتقنيات مذهلة امام الأفراد لتنظيم الوظائف المنزلية بدءًا من الأجهزة البسيطة مثل المصابيح الذكية ، وآلات القهوة، وكاميرات المراقبة ، وأنظمة الأمان المتطورة ، والتحكّم بدرجة حرارة البيت، والقيام بالعديد من المهام الأُخرى حتى وصلنا إلى مفهوم المنزل الذكي الذي يشهد تطورا هائلا بالاعتماد على بروتوكولات الإنترنت للتواصل معًا وبناء منظومة رقمية متكاملة .
وساهمت التكنولوجيا الى حد بعيد في تحسين نوعية الحياة وتسهيل التواصل بين الناس حيث عملت على جعل العالم قرية صغيرة، وفي وصول الناس إلى المعلومات المختلفة ، مما ادى الى ثورة علميّة ومعرفيّة ضخمة ترتّب عليها تسهيل حياة البشر من خلال زيادة الاختراعات في المجالات العلمية والعملية المختلفة ، وتسهيل اساليب العمل والانتاج .
وتقوم التكنولوجيا بدور كبير في حلّ المشكلات البشريّة ، فضلا عن اسهامتها في في توفير حلول وتطبيقات مختلفة في مجالات التعليم والصحة والنقل والزراعة والترفيه وغيرها ، وهذه ساهمت بزيادة الإنتاج وتسهيل سبل ونوعية الحياة اضافة الى استخدامها في مجال الاعمال كافة .
وفي مجال الاتصالات فقد مكنتنا هذه التكنولوجيا من زيادة القرب بين الناس والتواصل فيما بينهم سواء من خلال الاتصالات الهاتفية الارضية او الخلوية او عبر الانترنت وصولا الى استخدام الاقمار الصناعية في الاتصالات ، والتي تمكن الناس من التواصل دون اية عوائق وفي مختلف المناطق بما فيها النائية .
وتعد الخدمات الساتلية التي تم الترخيص لاحدى الشركات بتقديمها في الاردن مؤخرا انجازا هاما في مجال الاتصالات ، حيث من المتوقع أن تقوم بتفعيل أقمارها وتقديم خدماتها تجارياً في الأردن خلال العام المقبل وهذه ميزة ستمكنها من الوصول الى المناطق النائية التي لا تصل لها الشبكات الاخرى .
وفي هذا السياق، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي وامكاناته الهائلة في خدمة الانسان ، وانتشاره الواسع في العديد من مجالات الحياه والانتاج ، حتى غدت التكنولوجيا شريك اساسي في حياة البشر وفي خدمتهم بل تفوق قدراتهم وتجاوزت احيانا حدود العقل البشري ، واحدثت ثورة فكرية في اعمالنا من خلال انظمة ذكية هائلة جدا وقدمت ميزات بكفاءة وانتاجية بسرعة فائقة ودقة كبيرة جدا .
ومن جهة اخرى، لا بد من الاشارة الى الدور السلبي لهذه التكنولوجيا في العديد من الجوانب سواء كانت جوانب صحية او حياتية او وظيفية او امنية خاصة الهجوم السيبراني ومخاطره الذي يعرض الافراد والشركات للخطر اضافة الى استخدام التكنولوجيا في الحروب وفي دمار المجتمعات .
وفي الختام ، لا يمكن لعاقل ذو بصيرة ان ينكر دور التكنولوجيا في مختلف جوانب حياتنا ، واهميتها في تحسين جودة الحياة اليومية ، وهذا يستدعي الغوص في المزيد من الابحاث والدراسات في الجوانب الصحية والمخاطر الأمنية لتكون التكنولوجيا وادواتها المختلفة عامل ايجابي في حياة البشر يتأقلمون معها وتشكل لهم الاطمئنان ومزيد من الابداع .
*الشريك المؤسس في موقع ” رقمنة”
التعليقات مغلقة.