الخبير في مجال الأعمال الالكترونية أحمد غندور يكتب لـ ” رقمنة ” …. “الأمية الرقمية (3)”: محو الأمية الرقمية : هل نحن جاهزون فعلًا؟ وما الذي يمكننا فعله اليوم؟

50

رقمنة 

*الاستاذ الدكتور احمد غندور

في مقالنا الأول لموقع ” رقمنة”، ضمن سلسلة مقالات كان عنوانها العريض ” محو الامية الرقمية “، سألنا: هل تعتبر نفسك متعلمًا رقميًا؟، وفي المقال الثاني، سألنا: هل تعرف كيف تحمي نفسك في العالم الرقمي؟

هذه الأسئلة لم تكن للترف الفكري، بل لأنها تعكس واقعًا نعيشه يوميًا، فكثيرون يستخدمون هواتفهم دون وعي بما تفعله التطبيقات في الخلفية، وكثيرون يدخلون بياناتهم الشخصية على مواقع لا يعرفون مصدرها، ومعظمنا سمع عن الذكاء الاصطناعي، لكن لم يقتربوا منه، أو يخافون أن يخطئوا في استخدامه.

المشكلة لم تعد في توفر التكنولوجيا، بل في ضعف الوعي بكيفية التعامل معها، ونحن لا نحتاج أن نكون خبراء، لكن نحتاج أن نعرف الأساسيات، أن ننتبه، وأن لا نُسلم أنفسنا للجهل الرقمي.

الأمية الرقمية ليست عجزًا عن التعامل مع الجهاز، بل غياب القدرة على استخدامه بوعي، أن تعرف ما تشارك، ومع من، أن تفكر قبل أن تضغط، أن تحمي نفسك، قبل أن تطلب الحماية من غيرك.

فما العمل؟ وما الذي يمكننا فعله من اليوم؟

هذه بعض الخطوات العملية والبسيطة التي يمكنك أن تبدأ بها فورًا، دون انتظار دورات تدريبية أو شهادات:

أولًا: اعترف بأنك بحاجة للتعلم
لا أحد يعرف كل شيء. التكنولوجيا تتغير بسرعة.
ما كنت تعرفه قبل خمس سنوات لا يكفي اليوم.
الاعتراف ليس ضعفًا، بل بداية الطريق الصحيح.

ثانيًا: جرّب شيئًا بسيطًا لم تفعله من قبل
إذا لم تستخدم بريدك الإلكتروني من فترة، افتحه.
إذا لم تجرّب أداة مثل ChatGPT، افتحها وجرب أن تسأله عن شيء تعرفه مسبقًا.
لا تنتظر أن تصبح خبيرًا كي تبدأ. ابدأ ثم تعلّم.

ثالثًا: راجع إعدادات الخصوصية في هاتفك
ادخل إلى إعدادات التطبيقات.
اسأل نفسك: من يمكنه رؤية موقعي؟
هل جميع التطبيقات تحتاج الوصول إلى الكاميرا؟
قلّل الوصول. تحكّم بما تشاركه.

رابعًا: اختر كلمة مرور جديدة وقوية لحساب واحد فقط
لا تغير كل شيء دفعة واحدة.
اختر حسابًا واحدًا تستخدمه كثيرًا، كالبريد الإلكتروني.
أنشئ كلمة مرور لا يستطيع أحد تخمينها.
واكتبها في مكان آمن إن احتجت.

خامسًا: اسأل من حولك
هل في بيتك أو عملك من يُجيد استخدام التقنية؟
اطلب منه أن يريك شيئًا لم تكن تعرفه.
اسأله كيف يحمي بياناته، كيف يبحث، كيف يتحقق من الأخبار.
المعرفة تُنقل، ولا تُحتكر.

سادسًا: توقف قبل أن تضغط على أي رابط أو تشارك أي خبر
اسأل نفسك: من أرسل هذا؟ هل يبدو حقيقيًا؟
البطء هنا حماية.
الأمية الرقمية ليست فقط في الجهل، بل أحيانًا في العجلة.

سابعًا: خصص 10 دقائق يوميًا للتعلم
لا تفتح الفيديوهات الترفيهية فقط.
اختر فيديو يشرح شيئًا رقميًا بسيطًا.
شاهد. طبّق.
يوجد محتوى جيد، مجاني، وباللغة العربية.

وأخيرًا: لا تسكت
إن لاحظت أن من حولك لا يعرفون هذه الأمور، بادر.
علّم، وجّه، وشارك المعرفة.
الأمية الرقمية ليست مشكلة فرد. إنها خطر مجتمعي.

محو الأمية الرقمية لا يعني أن تصبح خبيرًا، يعني فقط أن تفهم، أن تنتبه، أن تتعامل بوعي، وأن تحمي نفسك ومن معك، فمن لا يعرف اليوم… سيُستبعد غدًا، ومن لا يبدأ الآن… سيتأخر كثيرًا.

فهل أنت مستعد أن تبدأ اليوم؟ ……. خطوة واحدة فقط. لكنها ستكون فارقة.

الخبير في مجال الاعمال الالكترونية

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد